أبرز القضايا المطروحة في أرض البرتقال الحزين
نبذة عن رواية أرض البرتقال الحزين
رواية أرض البرتقال الحزين، هي رواية للكاتب الفلسطيني
غسان كنفاني
، ولقد صدرت أولى طبعاتها عام 1962، ولقد تناولت رواية أرض البرتقال الحزين أحداث ومشاهد حدثت في مدينة
فلسطين
ية كانت تتعرض للتهجير والطرد والاستهداف من قبل القوات الإسرائيلية.
ولقد حاول الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني في روايته أرض البرتقال الحزين بأن ينقل للقارئ صورة المواطن داخل أرض وطنه والذي يقوم بمواجهة العدو المحتل في سبيل حماية
الوطن
، فلا يرضخ ولا يستسلم للقتل أو الاعتقال، فيقول الكاتب غسان الكنفاني في رواية أرض البرتقال الحزين واصفًا مشهد خروج الأهالي من القرية التي داهمها الإسرائيليين: «كان الجو غائمًا بعض الشيء، وإحساس بارد يفرض نفسه على جسدي، كان رياض جالسًا بهدوٍ شديد، رافعًا ساقيه إلى ما فوق حافة القفص، ومتكئًا بظهره على الأمتعة محدقًا في السماء، وكنت أنا جالسًا بصمت، واضعًا ذقني بين ركبتاي وطاويًا فوقهما ذراعي، وحقول البرتقال تتوالى على الطريق، وشعور
الخوف
يتآكلنا جميعًا، والسيارة تصعد لاهثة فوق تراب الندي، وطلقات بعيدة كأنها تحية الوداع.»
وتتكون هذه المجموعة القصصية من ثماني فصول، كل فصل يحكي
قصة
مختلفة، وتحمل هذه القصص الأسماء الآتية:
-
قصة أبعد من الحدود.
-
قصة الأفق وراء البوابة.
-
قصة السلاح المحرم.
-
قصص
ثلاث أوراق من فلسطين (ورقة من الرملة، ورقة من طيرة، ورقة من غزة)
-
قصة الأخضر والأحمر.
-
قصة أرض البرتقال الحزين.
-
قصة قتيل الموصل.
-
قصة لا شيء.
أبرز القضايا المطروحة في أرض البرتقال الحزين
رواية أرض البرتقال الحزين هي مجموعة قصصية للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، تتناول كل قصةٍ فيها حياة مختلفة ومأساة لأناسٍ آخرون، لكن جميعها تشترك في أمرٍ واحد وهي مأساة الشعب الفلسطيني اللاجئ ومعاناته مع الترحيل والتهجير، وجرائم القتل والانتهاكات والفقد، وحياة المخيمات حيث يتحول الإنسان الفلسطيني الذي كان يمتلك موطنٍ إلى حالة يقوم رجال السياسة بالمتاجرة بها، فيقول الكاتب غسان كنفاني في خضم هذا الأمر: ”فكل زائر يجب أن يذهب إلى المخيمات،وعلى اللاجئين أن يقفوا بالصف،وأن يطلقوا وجوههم بكل الأسى الممكن،زيادة على الأصل،فيمرّ عليهم السائح ويلتقط الصور، ويحزن قليلاً…ثم يذهب إلى بلده ويقول :زوروا مخيمات الفلسطينيين قبل أن ينقرضوا”
-
لجأ غسان كنفاني إلى طرح ومناقشة العديد من القضايا الإنسانية، فلقد ناقش أمر اعتقال المواطنين بدون وجه حق، وتهجيرهم، حتى أن صاحب الأرض يُطرد منها ليصبح مجرد لاجئ في أراضٍ أخرى، ومن يعترض على هذا المصير إما ينتهي به الأمر بطلقة رصاص تخترق جسده، أو معتقلًا بين القضبان.
-
قام الكاتب غسان الكنفاني بطرح مراحل النكبة وتصوير بعض المشاهد منها مثل النزوح عن يافا وعكا والوصول إلى صيدا، فيقول الكاتب في خضم هذا الأمر: “كُنتُم مكومين هناك، بعيدين عن طفولتكم كما كُنتُم بعيدين عن أرض البرتقال…البرتقال الذي قال لنا فلاحٌ كان يزرعه ثم خرج إنه يذبل إذا ما تغيرت
اليد
التي تتعهدهُ بالماء”، في كل قصة يرويها الكاتب تأتي أخرى لتنافسها في مأساتها، لتخبرنا بأنها أكثر من سابقتها حزنًا وبؤسًا.
-
كما قام الكاتب هنا في هذه الرواية بطرح القضية الفلسطينية من منظور المقاومة، كما أنه قام بعمل إسقاطي على رد فعل الوطن العربي تجاه ما يحدث في فلسطين، ففي قصة السلاح والمجرم يصور لنا الكاتب بعض الشخصيات والتي ترمز كلًا منها إلى أمر مختلف، فمثلًا أبو علي رمز المقاومة الفلسطينية والذي يختطف السلاح من أحد الجنود الإسرائيليين، ثم يأتي اثنان من الجنود واحد مصري والآخر سوري ويختطفان منه السلاح ويتركانه ليلقى مصيره بين أيدي الصهاينة، هذان الجنديان هما رمز سكوت
الدول العربية
عما يحدث في الأراضي الفلسطينية.
وضع غسان الكنفاني في كل قصة من مجموعته القصصية أرض البرتقال الحزين العديد والعديد من الإسقاطات ليطرح من خلالها العديد من القضايا الإنسانية في إطار قصصي باستخدام بعض شخصيات قصصه.[1]
نبذة عن الكاتب غسان كنفاني
ولد الكاتب غسان كنفاني في عكا عام 1936 من شهر أبريل، ولقد مات شهيدًا عام 1972 في مدينة بيروت بلبنان مع ابن اخته في سيارة مفخخة من قبل بعض العملاء اليهود، ولقد عمل غسان ككاتب وروائي وصحفي وهو من
أشهر
كتاب القرن العشرين، فلقد أشتهر بقصصه عن فلسطين ومن أبرز ما كتب هي رواية أرض البرتقال الحزين، ومن أعمال غسان الكنفاني ما يأتي: [2]
-
عالم ليس لنا
-
موت سرير رقم 12- بيروت، 1961.
-
أرض البرتقال الحزين – بيروت، 1963.
-
رجال في الشمس – بيروت،1963.
-
أم سعد – بيروت، 1969.
-
عائد إلى حيفا – بيروت، 1970.
-
الشيء الآخر – صدرت بعد استشهاده، في بيروت، 1980.
-
العاشق،
الأعمى
والأطرش، برقوق نيسان (5 روايات غير كاملة).
-
القنديل الصغير – بيروت.
-
القبعة والنبي. مسرحية.
-
القميص المسروق وقصص أخرى.
-
جسر إلى الأبد، مسرحية.
-
ما تبقى لكم
-
الباب (مسرحية)
اقتباسات من أرض البرتقال الحزين
-
“قال لي مرة فيما هو يقلب جريدة في يده : “اسمع يا فيلسوفي الصغير , الإنسان يعيش ستين سنة في الغالب ، أليس كذلك ؟ يقضي نصفها في
النوم
. بقي ثلاثون سنة . اطرح عشر سنوات ما بين مرض وسفر وأكل وفراغ . بقي عشرون ؛ إن نصف هذه العشرين قد مضت مع طفولة حمقاء , ومدارس ابتدائية . لقد بقيت عشر سنوات . عشر سنوات فقط ، أليست جديرة بأن يعيشها الإنسان بطمأنينة ؟”
-
“كلام الجرائد لا ينفع يا بني ، فهم أولئك الذين يكتبون في الجرائد يجلسون في مقاعد مريحة وفي غرف واسعة فيها صور وفيها مدفأة ثم يكتبون عن فلسطين وعن حرب فلسطين، وهم لم يسمعوا طلقة واحدة في حياتهم كلها، ولو سمعوا إذن، لهربوا الى حيث لا أدري. يا بني فلسطين ضاعت لسبب بسيط جداً، كانوا يريدون منا -نحن الجنود- أن نتصرف على طريقة واحدة، أن ننهض إذا قالوا انهض، و أن ننام إذا قالوا نم، و أن نتحمس
ساعة
يريدون منا أن نتحمس، و أن نهرب ساعة يريدوننا أن نهرب، وهكذا إلى أن وقعت المأساة، و هم أنفسهم لا يعرفون متى وقعت!”
-
“ولكن، يا سيدي، هناك مشكلة بسيطة تؤرقني وأشعر أن لا بد لي من قولها.. إن كثيرا من الناس، إذا ما شعر أنه يشغل حيزا من المكان، يبدأ بالتساؤل: “ثم ماذا؟” وأبشع ما في الأمر أنه لو اكتشف بأنه ليس له حق “ثم” أبدا.. يصاب بشيء يشبه الجنون، فيقول لنفسه بصوت منخفض: “أية حياة هذه! الموت أفضل منها” والصراخ، يا سيدي عدوى، فإذا الجميع يصرخ دفعة واحدة: “أية حياة هذه! الموت أفضل منها”
-
“ولأن الناس عادة لا يحبون الموت كثيرًا فلا بد أن يفكروا بأمر آخر”
-
“بهذه الفلسفة كان يقابل أي تحد يواجهه، كان يحل مشاكله بالتسامح وحين يعجز
التسامح
يحلها بالنكتة وحين تعجز النكتة يتفلسفها.”
-
“سيدي.. لا تتعجل على فهمي البطيء، أنا أريد أن أقول أيضاً إنهم من ناحية أخرى، “حالة تجارية” إنهم، أولاً، قيمة سياحية، فكل زائر يجب أن يذهب إلى المخيمات، وعلى اللاجئين أن يقفوا بالصف وأن يطلوا وجوههم بكل الأسى الممكن، زيادة عن الأصل، فيمر عليهم السائح ويلتقط الصور، ويحزن قليلاً.. ثم يذهب إلى بلده ويقول: زوروا مخيمات الفلسطينيين قبل أن ينقرضوا. ثم إنهم، ثانياً، قيمة زعامة، فهم مادة الخطابات الوطنية واللفتات الإنسانية و المزايدات الشعبية، وأنت ترى، يا سيدي، لقد أصبحوا مؤسسة من مؤسسات
الحياة
السياسية التي تدرّ الربح يميناً ويساراً.”