لي في نوالكَ يا مولايَ آمالُ – الشاعر البرعي

لي في نوالكَ يا مولايَ آمالُ
منْ حيثُ لا ينفعُ الأهلونَ والمالُ
أوصى إليكَ لعلميِ أنَّ لطفكَ بيِ
دونَ الورى لمْ يحلْ عني إذا حالوا
فأرضِ عني خصومي واقضِ يا أمليِ
ديني فإن حقوقَ الخلقِ أثقال ُ
و لمْ يضقْ بي منكَ العفوُ إنْ ختمت
ليِ بالشهادة ِ أقوالٌ وأفعالُ
كنْ لي إذا أغمضوا عيني أو انصرفوا
باكينَ أسمع منهمْ كلَّ ما قالوا
و امننْ بروحِ وريحانٍ على إذا
ضاقَ الخناقُ فهولُ الموتِ أهوالُ
و جاءني ملكُ الموتِ الموكلُ بي
و بالنفوسِ فللأعمارِ آجالُ
و استخرجَ النفسَ أملاكٌ مطهرة ٌ
لها إلى لطفكَ المأمولُ ترحالُ
جاؤا إليكَ بها يا ربي يقدمها
لحضرة ِ القدسِ جبريلٌ وميكالٌ
ثم َّانثنتْ عنْ قريبٍ نحوَ مغتسلٍ
في حيثُ يرجوكَ مغسولٌ وغسالُ
و ليسَ لي ولمثلي غيرُ جودكَ يا
منْ لا تدانيهِ أشباهٌ وأمثالُ
أصبحتُ بينَ يديكَ اليومَ مطرحاً
و لي بنفسيِ عنِ الأغيارِ أشغالُ
فأولني يا غفورُ العفو منكَ فلاَ
يبقي على َّ منَ الأوزارِ مثقالُ
وإنْ نزلتُ إلى بيتِ الخرابِ ولا
أبٌ هناكَ ولا عمٌّ ولا خالُ
و عاودتْ حركاتي وهيَ ساكنة ٌ
ولاَ عدوٌّ يعاديني ولاَ مالُ
ألهمنيِ يا خالقيِ ذكرَ الجوابِ ففي
ذاكَ المقامِ جوا باتٌ وتسآلُ
هناكَ لا أملٌ يرجى ولا عملٌ
يجزي ولا حيلة ٌ عندي فأحتالُ
إفتحْ لروحيِ إلى الفردوسِ بابَ رضا
يهدي رياحُ رياضٍ ظلها ضالُ
و الطفْ ورائيِ بأطفالٍ وأمهمُ
إنْ كانَ خلفيِ أو يلادٍ وأطفالُ
حتى إذا نشرَ الأمواتُ وارتعدتْ
فرائضُ الخلقِ منْ بعضِ الذي نالوا
وعادتِ الروحُ فيِ الجسمِ الضعيفِ وقدْ
تفرقتْ منهُ أعضاءٌ وأوصالُ
مربى ِ الصراط إلى حوضِ ابنِ آمنة ٍ
لأستقى منهُ ريا فهوَ سلسالُ
يا واسعَ اللطفِ قدْ قدمتُ معذرتي
إنْ كانَ يغني عنِ التفصيلِ إجمالُ
فجدْ على َّ ولا طفنى بعفوكَ عنْ
ذنبي فشأنكَ إنعامٌ وإفضالٌ
و قلْ كفيتكَ يا عبدَ الرحيمِ أذى الدَّ
ارينِ فانزلْ حمى ما فيهِ إهمالُ
و احنبنيَ العجبَ والشحَّ المطاعَ ومرْ
نفسي تخالفْ هواها فهوَ قتالُ
وعدْ على َّ بنورٍ منكَ مبتهجٍ
يزكو بهِ بصرى والسمعُ والبالُ
و ارحمْ بنيَّ وآبائيحاشيتي
يعمهمْ يا إلهيِ منكَ إقبالُ
ماذا أقولُ ومني كلُّ معصية ِ
و منكَ يا سيدي حلمٌ وإمهالُ
و منْ أكونَ وما قدري وماعمليِ
فيِ يومِ توضعُ في الميزانِ أعمالُ
و هلْ يطيقُ خلوداً في لظى بشرٌ
منْ نطفة ٍ أصلها المسكينُ صلصالُ
أمْ كيفَ ييأسُ منْ روحِ الإلهِ غداً
عبدٌ عليهِ منِ الإسلامِ سرْ بالُ
رباهُ رباهُ أنتَ اللهُ معتمدي
فيِ كلِّ حالٍ إذا حالتْ بيَ الحال ُ
ثمَّ الصلاة ُ على المختارِ منْ مضرٍ
ما لاحَ فيِ الغورِ آلٌ بعدهُ آلُ
يس خاتمَ رسلِ اللهِ كلهمْ
و الصحبُ والآلُ نعمَ الصحبُ والآلُ