الحرب العالمية الأولى 1914
الحرب العالمية الأولى 1914
تُعتبر من أعنف الحروب التي شهدها العالم، بدأت في عام 1914م، وانتهت في عام م1918، والتي استمرّت لمدّة أربع سنوات، كانت حرباً أوروبية ولكن سُرعان ما تحوّلت إلى حرب عالمية، حيث شاركت فيها معظم الدول الأوروبيّة، وقد صارت الحرب على عدّة جبهات، حيثُ سببت هذه الحرب الكثير من التغيّرات على جميع الصُعد والمستويات.
أسباب الحرب
تذكر كتب التاريخ الأسباب التي أدّت إلى وقوع هذه الحرب الشرسة، ومن هذه الأسباب نذكر:
- السبب المباشر لاندلاع الحرب العالمية الأولى هو حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند مع زوجته على يد طالب صربيّ الأصل في الثامن والعشرين من حزيران من عام 1914م، خلال زيارة لهم لمدينة سراييفو.
- هناك أسباب غير مباشرة لهذ الحرب، من أهمّها التوتر الذي ساد العلاقات الدولية في القرن العشرين، بسبب توالي وتعاقب الأزمات، كأزمة البلقان، والصراع الفرنسي الألماني على الحدود، بالإضافة إلى زيادة النزعة القوميّة داخل أوروبا، وحاجة بعض الأقليات إلى حريتها وحصولها على الاستقلال.
- تزايد التنافس الاقتصادي، والتجاري بين الدول، ومن أجل اقتسام النفوذ عبر العالم، كذلك بهدف السيطرة على الأسواق لتصريف فائض الإنتاج الصناعي والتجاري لها، والحصول على المواد الأولية، ودخول الدول الإمبريالية في تحالفات سياسيّة وعسكرية، أدّى ذلك إلى سباق تسلّح بين هذه الدول لامتلاك أكبر كمية من الأسلحة، وأكثرها قوّة ودماراً.
الدول المُشاركة في الحرب
قوات الحلفاء وهي دول الوفاق الثلاثي، وهم بريطانية، وإيرلندا، وفرنسا، والاتحاد السوفيتي. ودول المركز، وهي ألمانية، والنمسا، والمجر والدولة العثمانيّة ومملكة بلغاريا، كانت إيطاليا من ضمن الحلف الثلاثي مع ألمانية والنمسا، والمجر، إلا أنّها لم تنضم معهما في حلف دول المركز بسبب أنّ النمسا والمجر دخلتا إلى جانب قوات الحلفاء، وقد توسّعت هذه التحالفات وذلك بازدياد عدد الدول هذه الحرب.
النتائج المترتبة على الحرب
لقد تسبّبت الحرب في كثير من الخسائر، أهمّها الخسائر البشرية الكبيرة، حيث قُتل أكثر من ثمانية ملايين شخص في هذه الحرب الشرسة، وجُرح وفُقد الملايين، إضافة إلى الخسائر الاقتصادية الكبيرة، وأدّى ذلك إلى انتشار الفقر والبطالة، كما أنّ معظم الدول قد عانت من أزمات مالية خانقة وكبيرة، وذلك بسبب النفقات التي أنفقتها على الحرب، حيثُ فازدادت مديونية الدول الأوروبيّة، وتراجعت هيمنتها وسيطرتها الاقتصادية لصالح الولايات المتحدة الأميركيّة، واليابان، كما تغيّرت خريطة أوروبا بعد هذه الحرب، فقد تفكّكت أنظمة الإمبراطورية القديمة، وسقطت الأسر الحاكمة فيها، كما تغيرت الحدود للقارة الأوروبية، وذلك بظهور دول جديدة، وقيام الثورة الروسية، والتي طبقت أول نظام اشتراكي في إطار الاتحاد السوفياتي المعروف.