كيفية زراعة التوت البري

التوت البري

تعود زراعة شجرة التوت إلى ما قبل الميلاد، واشتهرت بأهميتها في تربية دودة الحرير منذ القرن الأول للميلاد، وازدهرت زراعتها في اليابان سنة 300 قبل الميلاد، وبعدها انتشرت زراعة شجرة التوت في مختلف ممالك آسيا سنة 400 قبل الميلاد، ومن ثمَّ انتقلت إلى أوروبا وأمريكا، حيث يعيش التوت في المناطق التي يتراوح ارتفاعها ما بين 650-700م عن سطح البحر، ويعتقد أنَّ أصل كلمة توت هنديٌّ، جاءت من إيران ونُقلَت إلى اللغة العربية.[١]

تنتمي ثمرة التوت إلى ذوات الفلقتين (بالإنجليزية: Dicotyledonous)، ومن عائلة Moraceae، ومن جنس Morus، حيث تضم 65 جنساً منتشراً في المناطق المدارية وشبه المدارية، أما في المناطق المعتدلة فيوجد فيها أربعة أجناس، ومن أهمها Morus، ويحتوي هذا الجنس على 24 نوعاً وأهمها أربعة أنواع، متميزة بكبر أوراقها ونموها القوي وقدرتها على تجديد تاج الشجرة سنوياً، وبالتالي تكون مناسبة لتغذية دودة الحرير، ومن الأنواع الشائعة: التوت الياباني (بالإنجليزية: M.Bombycis)، والتوت الأبيض (بالإنجليزية: M.Alpa)، والتوت متعدد السوق (بالإنجليزية: M.Muticaulis)، والتوت الكاغامي (بالإنجليزية: M.Kagayamas)، والتوت الأسود (بالإنجليزية: M.nigra).[١]

كيفية زراعة التوت البري

يمكن زراعة التوت بواسطة عدة طرق، وهي:

الإكثار بالبذور

الحرص على أخذ البذور من أشجار مرغوبة في مواصفاتها، من حيث إنتاجها وحجم الثمار ولونها، والجدير بالذكر أن ثمار التوت لا تنضج في الوقت ذاته، حيث يستمر نضجها من بداية شهر حزيران إلى نهاية شهر تموز، ولذلك يجب الانتباه إن كان الثمر ناضجاً أم لا، أما طريقة جمع الثمار الناضجة فتكون بهز الثمار لتسقط على شادر، ثمَّ استخراجها مباشرة، مع الحرص على عدم تركها لليوم التالي، ويتم التخلص من البذور عن طريق هرس الثمار على منخل كبير، ثمَّ تجفيفها في مكان جيد التهوية ومظلل، وتُخزن في أوعية مناسبة، إلى أن يبدأ فصل الربيع، فيتم نقع البذور في الماء قبل يومين أو ثلاثة من الزرع في محلول يحتوي على 1% من كلوريد المغنيسيوم و2% من سلفات المغنيسيوم.[١]

وبعدها يتم تجفيف الثمار وزرعها في منتصف شهر نيسان، عن طريق نثرها باليد أو على خطوط بواسطة بذارة صغيرة على عمق 1-2 سم، ومن ثمَّ يتم تغطية السطح بالسماد العضوي أو بالرمل أو نشارة الخشب، مع الحرص على سقاية التربة يومياً بالرشاش الرذاذي، وعندما تنبت البادرات تصبح السقاية مرة كل يومين، وعند ظهور الورقة الخامسة والسادسة، فإنَّ السقاية تكون كل 3-4 أيام، إلى أن تصير السقاية كل 15-20 يوماً في المرحلة الأخيرة، وفي النهاية يتم قلع الأشتال من جذورها ووضعها بشكل مائل في تربة مناسبة محمية من الرياح، بحيث يتم تغطية السيقان إلى نصفها على الأقل بالرمال.[١]

الإكثار بالعُقل

تختلف أنواع شجر التوت في طريقة إكثارها بالعقل، فالتوت الهندي مثلاً ينجح فيه الإكثار بالعقلة سواء كانت خضرية أو خشبية، بينما الصنف الياباني فيجب أن تُستخدم فيه منشطات للنمو، مثل الأندول بيوتريك أسيد لإكثاره بالعُقل الخضرية أو الخشبية، وتكون طريقة الإكثار بالعُقل الخشبية عن طريق القطع تحت العقدة مباشرة فيكون القطع العلوي للعقلة مائلاً بشكل حاد، مع مراعاة أن تحتوي العقلة على ثلاثة براعم، ويُفضّل عند استخدام هذه الطريقة أن تُؤخذ العُقل من الأجزاء القاعدية للفروع التي تبلغ عمر سنة، كما أن يكون ذلك خلال فصل الشتاء.[٢]

وتُربط العُقل في حُزم يحتوي كل منها على 50 عقلة، وتُطمر في عمق 2-3 سم من الجزء القاعدي في محلول مائي، يحتوي على 75 جزءاً في المليون من الأندول بيوتريك أسيد، و150 جزءاً في المليون من نفتالين أسيتيك أسيد، وذلك يكون لمدة 24 ساعة ليتم بعدها زراعتها مقلوبة، أي أنَّ اتجاه البراعم يكون إلى أسفل التربة، وتترك لمدة 40 يوماً. بينما يكون الإكثار بالعُقل الخضرية في فترة الصيف والخريف، وذلك باستخدام الفروع الخضراء التي يكون عمرها بضعة أشهر بالطريقة نفسها التي تمّ ذكرها، ويتم وضعها في صناديق بلاستيك ثمّ في الصوبة (الدفيئة) وتحت الضباب، إذ إنّه يمكن تكرار العملية عدة مرات خلال الفترة التي تمّ ذكرها.[٢]

الإكثار بالتطعيم

وللتطعيم عدة أنواع، نذكرها:[١]

  • التطعيم اللساني: ويكون في بداية شهر آذار، إذ تكون العصارة والأقلام مجهزة ومبردة خلال فصل الشتاء، مع مراعاة أن يكون الأصل والطعم بالسماكة نفسها، بحيث نقص الأصل ونعمل عليه مقطعاً مائلاً، ونضغط على رأس المقطع ليتم فصل القشرة عن الخشب، وبعدها نجهز الأقلام بحيث تكون أرفع من الأصل، كما يجب أن يحتوي كل قلم على برعمين أو أكثر، وبعدها نزيل القشرة من تحت البرعم السفلي من الخارج، ومن الداخل نشكل مقطعاً على شكل إسفين، ثمَّ ندخل القلم في الأصل تحت القشرة، وندهن مكان اللصق لتثبيت القلم بشكل جيد، وبعدها نغطي بالتربة حتى يرتفع الأصل عن القلم.
  • التطعيم بالبرعم: ويكون ذلك في فصل الربيع، بحيث يتم تجهيز الأقلام في فصل الخريف وتخزينها في مكان بارد ورطب، مع مراعاة أن يكون سمك القلم بحدود 15 ملم وطول 40 سم، مع احتوائه على براعم، بحيث يكون التطعيم على ارتفاع 20 سم، بينما الأصول فتروى لتنشيط سريان العصارة، والأفضل اختيار الجهة الشمالية للأصل ليتم التطعيم عليه، وبعدها يتم إزالة جزء من الخشب على شكل حرف T ويوضع الطعم مع البرعم فيه، ثمّ يُقص الأصل على ارتفاع 15 سم، ويلف مكان التطعيم باستخدام شريط التطعيم أو الماستيك.
  • التطعيم بالرقعة البرعمية: في البداية تتم زراعة الغراس في جُوَر مهيأة مسبقاً، ومن ثمَّ يتم تقصير ثلث طول الجذور قبل غرسها، بعدها يتم طمر الجذور بالتراب المخلوط بالسماد العضوي إلى نصف عمق الحفرة، ويتم سقايتها بالماء ثمَّ يُستكمل طمر الجورة لتمتلئ، ومن الأفضل أن يتم سند الغرسة إلى وتد لحمايتها من الريح، وتقص الغرسة فوق 7 براعم في حال لم تكن للغرسة فروع جانبية، أما إذا كانت لها فروع فإنه يتم اختيار أفضلها، وتُقلّم على نحو نصف متر بحيث يكون تحت القص برعمان إلى ثلاثة براعم.

فوائد التوت البري

للتوت البري فوائد عدة، وهي:[٣]

  • يفيد التوت البري صحة الجهاز البولي، إذ يساعد على علاج التهابات المسالك البولية.
  • يساعد شرب عصير التوت على منع التهاب المعدة؛ نظراً لوجود مكونات فيه تعمل على تعديل نشاط البكتيريا الضارة في المعدة.
  • يحافظ على صحة القلب.
  • يبطئ شيخوخة الخلايا.
  • يمنع شرب عصير التوت البري وفق أبحاث لجامعة أوهايو من نمو وانتشار الخلايا السرطانية في البلعوم؛ نظراً لاحتوائه على عناصر مضادة للأكسدة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج م. هدى البدور، ” زراعة التوت “، www.ncare.gov.jo، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “التكاثر الجنسي لأشجار التوت”، aradina.kenanaonline.com، 19-5-2008، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2018. بتصرّف.
  3. “تعرفوا على فوائد عصير التوت البري الصحية”، www.webteb.com، 13-12-2012، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2018. بتصرّف.