تاريخ الفكر الاقتصادي

يعرف الفكر الاقتصادي على أنه مجموعة من الأفكار أو الدراسات الاقتصادية علاوة على النظريات التجارية ، و التي تتحكم بشكل رئيسي في الحياة الاقتصادية الخاصة بالدول .

و قديماً أرتبط الفكر الاقتصادي بعلم الفلسفة فكان اهتمام الفلاسفة بصياغة ، و إعداد الأفكار الاقتصادية ، و ذلك وفقاً لماهية الوضع المادي الذي كان سائداً في العصر الذي عاشوا فيه ، و هذا يعني أن الفكر الاقتصادي كانت نشأته مع ولادة الحضارات القديمة مثال الحضارة الرومانية أو الإغريقية هذا علاوة على الحضارة الصينية ، و الحضارة الفارسية بالإضافة إلى الحضارة العربية .

بينما عرف

علماء الاقتصاد


علم الاقتصاد

بأنه هو ذلك النوع من العلم الذي أرتكز في الأصل على الاهتمام بمشكلة الموارد النادرة أو المحدودة من ناحية كيفية إدارتها من أجل تلبية ، و تحقيق الحاجات الغير محدودة هذا بالإضافة إلى تعريفه بأنه كل النظريات الخاصة بالعملية التجارية ، و طريقة تنظيمها ، و إدارتها .


تاريخ الفكر الاقتصادي


عاصر الفكر الاقتصادي في الأساس مجموعة من المراحل التاريخية الاقتصادية ، و التي عملت على تطوره ، و تحديثه ، و من ثم إضافة بعضاً من النظريات ، و القواعد الجديدة له هذا بالإضافة إلى حدوث تغييرات متعددة في بعضاً من النظريات الاقتصادية التي كانت قائمة أو متبعة بشكل سابق .


مجموعة الأفكار أو النظريات الاقتصادية البدائية




جاء مولد هذه الأفكار أو النظريات الاقتصادية في الأساس مع ميلاد الحضارات القديمة على اختلاف أنواعها ، و الدليل على ذلك هو بروز العديد من الأسماء في الفكر الاقتصادي القديم مثال (شانا كيا) ، و الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء الإمبراطور الأول لإمبراطورية (موريا)  في شرق أسيا .

هذا بالإضافة إلى الفيلسوف العربي الشهير (

إبن خلدون

) (صاحب مقدمة إبن خلدون) ، و الذي عاش في الفترة الزمنية الخاصة بالقرن الرابع عشر الميلادي إذ كان له العديد من النظريات الاقتصادية الهامة حتى إن الاقتصادي (جوزيف شومبيتير ) وصفه بالرائد السباق في المجال الاقتصادي المعاصر .

حيث أن الكثير من النظريات الاقتصادية لم تكن معروفة بدرجة كبيرة في أوربا حتى وقتاً قريباً نسبياً إذ قدم كل هؤلاء الفلاسفة العديد من الأسس ، و الركائز الاقتصادية الهامة في علم الاقتصاد إلى أن جاءت نشأة مدرستان اقتصاديتان ، و هما المدرسة الطبيعية (الفيزيوقراطية) علاوة على المدرسة التجارية (المركنتيلة) بتطوير ، و تحديث العديد من النظريات إضافة إلى المفاهيم الاقتصادية التي قد سادت بل ، و تقديم العديد من النظريات ، و المفاهيم الاقتصادية الجديدة.

حيث لعبت هاتان المدرستان تحديداً دوراً شديد الأهمية ، و كبير فيما بعد في قيام القومية الاقتصادية ، و مفهوم

الرأسمالية

الحديثة في أوروبا .


أهم مراحل الفكر الاقتصادي


مر الفكر الاقتصادي بالعديد من المراحل الأساسية ، و ذلك منذ نشأته إلى عصرنا الحالي ، و من أهم تلك المراحل :-


أولاً :- مرحلة الفكر الاقتصادي اليوناني




و هي عبارة عن هذه المرحلة الأولى في الفكر الاقتصادي ، و التي أتت عملية ظهورها بالتزامن مع عصر الفلسفة اليونانية القديمة ، و تحديداً مع الفيلسوف اليوناني الشهير (

أفلاطون

) .

ثم أتت عملية التطوير ، و التحديث على يد تلميذه (

أرسطو

) ، و ذلك كان من خلال وضعه للعديد من التصورات الخاصة بهذه العلاقات الاقتصادية التي كانت قائمة في عصره ممثلة في هذه العلاقات الاقتصادية بين الأشخاص ، و الذين يعملون لدى الطبقة الغنية ، و التي لا تعمل ، و قد أعتمد أرسطو ، و بشكل رئيسي في دراسته الاقتصادية على الحاجات الأساسية ، و التي تقوم بتحقيق المنفعة الاقتصادية وقتها .

و التي كان ارتكازها الرئيسي على أسلوب المبادلة بين الأشخاص أي تبديل شيئاً مع شيئاً أخر مساوي له في القيمة ثم جاءت عملية

ظهور النقود

، و جرى استعمالها كبديلاً عن الأسلوب التجاري السابق .


ثانياً :- مرحلة الفكر الاقتصادي الإسلامي




ساهم المسلمون ، و بشكلاً غير محدود في تطوير الفكر الاقتصادي ، و ذلك راجعاً إلى اعتماد المسلمون في رؤيتهم  للفكر الاقتصادي إلى العقيدة الإسلامية أي القيام بتطبيق كل تلك الأحكام الإسلامية الاقتصادية .

حيث ظهرت في تلك الفترة العديد من

المؤلفات الاقتصادية

لعدداً من المفكرين المسلمين ، و الذين تحدثوا فيها عن النقود ، و الظواهر المرتبطة بها هذا علاوة على تقديمهم للكثير من الحلول لأغلب المشاكل الاقتصادية مثل المجاعات ، و الأسباب الاقتصادية التي أدت إلى ظهورها ، و كيفية تجنبها بالإضافة إلى طرق حلها طبقاً للفكر الاقتصادي الإسلامي .


ثالثاً :- مرحلة الفكر الاقتصادي الأوروبي




أثر الفكر الاقتصادي الأوروبي ، و بشكل قوي على الفكر الاقتصادي ككل ، و ذلك كان عن طريق ظهور الفكر الرأسمالي ، و الذي اعتمدت رؤيته على القيام بربط الأشياء بقيمها المالية مما أثر على عملية الإنتاج .

و ذلك يرجع إلى حدوث تغيير كبير في العوامل الاقتصادية طبقاً لهذه النظرية الاقتصادية إلى أن جاءت عملية ظهور مرحلة جديدة من الاقتصاد أطلق عليها مسمى (الحداثة) ، و هو فكراً اقتصادياً اعتمد على أفكار المفكر الاقتصادي الإسكتلندي الأصل (

أدم سميث) .

ثم جاء المفكر الاقتصادي (ديفيد ريكاردو) ، و الذي قام باستكمال مسيرة (أدم سميث) الاقتصادية ، و القائمة على تطوير الفكر الاقتصادي التقليدي لتأتي مرحلة جديدة من مراحل تطور الفكر الاقتصادي على يد عدداً من الاقتصاديين ، و الذين ظلوا معتمدين على أفكار المدرسة الاقتصادية التقليدية في عملية القياس الخاصة بالواقع الاقتصادي.

مما أوجد حالة من الارتباط الوطيد بين الاقتصاد ، و التأثيرات المالية ، و من هنا جاء ارتباط الفكر الاقتصادي بالسياسة ، و كان ظهور الفيلسوف (ماركس) في خلال القرن التاسع عشر الميلادي ، و الذي كانت رؤيته الاقتصادية مخالفة بشكل كامل للأفكار أو النظريات الاقتصادية التقليدية .

إذ اعتمد الفكر الاقتصادي الخاص الخاص بماركس على ضرورة القيام بتوزيع كل الموارد المتاحة بشكلاً عادلاً على أفراد ، و طبقات المجتمع لتأتي على أساس هذا الفكر ظهور المدرسة أو النظرية الاقتصادية المشهورة بأسم (الماركسية) ، و التي قامت بدراسة كل من فائض الموارد علاوة على تأثير النقود بالإضافة إلى عملية توزيع الدخول ليبدأ الفكر الاقتصادي من خلال ذلك إلى قسمان رئيسيان ، و هما الفكر الرأسمالي ، و

الفكر الاشتراكي

.