نبذة عن ” أتاوالبا ” آخر ملوك امبراطورية الانكا

أتاولبا هو أحد الأمراء الأقوياء الذين كانوا يحكمون

امبراطورية الانكا

، و قد حكم أتاوالبا منطقة بيرو و تشيلي و

كولومبيا

و الاكوادور و بوليفيا ، و استمر حكمه حتى غزو الأسبان لامبراطورية الانكا ، حيث تم عمل مكيدة من أجله و القبض عليه و طالبوا بحصولهم على فدية مقابل حياته ، و بالرغم من دفع الفدية إلا أنهم قاموا بقتله لينتهي إلى الابد في عام 1533م .


طريقة الحكم في امبراطورية الانكا :


كلمة ” الإنكا ” في ثقافة امبراطورية الانكا تعني ” الملك ” ، و تشير هذه الكلمة إلى حاكم امبراطورية الانكا ، و لم يكن من الضروري أن يتم توريث الحكم في الانكا إلى الابن البكر ، بل كان الأمر يسير وفقاً للتقليد الأوروبي و الذي كان ينص على أن أي شخص من أبناء الانكا يُمكن أن يصبح ملكاً حيث تم اعتبار ذرية أتاوالبا جديره جميعها بالوصول للحكم .

لم يكن هذا التقليد أمراً جيداً فقد نشب عنه العديد من الحروب التي كانت تحدث بين الأشقاء و بعضهم البعض لكي يستولي أحد منهم على الحكم ، و كانت تستمر هذه الحروب حتى يقضي أحدهما على الآخر و كان ذلك ما حدث بين أتاوالبا و شقيقه اسكار .


استيلاء أتاوالبا على امبراطورية الانكا :


توفي الامبراطور واينا كاباك خلال عام 1527م  نتيجة إصابته ب

مرض الجدري

، كذلك توفي خليفه نينان فأدى ذلك إلى توزيع امبراطورية الانكا على كل من أتاوالبا و شقيقه ، فاستولى أتوالبا على الجانب الشمالي من كيتو بينما حصل شقيقه اسكار على الجانب الجنوبي من كوزكو .

اشتغلت حرب أهلية بين كل من اسكار و أتاوالبا و انتهت بالقبص على اسكار بواسطة قوات أتوالبا ، و على الرغم من انتهاء تلك الحرب إلا أنه ظل هناك غياب للثقة نتج عنه حدوث تقسيم للسكان بشكل كبير و انتشار الكراهية بينهم ، و قد أمر أتاولبا بقتل شقيقه و عدة أفراد من الأسرة الذين أرادوا منعه من الوصول إلى السلطة .


اقتحام القوات الاسبانية لامبراطورية الانكا :


فرانسيسكو بيزارو هو أحد المناضلين الاسبان الذي قام بحشد قواته خلال عام 1532م لكي يستولي على امبراطورية الانكا و قد وصل عدد قواته إلى 160 اسباني ، و قد تكونت تلك القوات من أربعة من أشقائه ، كما أنها كانت تذخر ب

الخيول

و الاسلحة المتنوعة و الدروع التي لم يعرفها سكان الانكا .

بعد الهجوم المفاجئ للاسبان على الانكا تم القبض على أتاوالبا و أخذه أسيراً ، و على الرغم من مكانة أتاوالبا العظيمة إلا أنه لم يجرؤ أحد على مساعدته ، و قد كان أتاوالبا شديد الذكاء مما ساعد في تعلمه الكثير من الاسبان كما ظل حكمه لشعبه مستمراً حتى في الأسر ، و قد أتفق مع الاسبان على اطلاق سراحه مقابل فدية كبيرة من الذهب و الفضة ، و لكن مع حصول الاسبان على الفدية خلفوا الاتفاق و قاموا بقتله .


مصير امبراطورية الانكا بعد وفاة أتاوالبا :


عند وفاة أتاوالبا قام الاسبان بجعل شقيقه توباش حاكماً لامبراطورية الانكا ، و بالرغم من وفاته بعد مدة قصيرة إثر إصابته بمرض الجدري ، إلا أنه سمح للاسبان بالسيطرة التامة على امبراطورية الانكا ، كما أنه مع وفاة ابن شقيق أتاوالبا ضاعت معه امبراطورية الانكا ، وانتهت الكراهية التي كان يكنها الشعب في كوزكو لأتاوالبا نتيجة الحرب الأهلية التي اشعلها .

عندما سيطر الأسبان على الحكم بدأ الناس يتساءلون عن مدى أحقيتهم في هذه السلطة ، و عن المكيدة التي دبرها بيزارو لكي يقضي على أتاوالبا و يتخذه رهينة ، ثم قتله للعديد من الناس و سرقته

الذهب

و الفضة ، حيث ساء وضع الامبراطورية بعد وفاة أتاوالبا كثيراً ، و قد تم اعتبار أتاوالبا ضحية لبطش الإسبان و نفاقهم ، فقد انتهت حياته بطريقة مأساوية و خدعه الأسبان نتيجة لجشعهم و عنفهم و طمعهم في حكم البلاد .