أسباب اعتذار مفتي المملكة عن خطبة عرفة لأول مرة منذ 35 عام

تفاجأ الجميع في موسم الحج هذا العام باعتذار مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ عن إلقاء خطبة عرفة من مسجد نمرة وهو على غير العادة منذ حوالي 35 عاما، وهو الأمر الذي إلى تولي الشيخ عبد الرحمن السديس وهو إمام الحرم المكي والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لأول مرة خطبة عرفة في مسجد نمرة بعرفات، وقد أثار اعتذار مفتي المملكة الجدل بين الحجاج لأنه يعتذر لأول مرة بدون معرفة التفاصيل الكاملة وراء ذلك، حيث أطلقت الكثير من الإشاعات حول عدم اعتذار الشيخ عبد العزيز آل الشيخ عن الخطبة هذا العام، ولكن في مقالنا اليوم نقدم أسباب اعتذار مفتي المملكة عن إلقاء خطبة عرفة لأول مرة منذ 35 عام.


الشيخ عبد العزيز آل الشيخ


أسباب اعتذار الشيخ عبد العزيز آل الشيخ عن خطبة عرفة


كشف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ يوم الأحد الماضي الموافق 11 سبتمبر وهو يوم عرفة عن سبب اعتذاره عن إلقاء خطبة عرفة وقد صرح لإحدى الصحف أن السبب في ذلك تعود إلى مشكلة صحية قد أصابته وهي مشكلة في الحبال الصوتية وهو أمر مهم يمنعه من إلقاء الخطبة التي قد اعتذر عنها لأول مرة منذ 35 عاما أي منذ موسم الحج عام 1981

ولكن هناك الكثير من الإشاعات التي تقول بأن سبب اعتذار الشيخ عبد العزيز الشيخ هو الحرب الكلامية التي جرت في الفترة الأخيرة بينه وبين الإيرانيين وهو ما دعته إلى الاعتذار لمخاوف أمنية سعودية عليه، فقد هاجم المرشد خامئني ووصف الإيرانيون بأبناء المجوس إضافة إلى منع الإيرانيين من الحج هذا العام واتهامه بأنه السبب في ذلك على الرغم من عدم منع المملكة لدخول الإيرانيين بينما أتى ذلك منهم.


الشيخ السديس يلقي خطبة عرفة


كلف الشيخ عبد الرحمن السديس لأول مرة بإلقاء خطبة عرفة بمسجد نمرة حيث امتلأت جنبات المسجد والساحات المحيطة به بضيوف الرحمن لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا اقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام والاستماع إلى خطبة عرفة ، وقد ظهر مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ لأول مرة منذ 35 عاما مأموما وقد قدم الشيخ السديس من على منبر نمرة كلمة شكر ووفاء لسماحة المفتي ، وركز السديس في خطبته على أهمية توعية الشباب المسلم بتعاليم الإسلام الصحيحة ودور علماء الأمة في ذلك، كما تطرق إلى الحديث عن الإرهاب الذي طال ضرره وشره المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، كما دعا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ونائبيه بالتوفيق والسداد، كما توجه بالشكر والتحية لخلفه آل الشيخ خلال خطبته أيضاً.


مفتي المملكة مأموما لأول مرة


من هو الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ؟


عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ التميمي هو مفتي المملكة وهو من أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ولد بمكة المكرمة عام 1943 م – 1362هـ ، استطاع أن يحفظ القرآن وهو صغير على يد الشيخ محمد بن سنان بعد وفاة والده حيث توفى والده وهو في سن الثامنة ، وهو من أسرة ل الشيخ وهم من آل مشرف عشيرة من المعاضيد من فخذ آل زاخر الذين هم بطن من الوهبة من بني حنظلة من قبيلة بني تميم.

وقد اهتم منذ الصغر بقراءة الكتب المهمة حيث قرأ على الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية كتاب التوحيد والأصول الثلاثة عام 1374هـ ثم قرأ على الشيخ عبد العزيز بن باز وهو مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الفرائض وذلك عام 1377هـ ، كما قرأ على الشيخ عبد العزيز الشتري عمدة الأحكام وزاد المستقنع.

التحق بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض عام 1374هـ وتخرج منه والتحق بعدها بكلية الشريعة بالرياض وقد حصل على شهادة الليسانس في العلوم الشرعية واللغة العربية عام 1383 – 1384 هـ ، ثم عين مدرسا في معهد إمام الدعوة العلمي وانتقل بعدها إلى كلية الشريعة بالرياض وهي الكلية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وقد عمل هناك أستاذا مساعدا ويقوم بالإشراف والمناقشة لرسائل الماجستير والدكتوراه من كلية الشريعة وأصول الدين إضافة إلى التدريس في بعض المعاهد الأخرى والكليات داخل المملكة العربية السعودية.

ثبت نجاحا في العمل وقد تدرج وحصل على مناصب العمل في الحكومة بدءا من تعيينه مدرس بمعهد إمام الدعوة العلمي ، ثم تولى منصب الإمامة والخطابة في جامع الشيخ محمد بن إبراهيم بدخنة الرياض، ثم عين أستاذ مساعد بكلية الشريعة ثم أستاذ مشارك بكلية الشريعة، وفي عام 1402 هـ عين إماما وخطيبا بمسجد نمرة بعرفة ومن وقتها وهو يلقي خطبة عرفة على الحجاج، وفي نفس الوقت قد عين عضوا في هيئة كبار العلماء ، ثم انتقل من الجامعة بتاريخ 15/7/1412 هـ (14 مايو 1999) لتعيينه عضوا متفرغ في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بقرار رقم 1/76 وتاريخ 15/7/1412 هـ بالمرتبة الممتازة، ثم عين إماما وخطيبا بجامع الإمام تركي بن عبد الله بمدينة الرياض وبعدها صدر الأمر الملكي رقم 838 وتاريخ 25/8/1416 هـ بتعيينه نائباً للمفتي العام بمرتبة وزير، ثم صدر الأمر الملكي برقم أ/20 وتاريخ 29/1/1420 هـ بتعيينه مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية ورئيسا لهيئة كبار العلماء والبحوث العلمية والإفتاء، وقد حضر الكثير من الاحتفالات العلمية والندوات وقد ألقى المحاضرات والدروس إضافة إلى أنه شارك أيضا في الكثير من البرامج الدينية التي شرفت بحضوره.