الميلاتونين والسكري: ما العلاقة بينهما؟

هرمون الميلاتونين هو هرمون له تأثير مباشر على النوم وعادةً ما يعرف بهرمون النوم، ولكن ما العلاقة بين هرمون الميلاتونين والسكري؟

الميلاتونين والسكري: ما العلاقة بينهما؟

تتواجد مستقبلات هرمون الميلاتونين (Melatonin) في جميع أنحاء الجسم بما فيها البنكرياس والذي بدوره مسؤول عن إنتاج الأنسولين، مما دفع الباحثين للبحث في العلاقة بين الميلاتونين والسكري، ولكن ما العلاقة بين هرمون الميلاتونين والسكري؟ 

الميلاتونين والسكري

يُعد هرمون الميلاتونين الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة الليل والنهار والتحكم بالساعة البيولوجية في الجسم، والذي يتم إنتاجه بواسطة الغدة الصنوبرية الموجودة في الدماغ.

يقوم الميلاتونين بدوره في تنظيم النوم عن طريق تنظيم عمل الهرمونات الأخرى، كما تختلف كمية هرمون الميلاتونين الموجود في الجسم على مدار اليوم، حيث يتأثر بالضوء أي ينخفض خلال النهار ويبلغ ذروته في الليل في أكثر الأوقات ظلامًا.

من المعروف أن هرمون الأنسولين (Insulin) هو هرمون ينظم مستويات السكر في الدم، يتم إنتاجه بواسطة خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس نتيجة لارتفاع نسبة السكر في الدم. 

ولكن 90% من مرضى السكري من النوع الثاني لا تنتج أجسامهم ما يكفي من الأنسولين، كما تصبح الخلايا أقل استجابة للأنسولين، مما يزيد الضغط على خلايا بيتا لإنتاج المزيد من الأنسولين، وبالتالي زيادة مستويات السكر في الدم مما يسبب أضرار كبيرة على كافة أعضاء الجسم. 

ولكن ما العلاقة بين هرمون الميلاتونين والسكري؟

العلاقة بين الميلاتونين والسكري

مرض السكري من النوع الثاني هو مرض مشترك بين العديد من الأشخاص الذين يعانون من الأرق، ولكن أجريت عدة دراسات للبحث عن العلاقة بين الميلاتونين والسكري، أهمها:

1. الميلاتونين يحسن من نسب الغلوكوز في الدم

أثبتت دراسة أجريت لإيجاد العلاقة بين الميلاتونين والسكري أن تأثير تناول الميلاتونين يتعدى علاج الأرق عند مرضى السكري من النوع الثاني، حيث أنه قد يحسن عدة جوانب متعلقة بالسكري، مثل: نسبة الغلوكوز، والتمثيل الغذائي للدهون.

يمكن تلخيص نتائج الدراسة بما يأتي: 

  • يساعد الاستخدام قصير المدى لمكمل الميلاتونين على تحسين النوم وعلاج الأرق عند المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، ولكن دون التأثير على نسبة الغلوكوز في الدم والتمثيل الغذائي للدهون. 
  • يساعد استخدام مكمل الميلاتونين على المدى الطويل من قبل مرضى السكري من النوع الثاني في تحسين مستويات السكر التراكمي (HbA1c)، مما يدل على تحسين الميلاتونين لنسبة الغلوكوز في الدم. 

2. العلاقة بين انخفاض الميلاتونين والسكري

قام الباحثون بإجراء دراسة للبحث عن العلاقة بين هرمون الميلاتونين والسكري من النوع الثاني من حيث العلاقة بين انخفاض الميلاتونين وخطر الإصابة بالسكري، حيث قاموا بدراسة أجريت على مجموعة من النساء في الولايات المتحدة.

وجدت الدراسة أن النساء اللواتي لديهن مستويات منخفضة من هرمون الميلاتونين معرضات للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بشكل مضاعف مقارنة بالنساء اللواتي لديهن نسب أعلى من الهرمون، مع السيطرة على العوامل الأخرى التي تؤثر على ذلك مثل وزن الجسم والنظام الغذائي للنساء المشاركات بالدراسة.

على الرغم من وجود العلاقة السابقة بين انخفاض الميلاتونين والسكري من النوع الثاني، إلا أنه من غير المثبت أن انخفاض هرمون الميلاتونين قد يكون المسبب للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. 

كما لم تثبت الدراسة أن تناول مكملات الميلاتونين يساهم في تجنب مرض السكري من قبل الأشخاص الأصحاء. 

3. الميلاتونين له خصائص مضادة للأكسدة

أشارت دراسة أخرى تطرقت للعلاقة بين الميلاتونين والسكري أن الميلاتونين يحمي الجسم من الجذور الحرة، حيث أن خلايا البنكرياس معرضة بشكل كبير للإجهاد التأكسدي بسبب محتواها المنخفض من مضادات الأكسدة.

بالإضافة إلى تنظيم إفراز الأنسولين وتحسين الاضطرابات الأيضية المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني. 

أطعمة تحتوي على الميلاتونين 

في العادة يوصي الأطباء باستخدام مكملات الميلاتونين لتحصيل الفوائد الصحية السابقة المتعلقة بالميلاتونين والسكري، ولكن تحتوي بعض الأطعمة على نسب جيدة من الميلاتونين والتي قد تساهم في رفع نسبة الميلاتونين في الدم، مثل: 

  • الكرز الحامض. 
  • البيض. 
  • الألبان. 
  • الأسماك. 
  • المكسرات.

من قبل
د. شهد نجار

الاثنين 18 تشرين الأول 2021


المرجع : webteb.com