واجبنا نحو المسجد
المسجد
المسجد في اللّغة؛ هو مكان السّجود، ومن النّاحية الشّرعيّة هو المكان الذي تُؤدّى فيه الصّلوات الخَمس جَماعةً. أوّل بيتٍ وضع في الأرض للصّلاة هو بيت الله الحرام، وقد بنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مسجداً في المدينة المنوّرة حالَ وصوله إليها؛ ممّا يدلّ على أنّ للمسجد أهميّةً بالغةً في الدّين الإسلاميّ وحياة المسلم؛ فهو مكان العبادة، والاعتكاف، وتَعلُّم الفقه والشّريعة، والمكان الرّئيسي لاجتماع المسلمين. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلّى الله عليه وسلم- قال: (أحَبّ البِلاد إلى الله مَساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) [رواه مسلم]، فالله تعالى يكرّم زائره في بيته، ويتجلّى عليه بالرّحمَاَت، والسّكِينَة، ويُرتِعُهُ في رِياض الجنّة ونَعيمها.
واجبنا نحو المسجد
- إحياؤه معنويّاً: قال تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ) [سورة النور: ٣٧،٣٦]، فعمارة المسجد معنويّاً هي الغاية والمَقصد، وهي العِمارة الحقيقيّة، وذلك بإحياء ذكرالله تعالى فيه وإِقام الصّلاة.
- عِمارة المسجد ماديّاً؛ كبِنائه، أو المشاركة في بنائه وترميمه وإصلاحه.
- تركُ مشاغلِ الحياةِ والذّهاب للمسجد عند سماع صوت الأذان والنّداء للصّلاة.
- جعلُه مَنارةً يُستَضاء بها، من خلال إقامة حلقات العلم وتحفيظ القرآن الكريم.
- دعوة النّاس إليه، وبيان فَضله وفضل الصّلاة فيه.
- الحِفاظ على أثاثه، ومتاعه، وكتبه، ومصاحفه.
- تَطهير الثّياب والبَدَن؛ فلا يجوز تلويث المسجد برائحة الأقدام، أو العرق، وروائح الطّعام غيرالمُحبّبة، والدخان.
- عدم تلويثه بالدّم؛ كأن يكون في زائر المسجد جرحٌ ينزف الدّم منه.
- الحِفاظ على الذّهاب للمسجد، وعدم الانقطاع عنه أو هجره؛ فلا بدّ من تأدية الصّلوات الخمس فيه.
- كَنسه وتنظيفه؛ فبيت الله تعالى أحقّ البيوت بالنّظافة والطّهارة.
- عدم البُصاق فيه؛ فالبُصاق فيه خطيئة وكفّارتها دفنه وتنظيف مكانه.
- تجنّب اللّهو واللّعب فيه.
- تجنّب البيع والشّراء فيه، والانشغال بأمورالدّنيا.
- تجنّب الغيبة والنّميمة فيه.
- تجنّب الأكل والشّرب فيه، وجعله مكاناً للرّاحة النفسيّة والتّقرب إلى الله.
أعظم المساجد فَضلاً
- مسجد الله الحَرَام في مكّة المكرّمة: اختاره الله تعالى قِبلةً للعِبادة، ومكاناً لأداء فَريضة الحجّ، كما أنّ الصّلاة فيه تعادل مئة ألفِ صلاةٍ في غيره من المساجد.
- مسجد النّبيّ محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم في المدينة المنوّرة: الصّلاة فيه أفضل من ألف صلاةٍ فيما عداه من المساجد إلّا المسجد الحرام.
- المسجد الأقصى في فلسطين: هو قِبلة المسلمين الأولى، والصّلاة فيه تعادِل خمسمئةِ صلاةٍ فيما سِواه من المساجد بعد المسجد الحرام، والمسجد النبويّ.
فضل تعلق القلب بالمسجد
- عن أبي هُريرة رضي الله عنه عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه) [رواه البخاري ومسلم]
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (ألا أدلّكم على ما يَمحوالله به الخَطايا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغُ الوُضوءِعلى المَكارِه، وكَثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظارالصّلاة بعد الصّلاة، فذلكم الرّباط، كرّرها ثلاث مرات) [أخرجه مسلم].