مضادات الاكسدة قد تلعب دوراً عكسياً وتزيد من خطر السرطانات

لطالما اشتهرت مضادات الاكسدة بفوائدها العظيمة! لكن دراسة حديثة في الفئران أظهرت أن مضادات الأكسدة قد تضاعف من خطر الاصابة بسرطان الجلد! اليكم التفاصيل:

مضادات الاكسدة قد تلعب دوراً عكسياً وتزيد من خطر السرطانات

لطالما كنا نعتقد أن مضادات الاكسدة لا تعني سوى الصحة ، ولا تقدم سوى الفائدة للجسم، وخاصة في موضوع الوقاية من السرطانات ، الا انه وفي نتائج دراسة حديثة حول دور مضادات الأكسدة في تقليل خطر الاصابة بسرطان الجلد “ميلانوما” أو زيادته، اتضح العكس!

ما هي مضادات الأكسدة ؟

تعرف مضادات الأكسدة على أنها مواد تعمل على تحييد الجذور الحرة عن طريق التفاعل معها، والجذور الحرة هي مواد كيميائية ذات تفاعلات قوية قد تؤثر سلباً على الخلايا وتؤدي الى تلفها.  ولطالما شجع على تناول مضادات الاكسدة كوسيلة للوقاية من السرطانات، وتم تطويرها على شكل مكملات غذائية، بالاضافة الى تشجيع تناولها من مصادرها الطبيعية كالخضراوات والفواكه. وعادة ما يتم وصفها لقدرتها على مكافحة السرطانات وبهذا نجد أن استهلاكها قد يكون منتشر بشكل كبير ما بين الاصحاء ومرضى السرطان لافتراض قدرتها على مكافحة السرطانات ومنع تطورها.

 الا انه وبعد اجراء بعض الدراسات على العلاقة ما بينها وبين سرطان الرئة وجد لها اثار ايجابية في تطور المرض، ومن هنا بدأ العلماء يبحثون في ما وراء الحقائق الاخرى التي تربط بين مضادات الاكسدة وأنواع السرطانات الأخرى.

دراسة حديثة تثبت العكس!

في دراسة حديثة نشرت في مجلة  Science Translational Medicine تم اجراؤها في جامعة غوتنبرغ في السويد.  تمت التجربة على الفئران وعلى خلايا بشرية مزروعة ومأخوذة من مرضى يعانون من سرطان الجلد الخبيث. وجد بان هناك علاقة ما بين مضادات الاكسدة وتسريع الاصابة بسرطان الجلد” الميلانوما” ومضاعفته، ويعتبر الميلانوما أقل سرطانات الجلد شيوعاً الا انه السبب بأغلب حالات الوفاة في سرطان الجلد. 

تعرف على سرطان الجلد ميلانوما بالفيديو

فقد تم اعطاء مجموعة من الفئران المصابة بالميلانوما مكملات من مضادات الأكسدة، ولمدة 80 يوم، وبعد ذلك وجد مضاعفة عدد الاورام الموجودة فيها والتي انتشرت الى الغدد الليمفاوية، بالمقارنة مع الفئران المصابة بالسرطان ولم يتم اعطاؤها مضادات الأكسدة.

نتائج الدراسة

وجد الباحثون أن مضادات الأكسدة كانت بالفعل تقاوم الجذور الحرة وتحمي الخلايا السليمة، وتمنع تشكل الأورام، الا ان ما وجده الباحثون في حالة سرطان الجلد “ميلانوما” كان مختلف، فقد وجد أن مضادات الأكسدة تزيد من ضعف خطر انتشار سرطان الجلد الميلانوما وتطوره. وعززت قدرة الخلايا السرطانية على الانقسام.

 وبهذا فقد جاءت التوصيات تعقيباً على هذه التجربة، بأنه على مرضى السرطان تجنب أي مكملات غذائية تحوي مضادات الأكسدة!  مع التنبه الى أن بعض مستحضرات الجلد والبشرة تحوي مضادات أكسدة مثل البيتا كاروتين، وفيتامين E، و فيتامين C. ومن الافضل تجنبها.

ودعى القائمون على الدراسة الى ضرورة القيام بالمزيد من الابحاث والدراسات لاستكشاف الالية التي تؤثر بها مضادات الاكسدة على الجلد والبشرة. واستكشاف اذا ما كن لمضادات الأكسدة أي اثار أخرى سلبية قد تؤثر على تطور سرطانات أخرى!

 

لم تكن التجربة الوحيدة !

لم تكن هذه الدراسة هي الدراسة الوحيدة التي وجدت الدور السلبي الذي تلعبه مضادات الاكسدة في تسريع السرطان والاصابة به! ففي عام 2014 وجدت دراسة تم اجراؤها من قبل أكاديمية ساهلجرينسكا  Sahlgrenska Academy  بأن المواد المضادة للأكسدة تؤدي الى تطوير سرطان الرئة في الفئران. وتم تأكيد نفس النتائج لاحقاً على الانسان.

وفي دراسة أخرى اجريت على 36.000 رجل في منتصف العمر وبصحة جيدة، وجد فيها الباحثون أن تناول مكملات فيتامين E  ولعدة سنوات كان مرتبط بزيادة خطر اصابة الرجال بسرطان البروستاتا بنسبة 17%.

 

الخلاصة

من المهم أن نلاحظ ان كل هذه الدراسات السابقة درست تأثيرات مضادات الأكسدة المأخوذة على شكل مكمل غذائي وليست بصورتها الطبيعية.

قبل استخدام أي مكمل غذائي استشر طبيبك، مضادات الأكسدة قد تكون ذات فائدة عظيمة لجسمك لكن تناولها بصورتها الطبيعية ومن مصادرها الغذائية وباعتدال.

نحن بحاجة الى مزيد من الدراسات التي تبحث تأثير مضادات الأكسدة على الخلايا السرطانية بانواعها المختلفة، وتأكيد نتائج الدراسات السابقة على الانسان.

العلم يتقدم ويتطور وكل يوم يظهر لنا مزيد من الأبحاث والدراسات التي تثبت حقائق ونظريات او تنفيها! لذا حاول دائما ً أن تواكب كل ما هو جديد، مع المحافظة على اتباع النظام الغذائي الصحي المتوازن والشامل لكافة العناصر، وتذكر بأن الاعتدال هو الحل!


من قبل
شروق المالكي

الثلاثاء 13 تشرين الأول 2015


آخر تعديل –
الاثنين 11 كانون الثاني 2021


المرجع : webteb.com