قصة الوليد بن المغيرة مع سورة فصلت
الوليد بن المغيرة
الوليد بن المغيرة هو أحد قادة قبيلة قريش في العصر الجاهلي، اسمه الكامل هو الوليد بن المغيرة بن عبد
الله
بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر المخزومي القرشي
هو والد الصحابي
سيف الله المسلول
خالد بن الوليد، أبنه عمه هو أبو جهل المخزومي، وهو من مواليد 9.8 قبل الميلاد، وعام 530 ميلادي، ولد في مكة المكرمة، يلقب الوليد بن المغيرة باسم أبا عبد الشمس
من أهم
صفات الوليد بن المغيرة
قدرته العالية في الحروب، والقتال، والمبارزة، بالإضافة إلى ذلك كان ذو شكلاً وسيماً، وجسماً قوياً، كان الوليد من أغنى التجارة في مكة المكرمة، وأكثرهم ذرية إناثاً وذكوراً
حيث كان يمتلك مراعي للغنم والأبقار واسعة جداً، وقوافل تجارية كثيرة، ومن الجدير بالذكر بأن الوليد بن المغيرة يعتبر القائد الجاهلي الوحيد الذي لم يشرب الخمر، ولم يسمح لأولاده بذلك ايضاً، كما كان يلقب بالعدل، بسبب عدالته بين أبناء قبيلته.
هل أسلم الوليد بن المغيرة
تم ذكر اسم الوليد بن المغيرة أكثر من مرة في
القرآن الكريم
، حيث له عدة مواقف ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، اشتهر الوليد بن المغيرة برفضه للدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى
الإسلام
منذ البداية
على الرغم من أنه مصدقاً بالرسول صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه وتعالى، واستمر إلى أن سمع في أحد الأيام الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في المسجد سورة من سور القرآن الكريم، فركض الوليد بعد سماعه لآيات الله سبحانه وتعالى
إلى قومه قريش بن مخزوم فقال لهم (والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ، ما هو من كلام الإنس ولا من كلام
الجن
. والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وغن أعلاه لمثمر ، وغن أسفله لمغدق .
وإنه ليعلو ولا يعلى عليه ، وما يقول هذا بشر )، كان رد أفراد بني قريش هو التالي (لقد صبأ الوليد إلى دين محمد ، وسوف تصبو قريش معه . . . فأرسلوا إليه ابن أخيه أبا جهل المخزومي وأمثاله ، لتأليبه عن قومه) ثم سألوه ( ماذا تقول في القرآن ؟ فاستمهلهم الوليد ليفكر ويعيد
النظر
في أمر محمد صلى الله عليه وسلم
فأجابهم قائلاً ( تزعمون ان محمداً مجنون ، فهل رأيتموه يخنق قط ؟ قالوا : اللهم لا!. قال : تزعمون أنه كذاب ، فهل جربتم عليه شيئاً من
الكذب
؟ قالوا : اللهم لا ! . فقال قريش للوليد : فما هو ؟ فتفكر الوليد في نفسه ثم قال : ما هو إلا سحر . أما رأيتموه يفرق بين
الرجل
وأهله ، وولده ومواليه؟!. فهو ساحر
وما يقوله سحر يؤثر )، ولكن بسبب ضغوطات أبن عمه أبو جهل المخزومي، قام بتغير اقواله وانكر كل ما سمعه من آيات القرآن الكريم عندما تلاها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال بأنه سحراً يؤثر، ثم انزل الله سبحانه وتعالى الآيات في سورة المدثر تصبيراً للرسول صلى الله عليه وسلم
وتهديداً للوليد بن المغيرة، بقوله سبحانه وتعالى ((ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا
(17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ)).
قصة الوليد بن المغيرة مع سورة فصلت
لقد انزل الله سبحانه وتعالى عدة آيات على القائد القريشي المخزومي الوليد بن المغيرة، ومنها آيات سورة فصلت، قرأ الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآيات على الوليد بن المغيرة، عندما ذهب آليه لكي يعرض على الرسول صلى الله عليه وسلم المال والملك مقابل أن يترك الدعوة إلى الإسلام
وبعد أن استمر في عرض عدة عروض على الرسول صلى الله عليه وسلم أجابه بقوله (( أوقدْ فرغتَ يا أبا الوليد؟ ))، فأجابه بنعم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم فاسمع مني”، قال الوليد بن المغيرة : أفعل، بدأ الرسول الله صلى الله عليه وسلم بقراءة آيات من سورة فصلت
:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلونَ)
استمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقراءة سورة فصلت وتوقف عند السجدة، ثم قال لوليد بن المغيرة ( ثم قال: قد سمعتَ يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك)، آثرت الآيات التي سمعها على نفسه ووجه، فقالوا أعضاء قبيلته فيما بينهم (نحلف بالله لقد جاءكم الوليد بغير الوجه الذي ذهب به.
فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ فقال لهن : ورائي أني والله قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة، يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها في، خَلّو بينَ هذا الرجل وبين ما هو فيه، واعتزِلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ
فإن تصبْه العرب فقد كُفِيتموه بغيركم، وإن يظهرْ في العرب فمُلكه مُلككم، وعِزّه عِزكم، وكنتم أسعدَ الناس به، قالوا له سَحَرَكَ والله يا أبا الوليدِ بلسانِه. فقال: هذا رأيي لكم، فاصنعوا ما بدا لكم.
كيف هلك الله سبحانه وتعالى الوليد بن المغيرة
تم هلاك الوليد بن المغيرة قبل المعركة الإسلامية الشهيرة معركة بدر وهو غير مسلم بعد
الهجرة
بثلاثة
أشهر
تقريباً، وعن عمر يناهز خمسة وتسعون عاماً، سبب وفاته يعود إلى جرح في كعب أحد أرجله تعرض له قبل عدة سنوات
ولكنه اشتد عليه، وتسبب في موته، ومن الجدير بالذكر بأن سبب هذا
الجرح
هو دخول نبله في كعب قدميه، ويقال بأنه عندما شعر بقرب موته طلب حضور أبنائه الوليد بن الوليد، وخالد بن الوليد، وهشام بن الوليد، وقال لهم
(أي بني، أوصيكم بثلاث فلا تضيّعوا فيهن، دمي في خزاعة فلا تطلنه، والله إني لأعلم أنهم منه براء، ولكني أخشى أن تسبوا به بعد اليوم، ورباي في ثقيف فلا تدعوه حتى تأخذوه، وعقري عند أبي أزيهر الدوسي فلا يفوتنكم فيه )
والمقصود هنا في كلمة عقري هو صداق ابنة أبي زهير الدوسي الذي زوجها الوليد بن المغيرة، ولكنه اشتد عليه المرض وتوفى قبل يدخل عليها، وتم دفنه في الحجون في مكة المكرمة.[1]