صيام الأيام القمرية

الصوم هو عبادة لها أجر عظيم عند الله تعالى، وهي عبادة خالية من الشرك والرياء ويجزي بها الله تعالى أعظم الجزاء. قال ابن القيم رحمه الله: “الصوم جنة من أدواء الروح والقلب والبدن؛ مَنافِعُه تفوت الإحصاء، وله تأثير عجيب: في حفظ الصحة، وإذابة الفضلات، وحبس النفس عن تناول مؤذياتها، ولاسيما: إذا كان باعتدال وقصد في أفضل أوقاته شرعاً، وحاجة البدن إليه طبعاً، ثم إنّ فيه من إراحة القوى والأعضاء ما يحفظ عليها قواها، وفيه خاصية تقتضي إيثاره، وهي تفريجه للقلب عاجلاً وآجلاً فهو أنفع شيء لأصحاب الأمزجة الباردة والرطبة وله تأثير عظيم في حفظ صحتهم”. و


الايام القمرية


هي اليوم الثالث عشر، واليوم الرابع عشر واليوم الخامس عشر من الشهر، وإن صيام تلك الأيام ينطوي على فائدة وأجر عظيم [1]

ما هي الأيام القمرية

عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال: «‏صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة» رواه النسائي وصححه الألباني. وقد سميت الأيام القمرية بهذا الاسم لأن القمر يطلع من أول الليلة إلى آخرها، وتكتمل


اطوار القمر


.

إن الصيام يساهم في العديد من الفوائد الصحية وفي تطهير البدن، وامتناع النفس عن الشهوات وارتكاب الذنوب والمعاصي وفيها يشعر الغني بالفقير، وتساهم في تكفير الذنوب وتفريج القلب. ويعتبر الصيام من الأدوية الروحانية والجسدية إن قام الصائم بمراعاة قواعد الصيام وتجنب المكروهات أثناء الصيام، وبذلك ينتفع قلبه وجسده، وتزال عنه الذنوب ، ويحفظ نفسه ويسترجع قلبه ودينه، ويعنيه على أداء مهامه الدنيوية الأخرى.

إن صيام الأيام البيض، يرتبط باكتمال القمر في تلك الليالي من خلال إجراء


بحث عن القمر


. والصيام ككل يرتبط بفائدة أعظم بكثير من الامتناع عن الطعام والشراب، وإنما هو وقاية للعبد من ارتكاب الذنوب، ويقف حائلًا بين العبد وبين ما يؤذيه ويبعده عن ذكر الله. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183]

صيام الأيام القمرية

  • إن صيام الأيام البيض يجب أن يكون متواترًا وقد جاءت العديد من الأحاديث النبوية عن فضل ذلك، وترتبط الأيام القمرية باكتمال القمر، وذلك يتعلق أيضًا بـ


    المد والجزر


    .
  • وعند صيام الأيام القمرية غير متتالية، عندها سينال الصائم أجر صيام يومًا، وهذا الصوم مستحب وهو سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه ليس واجبًا.


  • هل تعلم عن الفضاء


    ؟ إن صيام الأيام البيض يستحب أن يكون ثلاثة أيام وهي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر، حيث ترتبط هذه الأيام ببزوغ القمر كاملًا من أول الليلة إلى آخرها. وكما يسن صيام ثلاثة أيامًا متتالية، يسن أيضًا صيام ست من شوال، ولو قام الشخص بصيام يوم واحد فقط أو يومين أو أربعة أيام، فإنه سينال الأجر والثواب، والحسنة بعشر أمثالها.
  • لذلك يجب أن يغتنم المسلم الفرصة ويسارع إلى الخيرات، لأن الشيطان يوسوس في سبيل الإنسان ويدفعه لارتكاب المعاصي والتكاسل عن أداء الطاعات، وحرمات الشخص من الخير ومن الأجر والثواب [3]

فضل صيام الأيام القمرية

إن


فضل صيام الايام البيض


كثيرة:

  • للصائمين باب في الجنة لا يدخل منه أحد سواهم:

عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «‏إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ» متفق عليه.

  • إن الله يحب رائحة فم الصائم وهي أطيب عنده من ريح المسك:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ ‏ ‏مُحَمَّدٍ ‏‏ بِيَدِهِ ‏‏ لَخُلُوفُ ‏‏ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» متفق عليه.

  • فرحة الصائم عند الإفطار

إن الله تعالي تكفل بأجر الصائم، لأن الصوم هو عبادة خالصة بين العبد وربه لا يتخللها أي نوع من الرياء لذلك فإن الله يجزي عن هذه العبادة بحسب نية الصائم وصدقه في ترك الطعام والشراب والامتناع عن الذنوب وذلك خالصًا لوجه الله

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ ‏‏ آدَمَ ‏ ‏يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ ‏ ‏وَلَخُلُوفُ ‏ ‏فِيهِ ‏ ‏أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» رواه مسلم

  • الصوم يساعد الإنسان في الامتناع عن الشهوات وتدريب النفس على الصبر وتحمل مشقة الجوع والعطش في سبيل الله، كما يساعد في إحساس الغني بالفقير ويساهم في زيادة التكافل الاجتماعي.
  • إن الله يجزي الصائم أجرًا عظيمًا عندما يحتسب الصائم صومه على أنه صبرًا، قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10]
  • دعوة الصائم مستجابة
  • الصيام والقرآن يأتيان شفيعان لأصحابهما يوم القيامة

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ» رواه الإمام أحمد.

لذلك فإن المؤمن الناجح هو الذي اغتنم شبابه ووقته في أداء الطاعات والتقرب إلى الله تعالى وأداء النوافل كي يكسب رضا الرحمن. [2]

حكم صيام الأيام القمرية

إن صيام الأيام البيض نافلة وهي ثلاثة أيام من كل شهر، وقد اعتقد البعض أن هذه الأيام هي ثلاثة أيام من كل شهر، بدون تعيين، ولكن عن قتادة بن ملحان قال : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصيام أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة ” رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه بإسنادٍ فيه مجهول، وعن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” صيام ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ صيام الدهر أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة ” رواه النسائي بإسنادٍ حسنٍ. لذلك يمكن أن يعد الشخص


جدول الايام البيض


للصيام في السنة، ومن الجدير بالذكر أن صيام الأيام البيض ليس واجبًا وقد أجمع الأئمة على ذلك.

وإن سبب تسمية الأيام البيض بذلك هو أنها تبيض بطلوع القمر من أولها إلى آخرها، ويمكن أن يبحث الشخص عن


معلومات عن القمر


من أجل توسيع معرفته وإدراك العلاقة بين القمر والأيام القمرية [4]

هل يجوز صيام أيام البيض 14 15 16

تعرف الأيام البيض من خلال معرفة بداية الشهر الهجري، وتعرف بداية الشهر من خلال رؤية الهلال، ويمكن أيضًا معرفة


الايام القمرية للحجامة


، ويعرف أيضًا دخول الشهر باكتمال الشهر الذي سبقه وهو ثلاثين يومًا.

وإن من السنة صيام أيام البيض، لما روى الترمذي (761) والنسائي (2424) عن أبي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا صُمْتَ شَيْئًا مِنْ الشَّهْرِ فَصُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ )، يمكن أن يراقب الشخص القمر من أجل معرفة وقت اكتماله، لكنه لا يكتمل إلا في اليوم الرابع عشر، لذلك يمكن ألا يصوم الشخص اليوم الثالث عشر، ولكن يكسب المسلم الأجر والثواب بوجود النية. [5]