مراحل توحيد القطرين

التكوين السياسي في عصور ما قبل الاسرات المصرية قبل توحيد القطرين

يعتبر توحيد القطرين في مصر القديمة في عام 3400 ق.م هو أحد أهم أعمال الملك مينا، ولم يكن توحيد القطرين أمر سهل، حيث سبقه الكثير من التضحيات والمحاولات حتى أصبحت مصر دولة مركزية موحدة، حيث كانت مصر منقسمة إلى مملكتين هما مملكة الشمال ومملكة الجنوب، ولكل مملكة منهمة حاكم خاص بها، كانت مملكة الشمال في الوجه البحري وعاصمتها مدينة بونتو أو تل الفراعنة، وكان الرمز الملكي لهم ورق البردي، ومعبودتهم هي واجيت ورمزها الحية، ومعبودهم حورس، والرمز الملكي الخاص بهم كان باللون الأحمر أما مملكة الجنوب فكانت في مدينة نخب بالكوم الأحمر، ورمزهم الملكي هو زهرة اللوتس، وكانت المعبودة نخبت حامية لهم، ورمزوا لها بأنثى العقاب، وكان حورس هو معبودهم الرئيسي.

مراحل تطور الحكم وتوحيد القطرين


المرحلة الاولى

:

كانت مصر مقسمة إلى عدة أقاليم، وكان كل إقليم له حكومة خاصة به، وكان الحاكم من أسرة قوية، وفى كل إقليم مدينة مركز للحكم ولها رمز خاص بها، وكانت الأسر تؤسس تكتلات بين كياناتها تشبه الاتحاد، وذلك بطريقتين أما بالقوة أو عن طريق المصاهرة، وكانت هذه الطريقة المتبعة في الوجه الشمالي والوجه الجنوبي.


المرحلة الثانية

:

تم توحيد الوجه الشمالي أي منطقة الدلتا تحت مملكتين فقط، وكانت المملكة الأولى عاصمتها مدينة (عنجتي) بالقرب من مدينة سمنود حالياً في شرق الدلتا، والملكة الثانية كانت عاصمتها (دمي-إن-حور) مدينة دمنهور حالياً في غرب الدلتا وفي الصعيد تم توحيده تحت زعامة مدينة (نوبت) مدينة طوخ حالياً واتخذوا شعارهم الديني (ست).


المرحلة الثالثة

:

وتم فيها توحيد مملكتي الدلتا في مملكة واحدة عاصمتها (صاو) صالحجر الآن بمركز بسيون بمحافظة الغربية وكان شعارها من النحلة (بيت) وكان تاجهم الملكي باللون الأحمر.


المرحلة الرابعة:

تم تغيير عاصمة مملكة الدلتا من مدينة (صاو) إلى مدينة (عنجتي) في شرق الدلتا وتم تغيير اسمها إلى (جدو) و كان شعارهم الديني (أوزير) وتغير اسمها إلى (بر-أوزير) وهى بلدة ابوصير بناغر بسمنود.


المرحلة الخامسة

كانت بداية التوحيد من الشمال، ثم تم توحيد الدلتا والصعيد تحت قيادة (أون).


المرحلة السادسة

:

في هذه الفترة حدث تفكك بسيط في وحدة مصر، وبدأ توحيد الدلتا وصعيد مصر تحت قيادة حكومة واحدة مرة أخرى من مدينة (ساو)، ولكن ذلك لم يستمر طويلا، وحدثت ثورة كبيرة في الصعيد تحت قيادة (ست) ضد حكام الدلتا وتمكنوا من هزيمة ملوك الشمال وانفصلت مملكة الجنوب مرة أخرى وعادت حالة البلاد كما كانت.


المرحلة السابعة

:

أصبحت مصر مقسمة مرة أخرى إلى مملكتين، وتم تسمية المملكتين باسم (أتباع حور) وأصبحت نخن عاصمة الجنوب وهي قرية الكاب الحالية بمركز ادفو، وكان رمز مملكة الجنوب نبات البوص (سوت) واصبح لقب ملوكهم (ني-سوت) او المنتسب الى نبات البوص وأصبح التاج الابيض هو تاجهم، ورمزهم الديني الرخمة نخبت وأصبح شعار المملكة زهرة اللوتس.

أما مملكة الشمال فكانت عاصمتها هي مدينة (بي) تل ابط ومكانها حالياً هو مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، ولقب ملوكها بلقب (بيت-ي) أو المنتسب للنحلة، واتخذت مملكة الشمال من النحلة (بيت) رمز لهم، وارتدوا التاج الأحمر، وكان لهم عاصمة دينية تدعى (دب) وأصبح رمزهم الديني الكوبرا (وادجيت)، وشعار المملكة هو نبات البردي.


المرحلة الثامنة:

هناك اعتقاد أن ملك يسمى العقرب، وهو أحد ملوك الجنوب، قام بتوحيد مصر، ولكن حدث انقسام مرة أخرى لسبب غير معروف.


المرحلة التاسعة

:

واخيرا تمكن الملك نعرمر من من تأسيس أول دولة موحدة في التاريخ في مصر، وقرر بناء عاصمة جديدة في منتصف البلاد بين الشمال والجنوب عند رأس الدلتا، حتى يحافظ على البلاد من الانقسام مرة أخرى، وتم تسمية العاصمة (إنب-حج) وتعني الجدار الأبيض، ثم تم تسميتها (من-نفر) أو منف وممفيس، وقام بإنشاء لها جبانه ضخمة في الجيزة وسقارة، وقد تضمنت على رفات أشهر الحكماء وأعظم أنبياء وملوك مصر القديمة، وتم الإبقاء على منف كمركز إداري هام حتى هجرت في حوالي عام ٦٤١م، ومن أجحارها تم بناء مدينة الفسطاط كأول عاصمة عربية في مصر. [1]

الملك نارمر وعهد مصر المتحدة

قبل حكم نارمر، تم تقسيم مصر إلى مناطق الصعيد (الجنوب) ومصر الوجه البحري (الشمال، أقرب إلى البحر الأبيض المتوسط). كان صعيد مصر أكثر تحضرًا حيث تطورت مدن مثل ثينيس وهيراكونبوليس والنقدة بسرعة كبيرة، كان الوجه البحري أكثر ريفية (بشكل عام) مع حقول زراعية غنية تمتد من نهر النيل، بعد ذلك تطورت كلتا المنطقتين بشكل مطرد على مدى آلاف السنين طوال فترة ما قبل الأسرات في مصر حتى أدت التجارة مع الثقافات والحضارات الأخرى إلى زيادة تنمية صعيد مصر الذي غزا بعد ذلك جاره على الأرجح للحبوب أو المحاصيل الزراعية الأخرى لإطعام السكان المتزايدين أو للتجارة.

بمجرد أن أسس نارمر نفسه كملك أعلى تزوج الأميرة نيث حتب من نقادة في تحالف لتعزيز العلاقات بين المدينتين، كانت مقبرة نيث حتب التي اكتُشفت في القرن التاسع عشر الميلادي، معقدة للغاية لدرجة أنها توحي بأنها كانت أكثر من زوجة الملك، ويزعم بعض العلماء أنها ربما حكمت بعد وفاة نارمر، يدعم اسمها المدرج في سرخس منذ ذلك الوقت، هذا الادعاء كما تفعل النقوش الأخرى لكنه لا يزال غير مقبول عالميًا، وتطورت الممارسات الدينية والأيقونات في عهد نارمر، وتظهر الرموز مثل الجد (العمود المكون من أربعة مستويات الذي يمثل الاستقرار) وعنك (رمز الحياة) بشكل متكرر في هذا الوقت، قاد الملك نارمر حملات عسكرية كثيرة عبر مصر السفلى لإخماد التمردات ووسع أراضيه إلى كنعان والنوبة، كما بدأ مشاريع بناء كبيرة وتزايد التحضر في ظل حكمه

لم تصل المدن المصرية إلى حجم تلك الموجودة في بلاد ما بين النهرين ربما بسبب اعتراف المصريين بالتهديدات التي يشكلها مثل هذا التطور، وتم التخلي عن مدن بلاد ما بين النهرين إلى حد كبير بسبب الإفراط في استخدام الأرض وتلوث إمدادات المياه بينما كانت المدن المصرية، مثل اكسويس موجودة منذ آلاف السنين. على الرغم من أن التطورات اللاحقة في التنمية الحضرية ضمنت استمرار المدن، إلا أن الجهود المبكرة لملوك مثل نارمر حافظت على جهود أجداده في توحيد البلاد لكن تفاصيل عهده غامضة بسبب نقص السجلات المكتشفة حتى الآن، كما أن هناك صعوبة تفسير كبيرة في تلك النقوش التي تم العثور عليها والتي تم تحديدها بشكل إيجابي على أنها تتعلق بنارمر. بقدر ما يمكن تمييزه، إلا أنه كان ملكًا جيدًا أسس سلالة حاكمة من شأنها أن تضع الأساس لكل ما ستصبح عليه مصر في النهاية.

مينا الملك الأسطورة

جاء مينا من مدينة هيركانبوليس (وهناك بعض الاعتقادات أيضاً أنه جاء من ثينيس) وغزا المدن المجاورة في صعيد مصر، ثينيس ونقادة، قبل الشروع في حملة لإخضاع مصر السفلى، ينسب إليه مانيثو الفضل في توسيع حدود مملكته من خلال السير عبر الحدود، وحماية البلاد من الفوضى، فقد كان محاربًا عظيمًا ومثقفًا للغاية وادعى الكتاب اللاحقون (مثل المؤرخ الروماني بليني) أنه اخترع نصًا مكتوبًا، واستمر حكم مينا لمدة 62 عامًا، وكان مزدهرًا للغاية لدرجة أن ديودوروس سيكولوس ادعى أن مينا اخترع مفهوم الرفاهية، لم يضطر المصريين إلى العمل بجد كما اعتادوا وتمكنوا من ممارسة معتقداتهم الدينية وطوروا هواياتهم مثل النحت والرياضة وزراعة الحدائق الخاصة والعيش في رفاهية. في الواقع ، يزعم الكاتب اللاحق Diodorus Siculus أن مينيس اخترع مفهوم الرفاهية[2]