تقرير عن متحف الاثار في جرش

إن مدينة جرش تعتبر واحده من


أهم المدن السياحية في الأردن


بل في العالم أجمع، وذلك لأنها تحتوي على معالم تاريخية تعود إلى العصور الروماني فإنها في القدم كانت واحده من أهم المدن الرومانية، وكانت تحتوي على مسارح ويقام بها الاحتفالات وغيرها من الأماكن المعمارية التي زادت من قيمة هذه المدينة وأصبحت مع مرور الوقت مدينة تسرد لنا تاريخ العصور الرومانية، ومن أشهر المعالم السياحية في مدينة جرش هو المتحف الذي يوجد به.

متحف الاثار في جرش

إن أكبر دليل على أن هذا المتحف ذا مكانة كبيرة هو أن المديرية حرصت على أن تخصص مبلغ كبير له وصل إلى 150 ألف دينار حتى يتم بنائه ليتم عرض الاثار التي تعود إلى العصر الروماني والتي يتم اكتشاف كل ما هو جديد في هذه المدينة، حيث أن الحفائر بدأت بها منذ عام 1925 ومازلت مستمرة إلى اليوم وتكشف لنا كل ما هو جديد، وآخر ما عثر عليه ثلاث تماثيل لآلهة في العصر الروماني.

وهذه التكلفة كانت بسبب أن المتحف القديم متهالك وغير ملائم ليتم عرض هذه الاثار القيمة، والمتحف الذي سوف يتم بنائه سيكون فرصة كبيرة لعمل الخرجيين، ولقد تم عمل العديد من الدراسات على الجانب الهندسي والمعماري والفني حتى يتم بناء هذا المعبد على مستوى عالي، وفي نفس الوقت يكون ذا تصميم يليق بواحدة من اهم واشهر وافضل المدن التاريخية في العالم أجمع.[1]

تأسيس متحف مدينة جرش

لقد قامت الهيئات المسؤولة في الأردن بتأسيس متحف الآثار الأردني في عام 1951، وكان ذلك فوق تل القلعة التي توجد في عمان، والغرض من هذا المكان أن يكون قريب من الآثار التي يتم العثور عليها دائمًا والتي تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية والعربية.

لقد كان المسؤول على تصميم المبنى هو المهندس المعماري البريطاني المولد أوستن هاريسون، وهو نفسه الشخص الذي كان مسؤول على تصميم متحف فلسطين الأثري وهو متحف روكفلر اليوم، والذي قدم واحد من أفضل تصميمات المتاحف حتى يتم عرض


الاثار الرومانية


التي تليق بهذه المنطقة.

يحتوي المتحف على الكثير من القطع الأثرية من أماكن مختلفة في البلاد والتي تشمل الآثار التي تم العثور عليها بداية من العصر الحجري القديم إلى العصر الإسلامي، ولقد حرص على ترتيب هذه الاثار ترتيب زمني جيد، حيث أنها تحتوي على الفخار وعلى الزجاج هذا بجانب الأدوات المعدنية التي يتم العثور عليها بشكل مستمر، والنقوش التي أضافت لنا كثيرًا لمعرفة معلومات في العصر الروماني، هذا بجانب التماثيل للألهة المختلفة والمجهورات التي تعود لهذه الفترة، إضافة إلى أنه تم العثور على عملات معدنية وتم عرضها في المتحف.

ومن أهم المعالم التي يتم عرضها في هذا المتحف هي تماثيل من عين غزال، وكذلك الجماجم التي تكون ملصقة والتي تعود إلى العصر الحجري الحديث وغيرها من القطع الأثرية التي لها قيمة تاريخية كبيرة. [2]

اطلال تم العثور عليها في مدينة جرش

لقد تم العثور على الكثير من المعالم الأثرية في مدينة جرش من أهمها أسوار المدينة التي مازالت متبقية في المكان، هذا بجانب أنهم وجدوا بعض أطلال المستوطنات التي تم فحصها ووجد أنها تعود إلى العصر الحجري الحديث، وهذا يدل على الاحتلال البشري لهذا المكان لمدة تزيد عن 6500 سنة، ولم يكن الأمر غريب حيث أن هذه المنطقة بالفعل مناسبة للسكان، فإنها تحتوي على إمدادات من جميع أنحاء العالم، على الرغم من أنها مرتفعة لدرجة تصل إلى 500 متر وهذا كان سبب في أن تصبح ذات مناخ جيد، وفي نفس الوقت يمكن الاشخاص من رؤوية الأماكن المحيطة التي تصبح ذات مظهر مميز.

إن جرش لم تكن حتى أيام الإسكندر الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد، إلى أن بدأت تطور وأصبحت مدينة كبيرة ولكنها في خلال فترة الحكم الروماني كانت قد وصلت إلى عصرها الذهبي وتمكنت أن تصبح واحدة من افضل واهم المدن التي تعتمد عليها الدولة الرومانية.

إن أول مرجع تاريخي يعود في جرش يعود إلى القرن الثاني وكذلك يعود إلى أوائل القرن الأول قبل الميلاد، والذي أشار إلى هذا المكان هو مؤخر يدعى جوزيفوس، وهو مؤرخ من الأرض المقدسة، فلقد ذكر أنه هو المكان الذي قام ثيودوروس وهو طاغية فيلادلفيا الذي قام بإضافة كنز في هذا المكان لحفظة بالتحديد في معبد زيوس، وبعد ذلك بوقت قصير ذهب إلى ألكسندر وجانسيوس.

ومن ثم بعد فترة قصيرة من بعد ما سيطرت روما على سوريا فإن الإمبراطور بومبي قام في عام 63 قبل الميلاد بذكر أن مدينة جرش تعتبر واحدة من أعظم المدن في دوري ديكابوليس، وهذا كان سبب في أن يتم جلب الكثير من الفوائد الأقتصادية إلى هذه المدينة، وهذا الأمر جعلها تذكر تجاريًا أكثر من غيرها من المدن.

ومن ثم في عام 106 بعد الميلاد قام الإمبراطور تراجن بضم


المملكة النبطية


الثرية والتي ساعدت على أن يتم جعل المدينة هي محافظة الجزيرة العربية، والتي كانت سبب في كثرة الثورات التجارية التي زادت إلى مدينة جرش، مما جعلها تتمتع بطفرة كبيرة من نشاط البناء، ولقد تم الحصول على جرانيت من أماكن بعيدة جدًا عن مدينة جرش مثل مصر، وتم استخدامه في إعادة بناء المعابد القديمة وذلك على طراز أحدث الأزياء في الجانب المعماري.

ولقد مر على المدينة الكثير من الزيارات من قبل أشخاص مهمين من ضمنهم زيارة الإمبراطور هادريان في 129 ميلاديًا، ولقد تم عمل الكثير من الإضافات والتطورات في هذه المدينة كوسيلة لتكريم ضيفها والترحيب به، ومن أهم الإضافات التي قاموا بها عمل قوس النصر الضخم في الجزء الجنوبي من المدينة، وغيرها من الإضافات، هذا بجانب أن مدينة جرش قد مرت بالكثير من التطور الذي وصل إلى زروته في القرن الثالث، وذلك عندما حصل على رتبة مستعمرة رومانية وكانت واحدة من أهم المدن في

العصر الروماني

، وفي هذه الفترة لقد بلغ عدد السكان في منطقة جرش إلى 2000 نسمة.

إن كل هذه العوامل جعلت من مدينة جرش واحدة من افضل المدن القديمة، سواء كان ذلك على الجانب الأقتصادي أو على الجانب الاجتماعي وهذا الأمر كان سبب في أن تحتوي على الكثير من الثروات وهذا بالفعل ما تم ملاحظته عند اكتشاف هذه المدينة ففي كل يوم يتم اكتشاف كل ما هو جديد في هذه المدينة، فمنذ أن بدأ الكشف على هذه المدينة في عام 1925 فلم يتوقف الكشف حتى اليوم من كثرة الآثار التي يتم العثور عليها كل يوم.

إن مدينة جرش لا تعتبر عامل جذب في الاردن فقط بل أنها تحتوي على معالم تعمل على جذب السياح منذ جميع أنحاء العالم حتى يمكنهم رؤية المعالم الأثرية والمتحف الذي تم بنائه حتى يتم وضع الآثار التي يتم العثور عليها، وتم تجهيزه على أن يتم عرضه في المتحف بطريقة مرتبة بناء على الفترة الزمنية للأثار التي تم العثور عليها في هذه المنطقة.[3]