مشاركة
WhatsApp
ظاهرة حديث
الطفل
لنفسه أحد الظواهر التي تثير قلق الآباء، وتجعلهم في حيرة من أمرهم، متخوفين من أن يكون طفلهم يعاني من أي من الأمراض، ويظل لديهم تساؤل هل هذا
طبيعي
، ولماذا يفعل طفلي ذلك دون عن أخوته الآخرين.
كما يسارع الكثير من الآباء بفحص الأطفال لدى المتخصصين والخبراء لكي يكشفوا عن مشكلة أطفالهم، والتي قد لا تكون مشكلة من الأساس أو شيء ضار على الإطلاق، فربما كل ما في الأمر أن الطفل الذي يتحدث لنفسه لديه مهارات مختلفة عن غيرة من أقرانه، لذا يجب عدم الزعر ومراقبة الأمر جيدا للتأكد أن ما عليه الطفل هو أمر طبيعي أو نابع عن مشكلة ما تواجهه، لأن ما يجب التعرف عليه حقاً هو السبب في هذه الحالة حتى لا يكون الطفل يعاني من أي مشكلة تؤرقه[1].
هناك العديد من النظريات والإحصائيات التي تؤكد أن كلام الطفل لنفسه أو حديثه بصوت عالي أو منخفض لا تدل على أي اضطراب ولا تستدعي أي خطورة، كما أن الأطفال الذين يتحدثوا لأنفسهم هم أطفال كثيري
الذكاء
ولديهم مهارات خاصة والعديد من الضوابط النفسية، وهذا الكلام لا ينفي عن الذين لا يتحدثوا لأنفسهم هذا الأمر، فكل شخص يتحدث لنفسه ولكن ربما يكون هذا الحديث معلن كحديث الطفل الصغير، أو حديث صامت وذاتي كأي حديث يدور في ذهن الأفراد[2].
كما أن حديث الأطفال لأنفسهم قد يكون مختلف وفقاً لتكوين الشخصية الخاصة بالطفل، فهناك أطفال تتحدث لأنفسهم وهم يقوموا بالتلوين مثلاً أو بالرسم، كوسيلة للتسلية وتنمية المهارات وتوسيع المدارك، وربما يساعد هذا الأمر الطفل على التخيل السريع ومعرفة كيفية إدارة الأمور، لذا دائماً ما ينصح الأساتذة الذين يدرسوا للأطفال بعدم الزامهم الهدوء والصمت الدائم إذا كان ذلك يزيد من مهاراتهم ويساعدهم على إنجاز أمورهم.
ولكن قد أجمع المتخصصين أنم كلام الطفل مع نفسه قد يكون لعدة أسباب رئيسية، وتنحصر في:
في السنوات الأولى من عمر الطفل قد يتعلم الكلام، ويبدأ بتكراره مع نفسيه كنوع من أنواع التدرب على النطق والتكلم مع الذات بالنسبة له كممارسة لعبة جديدة تعلمها، مثل ذلك مثل باقي المهارات الجديدة التي يتعلمها الطفل، ففي البداية يتعلم الطفل الحبو والمشي ويمارسهم بشكل بسيط ومع التكرار يتقن تلك المهارات، نفس الأمر مع اللغة، فكلام الطفل مع نفسه ما هو إلا تدريب على النطق وحفظ المصطلحات المتكررة أمامه.
كثيراً ما يخترع الطفل عالم أفتراضي لذاته، ويبدأ فيه بتخيل شخصيات ربما لا تكون موجودة في الحقيقة وما هي إلا من وحي خياله، وربما تكون تلك الشخصيات كرتونية او أصدقاء مقربين للعائلة غير موجودين في
الوقت
الذي يتحدث فيه الطفل لنفسه، مثل أن تجده الأم يتحدث في الهاتف مع شخصية ما أو مع نفسه.
كما أن الطفل في هذه المرحلة يمكن أن يتحدث لأطفاله كنوع من أنواع التسلية كالعرائس والدمى الخاصة بالأطفال وهذا الأمر طبيعي، لأن الطفل يريد أن ينشأ علاقات مع اللعب كنوع من المرح والتسلية لا أكثر.
كثيراً ما يحدث أن يتحدث الطفل لنفسه عند الغضب منه أمر ما، أو عند التعرض لأي من المواقف التي تشعره بالضيق والحزن، لذا فهذا لا يعتبر اضطراب نفسي ولا مشكلة لدى الطفل، ولكن ما يحدث هو محاولة من الطفل لتهدئة نفسه والحفاظ على ثباته الانفعالي، وربما يكون هذا مؤشرا جيد لأن الطفل في هذا السن حين يسيطر على أنفعالات بهذه الطريقة يعني أن لديه الكثير من الحكمة والنضج الداخلي.
فبرغم أن حديث الطفل لنفسه لا يشير إلى مشكلة، وكما ذكرنا أن هذا الأمر قد يكون مهارات تنموية لدى الأطفال أو أمر طبيعي يمارسوه مع الهوايات، إلا أن في كثير من الأحيان، يصبح الأمر مقلق، خاصة إذا لاحظ الأبوين لاحظوا أن طفلهم يكرر جملة واحدة دون غيرها، كما إذا كان الطفل يعاني من تأخر ملحوظ في النمو، أو الميل إلى
الجلوس
منفردا، وعدم الرغبة في اللعب مع الآخرين والميل للتفرد الدائم الوحيد بالذات[3].
فربما يكون حينها يعاني الطفل من مشكلة
التوحد
وهذا الأمر يحتاج اللجوء للطبيب والحصول على الاستشارة الطبية فوراً، فحتى لا تتفاقم حالة الطفل، ولكن هناك المزيد من العلامات الأخرى المصاحبة للحديث مع الذات التي تكون لدى طفل التوحد، إذ أن لا يمكن الحكم على الطفل الذي يتحدث إلى نفسه بأنه يعاني من التوحد، إلا إذا صاحب الأمر هذه الأعراض:
برغم التوضيح بأن الحديث إلى النفس ليست مشكلة من المشاكل الخطرة أو التي تشير إلى أمر يضر الطف إلا إذا كانت مصاحبة للأعراض التي ذكرت مع مرض التوحد، ولكن إذا كانت المشكلة مؤرقة للآباء فيجب أتباع بعض من التعليمات التي تساعد على التخلص من تلك المشكلة: