كاميرون يهدد بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي

تقدم رئيس وزراء بريطانيا ”

ديفيد كاميرون

” بأربعة شروط للإتحاد الاوروبي لكي تبقى بلده في إطار الاتحاد، و قد لوح بالإنسحاب من الإتحاد الأوروبي إذا ما لم تتم الإستجابة لها. و اعتبرت المفوضية الاوروبية أن هذه المطالب تؤدي لمشاكل كبيرة. و كان ديفيد كاميرون قد هدد يوم الثلاثاء بخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي إذا لم تستجب دول الاتحاد الاوروبي لشروط حكومته، و ذلك بعد ان قدم تلك الشروط قبل أن يتم القيام باستفتاء في بريطانيا بخصوص بقاء البلد في الاتحاد من عدمه و هو ما اعتبره قرارا مصيريا.

و أوضح كاميرون في كلمة قالها أمام الصحافة فأنه على ثقة تامة بأنه سيتم التوصل إلى اتفاق لصالح بريطانيا و كذا شركائها الأوروبيين، و قال بانه لا شك لديه في تحقيق المطالب إذا ما تحلى الجميع بالصبر و حسن النية و الصدق. غير انه حذر في نفس الوقت من أن بلاده لن تتردد في سحب عضويتها من الاتحاد الاوروبي قائلا بانه لا يستبعد أي خيار لكون بلده قادر على الاستمرار خارج الاتحاد.

و سرعان من قامت المفوضية الاوروبية بالرد بأن بعض هذه المطالب تطرح بالنسبة لها إشكاليات كبيرة، كما كانت المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” واثقة من ضرورة إيجاد تسوية مع لندن، لك يتفادى الاتحاد انسحاب بريطانيا منه، و صرحت بأن هناك مطالب صعبة التحقيق و أخرى أقل صعوبة، لكنها أوضحت أنه إذا ما كان الجميع مستعدا معنويا للوصول إلى حل فهي واثقة بأن الاتفاق سينجح.


daved cameron


مطالب كاميرون لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي


قدم كاميرون أربعة مطالب أصبحت معروفة نوعا ما منذ أن أعلن قرار تنظيم استفتاء في سنة 2017 لكي يهدأ من مخاوف المشككين في أوروبا و بالضبط في حزبه المحافظ و لكي يواجه في نفس الوقت حزب “يوكيب” الذي يعادي اوروبا و الذي حقق تقدما في الإنتخابات الأوروبية في سنة 2014. و يطالب ديفيد كاميرون بعدم التمييز في الاتحاد الاوروبي بين دول منطقة اليورو و غيرها و ضرورة التركيز أكثر على القدرة التنافسة للسوق الواحد، و أن يتم استثناء بريطانيا من اتحاد أوثق و اعطائها الحق بمراقبة أكبر على الهجرة.

و يعتقد المراقبون بأن الاتفاق يمكن أن يكون بالنسبة لأول ثلاث مطالب و التي ستكون عبارة عن تأكيد للوضع الحالي لبريطانيا التي لم تنضم لمنطقة اليورو و لا بلدان شنغن. أما المطلب الرابع فسيكون هو نقطة الخلاف المهمة في الاتحاد الاوروبي، لانه يرجع النقاش للحديث عن المساواة بين المواطنين الاوروبيين، و هو ما شددت عليه المفوضية بسرعة يوم الثلاثاء.


الاتحاد الاوروبي


هو جمعية دولية للدول الأوروبية يحتوي على 28 دولة و آخر بلد انضم هو كرواتيا التي انضمت يوم 1 يوليو سنة 2013، تم تأسيس الاتحاد بناءا على اتفاقية تعرف باسم “ماسترخت” التي وقعت سنة 1992م، و لكن أفكاره وضعت أغلبها منذ سنوات الخمسينات من القرن الماضي.

من أبرز مبادئ الاتحاد الأوروبي هو نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية الاوروبية. ولا يمكن اعتبار هذا الاتحاد على انه اتحاد فيدرالي، ذلك ان المؤسسات محكومة بنفس الصلاحيات التي تمنحها كل دولة لوحدها و هو يتفرد بنظام سياسي فريد من نوعه. للاتحاد الأوروبي الكثير من النشاطات و من أهم هذه النشاطات أنه سوق موحد بعملة واحدة هي اليورو التي اعتمدت عليها 19 دولة من أصل 28 عضو في الاتحاد الأوروبي، كما أنه يعتمد سياسة مشتركة في الزراعة و السياسة و الصيد البحري. و قد احتفل الاتحاد الاوروبي في سنة 2007 بمرور 50 عاما على إنشائه بتوقيع اتفاقية روما.