سبب نزول ولا تنابزوا بالالقاب
معنى سبب النزول
السبب بفتح السين يعرف عند أهل السنة والجماعة على أنه الحبل ، وذكر في لسان العرب أن ذلك في اللغة هذيل ، وتم اختيار أنه كل شيء يتوصل به إلى غيره ، ثم قام أهل العرف العام بإطلاق على أي شيء يتوصل به لمطلوب ، وعرفه علماء الشريعة الإسلامية على أنه عبارة عما يكون طريقا للوصول إلى الحكم غير مؤثر .
أما النزول فهو غاية الوضوح ، وهنا نكتة ، بمثل مادة الكتاب ألف العلماء عن المصدر النبر للتشريع أي السنة النبوية ، أسباب ورود الحديث ، فالمصدر الأول القرآن نزول ، والمصدر الثاني ورود ، ولا إشكال في القرآن حيث أنه نزل من عند الله – عز وجل – ومن الممكن أن يكون مراد المصنف الرد على الطوائف الضالة الذين يدعون أن الله في كل مكان ، وقد كان بين السلف – رضوان الله عليهم ، من يدعي هذا من الفرق الضالة ، والمسألة واضحة أن الله عز وجل في السماء استوى على العرش ، وإليه يصعد الكلم الطيب .[1]
سبب نزول ولا تنابزوا بالالقاب
قوله تعالى (ولا تنابزوا بالألقاب) من سورة الحجرات الآية 11 أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المهرجاني قال : أخبرنا أبو عبدالله بن بطة قال : أخبرنا عبدالله بن محمد بن عبد العزيز : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قال: أخبرنا حفص بن غياث ، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي ، عن أبي جبيرة بن الضحاك عن أبيه وعمومته ، قالوا قدم علينا النبي – عليه الصلاة والسلام – فجعل الرجل يدعو للرجل ينبزه ، فيقال : يا رسول الله إنه يكرهه، فنزلت الأية .
كما ورد في حديث أبو جبيرة بن الضحاك أنه الشخص منهم كان له أكثر من اسم ينادى بهم جميعا ، ويكون منهم ما يكرهه فنزلت هذه الآية . [1]
حكم التنابز بالألقاب
يعرف التنابز على أنه أن يقوم شخص بنداء شخص أخر باسم ، أو لقب ، أو صفة لا يحبها ، أو أن يكون النداء به ذم وتحقير للنادي وقد حر، م الله تعالى هذا التصرف عندما نزلت أية ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ {الحجرات: 11} .
وقد فسر بعض العلماء هذا التصرف في أيام الصحابة على أنه أن يؤمن الشخص ، ويظل أخيه يدعوه بالكفر بعد إسلامه ، وهذا ما حذر منه الشرع أن يكفر أحدهم أخاه ، كما في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عمر بلفظ : أيما رجل قال لأخيه : يا كافر ، فقد باء بها أحدهما ، وزاد مسلم في رواية : إن كان كما قال ، وإلا رجعت عليه ، وفي لفظ آخر عند مسلم: إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما ، ولكن ليس المقصود به الكفر الذي يخرجه من الملة ، فاستد العلماء على أن لفظ الكفر هنا يقصد به الكفر الأصغر ، كما ورد في حديث ثابت بن الضحاك عند البخاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولعن المؤمن كقتله ، ومن رمى مؤمناً بالكفر فهو كقتله .[2]
الآثار السلبية للتنابز بالألقاب
انتشرت مشكلة التنابز بالألقاب في المجتمع في الآونة الأخيرة ، بعد الغيبة ، والنميمة ، وفضح المسلم أخاه ، والكثير من المشاكل التي أصبح المسلم يمارسها في حياته اليومية ، ولا يلقى بال إلى أنها قد تقذف به إلى نار جهنم ، والتنابز بالألقاب من السلوكيات السيئة المتفشية ، وتعرف في وقتنا الحالي باسم التمر ، ولها العديد من الآثار السلبية ، مثل :
- ينعدم بسببها تبادل الاحترام بين الأشخاص في البيئة بأكملها .
- يؤذي التنابز بالألقاب نفسية الإنسان ، وشخصيته ، ويجعله يشعر بالذل ، والمهانة ، والتحقير .
- يتسبب في توليد مشاعر الكراهية ، والحقد تجاه الشخص الذي يدعو أخاه بما يكره من الألقاب ، مما يؤدي إلى انتشار العداوة بين أفراد المجتمع .
- يتسبب في فقدان شغف الشخص في التعامل من الآخرين خوفا من أذى ألسنتهم .
ولحل هذه المشكلة يجب علينا اتباع الأمور التالية :
- توعية الأشخاص بسوء تصرفهم ، وأثره على الشخص الأخر .
- أن ينشغل الإنسان ، بسبب خلافته على الأرض ، وهو تعميرها ، وليس نشر البغض ، والكراهية ، وسفك الدماء بها .
- معرفة ما قد يتسبب للإنسان في حقد ، وكراهية من الطرف الأخر في الدنيا ، وخصومته له أمام الله في الأخرة .
- محاولة نشر الود والمحبة بين أفراد المجتمع ، والابتعاد على ما يسبب الفرقة ، والتباغض .
- مراعاة شعور الآخرين ، والابتعاد عن ما يعكر صفو حياتهم .
- السير على شريعة الله َمنهجه ، فقد حظر القرآن الكريم من التنابز بالألقاب والسخرية من الآخرين . [3]
تفسير ولا تنابزوا بالالقاب
قام العلماء والفقهاء بتفسير قول الله تعالى ولا تنابزوا بالالقاب بعدة تفسيرات حيث قال البعض أن التنابز هو تخقير شخص آخر ومناداته بما يكره ، قال تعالى: ﴿
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ
عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات : 11].
وقد فسر الحافظ رحمة الله عليه أن الشخص لكي يستحق اسم الفسوق ، فقط عليه ارتكاب أحد الصغار المحرمة ( اللمز ، التنابز ، والسخرية ( .
وفسر الطبري رحمة الله عليه قوله تعالى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴾ [الحجرات: 11 الآية ، أي أنه قد يكون المنبوذ منهم خير من الشخص الذي قام ونبذه .
وقال القرطبي رحمه الله عند قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ ﴾ [الحجرات : 11] الآية : آنه يجب على الشخص آن یتجرآ عل/ شخص آخر للدرجة التي يقوم فيها بالاستهزاء ، بما يراه منه، إذا رآه قبيح الحال ، أو الهيئة ، أو أن يكون لديه عاهةٍ في جسده ، أو غير لبق في حديثه ، فلعل ضميره أخلص وقلبه أنقى . (تفسير القرطبي: 16/ 325) . [4]