ما هو السبليمنال وعلاقته بجذب الأحداث ؟


السبليمنال

هي كلمة أجنبية Subliminal ، وهي كلمة انجليزية تشير إلى

العقل الباطن

، وهي عبارة عن رسائل صوتية مخفية أو صور مرئية ، يتم دمجها مع موسيقى هادئة أو أصوات طبيعية عالية ، والسبليمنال عبارة عن توكيدات أو Affirmation ، لكل الأفكار التي ترغب في حدوثها وتفكر بها.[1]

عند القيام بالاستماع للسبليمنال ، عليك أن تعلم بأن التوكيدات أو

الرسائل المخفية

، يتم إخفاء صوتها حتى تتأثر أنت بالصوت المسموع فقط، بينما يسمع عقلك اللاواعي أو الباطن تلك التوكيدات ، على سبيل المثال ؛ في بعض الأغاني الحزينة أو بعض الموسيقى العالمية ، إذا ما كنت تحب هذا اللون من الفنون ، قد تشعر أحيانًا برغبة قوية في البكاء أو نمو رغبات متكررة في الانتحار ! هذا أمر ليس طبيعي ، فبتحليل عدد كبير من الأغاني القديمة الأجنبية ، لأشهر المغنيين الأجانب تم الكشف عن وجود توكيدات خفية في تلك الأغاني ، وأغلبها توكيدات سلبية تمتص طاقة المستمعين.

وعلى الجانب الآخر ، استخدمت بعض شركات الدعاية السبليمنال ، لتوصيل بعض الرسائل الخفية للجمهور ، ولهذا فالسبليمنال باختصار ؛ هو مجموعة من الرسائل الخفية والتوكيدات ، بأمور قد تكون سلبية أو إيجابية تؤثر على العقل اللاواعي ، وتوجه المستمع لأفعال مختلفة عقب فترة من الاستماع لها.


أنواع السبليمنال

للسبليمنال أنواع منها الصوتي أو المرئي أو الكتابي ، والسبليمنال الصوتي عبارة عن كلمات محددة ، تحمل ذبذبات معينة موجهة للعقل اللاواعي ، ويكون هدفها تغيير قناعات ما ؛ مثل أنا نحيف أو أنا جميل أو أنا ناجح وهكذا ، ويكون مستوى الصوت بهذه التوكيدات مخفي أو غير مسموع ، في حين يكون صوت الموسيقى المركبة معها أكثر ارتفاعًا.

أما السبليمنال المرئي ، يعتمد على اختيار صور معينة لأغراض محددة ، مثل ما تفعله شركات الدعاية ، في حين يعتمد السبليمنال المكتوب على عرض كلمات محددة ، بكيفية مخفية أيضًا خلف مشهد آخر.


أسباب إخفاء التوكيدات

تعود الفكرة في إخفاء التوكيدات ، إلى قدرات العقل البشري نفسه ، فهو ينقسم إلى نوعين أو قسمين ، القسم الأول وهو العقل الواعي ؛ وهو الجزء المسؤل عن كل ما يدركه الإنسان ويتحكم في القرارات والتفكير والعادات.

في حين يأتي القسم الثاني وهو المستهدف من السبليمنال ، وهو الجزء اللاواعي أو العقل الباطن ، وهو المسؤل عن كل ما هو أكبر من قدرات العقل البشري ، كالصفات الوراثية مثل

لون العينين

أو الذكريات أو الشعر ، وأحداث الحياة نفسها ، وهو ما يعرف بطاقة الجذب ؛ فإذا ما بدأت التفكير في بعض الأمور على طريقة السبليمنال ، مثل النجاح والثراء والقبول والتفوق ، فأنت تبدأ في تسخير طاقة الكون لجذب تلك الأشياء إلى حياتك ، حيث تتحرر طاقتك العقلية والروحية ، وتبدأ  في جذب كل ما ترغب به ، ولكن حذار من التعلق بأي أمر منهم ، حتى لا يحدث فائض بالطاقة وتبدأ بالانعكاس ، فتبدد أحلامك هذه وتبتعد عنك الأشياء والأفكار التي ترغب في جذبها.[2]

ومن أبرز وظائف العقل الواعي ، أنه يعمل على حماية العقل الباطن أو اللاواعي ، من

الأفكار السلبية

أو الأفكار غير المناسبة أو الملائمة ، لهذا لا يجب عليك أن تستمع إلى كل شيء ، ولا تدع شيئًا يتغلغل في عقلك الباطن دون حماية لأفكارك.[3]

الطريقة الصحيحة لتطبيق السبليمنال

حتى تقوم بعمل خطوات السبليمنال بشكل صحيح ، يجب عليك اتباع عدد من الخطوات بشكل صحيح ، من أجل تأثير أفضل ، ولهذا يجب عليك القيام بالآتي:

– أولًا يجب عليك

شرب الكثير من الماء

، فالمياه تساعد الجسم على البقاء رطبًا ، ومن ثم تبدأ أفكارك في التحرر بكل قوتها.

– ثانيًا يجب أن تجلس باسترخاء تام ، في مكان ما بشرط أن يكون المكان مريحًا لك.

– ثالثًا بعد الاسترخاء أطلق لأفكارك العنان ، حتى تبدأ في التخيل بشكل أكثر صفاء ، فالخيال أهم عوامل وخطوات السبليمنال.

– رابعًا عند القيام بالاستماع للسبليمنال الصوتي ، استخدم سماعات الرأس حتى يكون التركيز أعلى ، وتصل الذبذبات إليك بشكل أفضل.

– خامسًا لا تستمع إلى التوكيدات بشكل مباشر ، اتركها مخفية وغير مسموعة ؛ حتى تتخلل إلى عقلك اللاواعي بسهولة.

– سادسًا تجنب بكل قوتك الرسائل السلبية ، سواء من أشخاص قريبون منك أم أي شخص آخر ، حتى لا تفعّل طاقة الجذب للأشياء السيئة.

– سابعًا يجب أن تكون التوكيدات كلها إيجابية ، فتجنب أن يكون التوكيد أنا أرغب في التخلص من اليأس ، فكلمة اليأس هنا غير صحيحة وقد تأتي بنتائج سيئة ، ولكن يجب أن يكون التوكيد هنا أنا أرغب بالطموح.

– ثامنًا يجب عليك تكرار الاستماع إلى السبليمنال بشكل كبير ، فمع التكرار يبدأ العقل الباطن في بناء خريطة جديدة ، أساسها هو التوكيدات التي استمعت لها بشكل متكرر.

– تاسعًا تختلف فترة الحصول على نتائج السبليمنال من شخص لآخر ، ولكنها في العموم تستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة

أشهر

.


الشعور بالألم أو الضيق أثناء الاستماع للسبليمنال

يعمل السبليمنال على تغيير ذبذبات العقل اللاواعي ، ولهذا تبدأ ذبذبات الجسم في التغيير تباعًا ، استجابة من الجسم للبرمجة الجديدة ، ولكن الأمر لا يتم بسهولة ، فالجسم سيبدأ في مقاومة تأثير الذبذبات الجديدة عليه ، كإجراء وقائي ولحماية نفسه من الأفكار الجديدة ، فالجسم يتخيل أن أفكارك الإيجابية مثلًا تجاه المال ، هي شيء جديد وقد يكون خاطئ فيقاومك ، ولهذا سوف تشعر بوجع في بعض أجزاء من جسمك ، أو تتعرض لنوبات صداع وألم بالرأس مع البداية ، إلا أن كل ذلك سيزول بالتكرار ، ولهذا من الأفضل أن تقوم بعمل توكيدات السبليمنال لحماية عقلك الباطن.[4]


فوائد السبليمنال

خلال فترة السبعينات من القرن المنصرم ، ظهرت بعض الدراسات النفسية ، التي أكدت على أهمية

العقل اللاواعي

ووظائفه جنبًا إلى جنب مع العقل الواعي ، وبناءً على تلك الفرضية بدأت بعض الشركات في تجريب التحكم ببوابة الحماية أو Gatekeeper ، التي تعمل على تصفية الأفكار المخزنة في العقل اللاواعي ، وتتحكم فيما ينتقل إلى العقل الواعي بعد ذلك ، فالرسائل لا تصل جميعها إلى العقل الواعي ، سوى بعد المرور بتلك البوابة لتصفيتها ، وهو ما يعرف بالبرمجة اللغوية العصبية.[5]

ولهذا فإذا ما نجح الفرد في التحكم بتلك البوابة ، فمن الممكن تغيير قناعاته وأفكاره بكل سهولة فيما بعد ، فعلى سبيل المثال ؛ تمكّنت إحدى شركات الدعاية من تجربة تلك الرسائل للجمهور في إحدى دور العرض السينمائي ، فقامت ببث رسائل خفية غير ملحوظة ولا تتعدى مدتها ثوانٍ قليلة ، عبارة عن عبارات اشتري ذرة أو اشتري

كوكاكولا

.

ونجحت الرسائل بالفعل في تحفيز 70% من الجمهور على الشراء ، وارتفعت المبيعات لتلك المنتجات في هذا اليوم. ومع التقدم الحالي ، وانتشار مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي وعروض الفيديو والصوت ، بدأت بعض الشركات تتخصص في بيع مقطوعات سبليمنال ، مع ضمان أنها لا تحتوي أمورًا ضارة أو سلبية للجمهور.[6]

وبدأت بعض القنوات باليوتيوب ببث مقطوعات سبليمنال ، تتنوع وفقًا للأغراض مثل الجمال والصحة والزواج والمال وغيرها ، ثم بدأت بعض التطبيقات في الظهور بمتاجر الهواتف الذكية ، وذلك حتى تستطيع عمل التوكيدات والسبليمنال بشكل آمن لنفسك.


كيفية عمل العقل الباطن لجذب الأحداث

كما ذكرنا أن العقل هو منبع الأفكار والمعتقدات ، ومحفز السلوكيات في النضوج ، نتيجة الخبرات المتراكمة منذ

فترة الطفولة

، وللعقل الباطن بعض الأسرار التي يعمل من خلالها ، والتي تكمن في بعض العناصر المختلفة.

التصرفات العفوية؛ حيث يظن البعض أن القيام بتصرف ما ، يكون نتيجة تفكير من خلال عقله الواعي ، ولكن الأمر ليس بتلك الطريقة ، فأنت عندما تجوع لا تفكر أولًا أنك جائع ، بل تذهب مباشرة إلى محل بيع الطعام أو الثلاجة ، وتبدأ في تناول بعض الطعام ، وكذلك بالنسبة للعطش وكل الأمور البيولوجية ، فعقلك الباطن يدفعك للتصرف دون انتظار التفكير.

التفكير بين الإيجابي والسلبي؛ بعض الأشخاص يظنون أن تفكيرهم الإيجابي أو السلبي ، تجاه بعض الأمور الحياتية ، ما هو سوى طريقة عقلية واعية من جانبهم ، ولكن الأمر هنا يكمن فيما تم اختزانها من أفكار سلبية ، في العقل اللاواعي أو الباطن ، وتبدأ تلك الأفكار بالظهور كل مرة ، على الرغم من محاولة التفكير الإيجابي ، وهنا يجب على الإنسان ، أن يبدأ في صناعة خبرات إيجابية أكثر من السلبية ، حتى يتحكم في سيطرة أفكاره الإيجابية عليه بشكل أكبر.

التحكم في الذاكرة ؛ بالطبع مرت بك نصيحة المذاكرة أو تحصيل المعلومات

قبل النوم

، وهي نصيحة قد تكون فعّالة بشكل كبير ، فالأفكار والمعلومات والخبرات يتم تخزينها في العقل الباطن ، وهو المسؤول عن العمليات العقلية والحفظ ، ولهذا فالرسائل المخزنة بتلك الطريقة ، يكون من السهل ارتدادها واستعادتها بشكل كبير ، لأنها تخزن بالعقل الباطن وتظل راسخة به.[7]

مشاعر السعادة و

الحزن

؛ في بعض المواقف التي تمر بها ، ستجد نفسك تتفاعل بطريقة تلقائية إما بالحزن أو السعادة ، فعند مشاهدة بكاء طفل ما لأجل غرض أو هدف ، فإنك قد تبكي إلى جواره دون وعي ، والسبب في ذلك يعود إلى عقلك الباطن ، الذي خزن مشاهد من طفولتك في موقف مماثل ، واستعادة مع وجود هذا المحفز في موقف مشابه ، وهذا يجعلك فيما بعد قد تحب أو تكره شخصًا ما ، نتيجة تعرضك لمواقف قديمة ومخزنة بعقلك الباطن مع أشخاص مماثلين له.

العقل الباطن وقانون الجذب ؛ العقل الباطن هو مركز المعلومات داخلك ، ويتمثل الجذب في قدرة عقلك الباطن على خلق شعور أو موقف ، ويجعلك تتعامل معه بأنه واقعي ، ثم يبدأ عقلك الواعي في التصرف وكأنك مررت بالفعل بنفس الموقف ، أو امتلكت هذا الشيء.

وينظر البعض لهذا الأمر باعتباره حدسًا ، ولكنه في الواقع يمثل جذبًا ، فأنت تتصرف كمرآة لأفكارك ، على سبيل المثال ؛ إذا كانت لديك معتقدات سلبية حول مهنة معينة ، فإنك إذا رأيت عنها إعلانًا بالتلفاز ، فأنت قد تنفر من التقدم للعمل بها رغم احتياجك للمال، أو لديك أفكارًا إيجابية بشأن وظيفة أخرى ، مع الوقت تبدأ إعلانات تلك الوظيفة في الظهور أمامك ، أنت الآن قد جذبت إليك أفكارك ، ثم تبدأ في التعامل معها ، وينتج تأثير الجذب مع الوقت ، في قدرة العقل اللاواعي على جعلك أكثر وأشد ملاحظة تجاه الأشياء ، وهذا بالطبع يدفعك للتخلي عن أفكارك السلبية وتبدأ فورًا بالتفكير الإيجابي.

أنا الأفضل ؛ إذا ما أردت النجاح يجب عليك الاقتناع أنك ناجح بالفعل ، فبعض الأطباء المتخصصون في

علم النفس

، يستخدمون تلك البرمجة العصبية في تحفيز الشعور اللاواعي للفرد ، وإكسابه الثقة في قدراته ونفسه ، فالعبارات والتوكيدات الإيجابية بوجود القدرات المميزة ، عندما تصل إلى العقل الباطن فإنها تعمل على تحفيز قدرات العقل الواعي للتنفيذ ، تلك الطاقة السحرية التي تدفعك لتحويل أفكارك إلى أفعال ، وقد تغير حياتك بأكملها.[8]


أهم المعلومات عن السبليمنال


في النهاية السبليمنال ما هو سوى سيطرة على العقل الباطن ، وتحفيزه باستخدام توكيدات محددة ، إيجابية ومباشرة مع الابتعاد عن العبارات والكلمات السلبية ، والغرس المستمر للأفكار الإيجابية ، ما يعني الوصول بالأفكار عبر بوابة الحماية التي تربط بين العقل الواعي والعقل اللاواعي ، وزرع تلك الأفكار الإيجابية بالعقل مباشرة ، لبث

الثقة بالنفس

وتحفيز العقل على القيام ، بكل ما يفيد الشخص ذاته ويغير حياته بأكملها للأفضل ، وقد يكون هذا هو السبيل الأكثر تفاؤلًا ، من أجل الوصول إلى أهدافك وتحقيقها.