أقوال وحكم نزار قباني

نزار قباني

قيل عن نزار أنّه “مدرسة شعرية” و”حالة اجتماعية وظاهرة ثقافية” ولقب “رئيس جمهورية الشعر”، كما لقبّ “أحد آباء القصيدة اليومية”، وصف نزار بكونه “شاعر حقيقي له لغته الخاصة، إلى جانب كونه جريئاً في لغته واختيار موضوعاته”، قيل إنّ نزار قد حفر اسمه في الذاكرة الجماعيّة وأنه شكل حالة لدى الجمهور، ويعدّ نزار قبّاني أحد كبار الشعراء والكتّاب في الأدب العربيّ، وهنا بعض من أقواله المشهورة.

أقوال وحكم نزار قباني

  • ليس هناك مجانية أو عبثية في الشعر.
  • ابحث عن الشمس التي خبأتها في داخلي، إن كنت حقاً تعرف النساء.
  • أحببتها حتى النخاع، حتى الضياع.
  • اشتقت إليك، فعلمني أن لا أشتاق علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق.
  • أعرفُ الوجع الذي تتركه الكلمات التي تُقال وأعرف الوجع الأشد وجعاً الذي تتركه الكلمات التي لا تُقال.
  • أعظم الشعراء هم أولئك الذين كتبوا بيت شعر واحداً وماتوا بعد كتابته مباشرة.
  • أكثرُ ما يعذِّبني في اللغة، أنّها لا تكفيكِ، وأكثرُ ما يضايقني في الكتابة أنّها لا تكتُبُكِ.
  • الثورة عندي إمّا أن تكون شاملة كل الشمول، أو لا تكون.
  • الكاتب الحقيقي هو الذي يرتفع من الخاص إلى العام، ومن الجزء إلى الكل، ومن القوقعة إلى البحر.
  • الكراهية لا يمكن أن تحبل، ولا أن تلد.
  • المسدس هو أكبر أدباء العصر.
  • الشعر هو أن تأتي بغير المتوقع.
  • إنّ الشعر كلام راق، يصنعه الإنسان لتغيير مستوى الإنسان.
  • ليس هناك خيارات كثيرة أمام الشعر، فهو إمّا أن يكون مع الناس أو أن يكون ضدهم.
  • إنّ الحروف تموت حين تقال.
  • إنهم يريدون أن يفتحوا العالم وهم عاجزون عن فتح كتاب.
  • إني كمصباح الطريق صديقتي، أبكي ولا أحد يرى دمعاتي.
  • بعض الهوى لا يقبل التأجيلا.
  • حلم من الأحلام لا يحكى ولا يفسر.
  • شكراً على زمن البكاء، ومواسم السهر الطويل، شكراً على الحزن الجميل .
  • طعنوا العروبةَ في الظلام بخنجرٍ فإذا هُمُ بين اليهودِ يهودُ.
  • فالتجربة إذن شرط أساسي من شروط الكتابة، والكاتب الذي لا يعاني، لا يستطيع أن ينقل معاناته للآخرين.
  • ففيك شيء من المجهول أدخله وفيك شيء من التاريخ والقدر.
  • قاتلوا عنا إلى أن قتلوا، وبقينا في مقاهينا كبصاق المحارة.
  • قليلاً من الصمت يا جاهلة، فأجمل من كل هذا الحديث حديث يديك على الطاولة.
  • كانوا يتفرجون على أصابع يدي اليمنى، ظناً منهم أن أصابع الشاعر هي خمسة نهور تتدفق حليباً وعسلاً.
  • كفانا نفاق فما نفعُه كلّ هذا العناق؟ ونحن انتهينا وكلّ الحكايا التي قد حكيْنا نفاقٌ، نفاقْ.
  • كن مرة أسطورة كن مرة سراباً كن سؤالاً في فمي لا يعرف الجوابا.
  • لم يدخل اليهود من حدودنا، وإنما، تسربوا كالنمل من عيوبنا.
  • لماذا أنتِ وحدك من دون جميع النساء تغيرين هندسة حياتي وإيقاع أيامي.
  • لو أنني أقول للبحر ما أشعر به نحوك لترك شواطئه، وأصدافه، وأسماكه، وتبعني.
  • لا يعرف الإنسان كيف يعيش في هذا الوطن، لا يعرف الإنسان كيف يموت في هذا الوطن .

خواطر نزار قباني

الحب يا حبيبتي قصيدة جميلة مكتوبة على القمر الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر، الحب منقوش على ريش العصافير، وحبات المطر لكن أيّ امرأة في بلدي إذا أحبت رجلاً ترمى بخمسين حجر.

لقد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي فنادق العالم لا تعجبني الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر لكنهم هناك يا حبيبتي لا يقبلون زائراً يأتي بغير امرأة فهل تجيئين معي يا قمري، إلى القمر.

إني أحبك عندما تبكينا وأحب وجهك غائماً وحزيناً، الحزن يصهرنا معاً ويذيبنا من حيث لا أدري، ولا تدرينا تلك الدموع الهاميات، أحبها وأحب خلف سقوطها تشرينا، بعض النساء وجوههن جميلة، وتصير أجمل عندما يبكينا.

لأن كلام القواميس مات، لأنّ كلام المكاتيب مات، لأن كلام الروايات مات، أريد اكتشاف طريقة عشق أحبك فيها بلا كلمات.

أنا عنك ما أخبرتهم، لكنهم لمحوك تغتسلين في أحداقي، أنا عنك ما كلمتهم لكنهم قرأوك في حبري وفي أوراقي للحب رائحة، وليس بوسعها أن لا تفوح مزارع الدراق.

ذوبت في غرامك الأقلام من أزرق، وأحمر، وأخضر، حتى انتهى الكلام، علقت حبي لك في أساور الحمام، ولم أكن أعرف يا حبيبتي أن الهوى يطير كالحمام.

ذات العينين السوداوين، ذات العينين الصاحيتين الممطرتين، لا أطلب أبداً من ربي إلا شيئين: أن يحفظ هاتين العينين، ويزيد بأيامي يومين، كي أكتب شعراً في هاتين اللؤلؤتين.

عدي على أصابع اليدين، ما يأتي فأولاً: حبيبتي أنت، وثانياً: حبيبتي أنت، وثالثاً: حبيبتي أنت، ورابعاً وخامساً وسادساً وسباعاً وثامناً وتاسعاً وعاشراً حبيبتي أنت.

قصيدة التصوير في الزمن الرمادي

إنّ هذه القصيدة للشاعر نزار قباني وهو نزار بن توفيق القباني دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، درس الحقوق في الجامعة السورية، أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم “منشورات نزار قباني”، عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن وله الكثير من القصائد، لذا نذكر له هذه القصيدة:

أحاولُ منذُ الطفولةِ

أن أتصوَّر شَكْلَ الوطَنْ .

رَسَمْتُ بيوتاً ،

رَسَمْتُ سُقُوفاً ،

رَسَمْتُ وُجُوهاً ،

رَسَمتُ مآذنَ مطليَّةً بالذهَبْ

رَسَمتُ شوارعَ مهجورةً

يُقَرْفِصُ فيها .. لكيْ يستريحَ التَعَبْ

رَسَمْتُ بلاداً ، تُسمَّى مَجَازاً ،

بلادَ العَرَبْ ..

أحاولُ منذُ الطفولة رَسْمَ بلادٍ

تسامِحُني ..

إن كَسَرْتُ زُجاجَ القمرْ

وتشكرني .. إن كتبتُ قصيدةَ حُبٍّ

وتسمح لي أن أمارس فعل الهوى

ككل العصافير، فوقَ الشجرْ ..

أحاولُ رسمَ بلادٍ ..

بها بَشَرٌ يضحكون .. ويبكونَ مثلَ البَشَرْ

أحاولُ أن أتبرَّأ من مُفرداتي

ومن لعنةِ المُبْتَدا .. والخَبَرْ ..

وأنفضُ عني غُباري

وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ ..

أحاول من سلطةِ الرمل أن أستقيلَ …

وداعاً قريشٌ ..

وداعاً كليبٌ ..

وداعاً مُضَرْ …

لها بَرْلَمَانٌ من الياسمين ..

وشَعْبٌ رقيقٌ من الياسمينِ ..

تنامُ حمائمُها فوق رأسي ..

وتبكي مآذِنُها في عُيُوني .

أحاولُ رَسْمَ بلادٍ ..

تكونُ صديقةَ شعري

ولا تتدخلُ بيني .. وبينَ ظنوني

ولا يتجوَّلُ فيها العساكرُ

فوقَ جبيني ..

أحاولُ رَسمَ بلادٍ

تُكافِئُني .. عن حَرَقْتُ ثيابي

وتصفحُ عني ..

إذا فاضَ نهرُ جُنوني …

أُحاولُ رَسْمَ مدينة حُبٍّ

فلا يذْبحونَ الأنوثةَ فيها ..

ولا يقمعونَ الجَسَدْ ..

رحلتُ جنوباً ..

رحلتُ شمالاً ..

ولا فائِدَهْ ..

فقهوةُ كلِّ المقاهي ، لها نكْهَةٌ واحِدَهْ

وكُلُّ النساءِ لهُنَّ ، إذا ما تعرَّيْنَ ..

رائحةٌ واحدَهْ ..

وكلُّ رجالِ القبيلةِ ، لا يمضغونَ الطعامَ.

ويلتهمونَ النساءَ ..

بثانيةٍ واحدَهْ …

أُحاولُ منذُ البداياتِ ..

أن لا أكونَ شبيهاً بأيِّ أَحَدْ

رفضتُ عبادةَ أيَّ وَثَنْ

أحاولُ إحراقَ كُلَّ النصوص التي أرتديها

فبعضُ القصائد قَبْرٌ

وبعضُ اللُّغاتِ كَفَنْ .

رسمتُ نزيفَ المقاهي

رسمتُ سُعَالَ المُدُنْ

وواعدتُ آخِرَ أُنثى

ولكنني .. جئتُ بَعْدَ مُرورِ الزَمَنْ ….

أحاولُ رسمَ بلادٍ

سريري بها ثابتٌ

ورأسي بها ثابتٌ

ولكنهمْ .. أخذوا عُلْبَةَ الرسمِ منّي

ولم يسمحوا لي ..

بتصوير وَجْهِ الوَطَنْ …

ورأسي بها ثابتٌ

لكيْ أعرفَ الفرقَ بين البلادِ .. وبين السُفُنْ ..

ولكنهمْ .. أخذوا عُلْبَةَ الرسمِ منّي

ولم يسمحوا لي ..

بتصوير وَجْهِ الوَطَنْ .

رسائل نزار قباني

الرسالة الأولى:

نهارَ

دخلت عليَّ

في صبيحة

يوم من

أيام آذارَ

كقصيدة جميلة

تمشي على

قدميها

دخلت الشمس معكِ

ودخل الربيع معكِ

كان على مكتبي

أوراقٌ فأورقتْ

وكان أمامي

فنجانُ قهوة

فشربني

قبل أن أشربه

وكان على جدراني

لوحة زيتية

لخيول تركض

فتركتني الخيولُ

حين رأتكِ

وركضتْ نحوك.

الرسالة الثانية:

رماني حبكِ على أرض الدهشة

هاجمني كرائحة امرأةٍ تدخل إلى مصعدْ

فاجأني وأنا أجلس في المقهى مع قصيدة نسيتُ القصيدة

فاجأني وأنا أقرأ خطوط يدي نسيتُ يدي

داهمني كديكٍ متوحش لا يرى ولا يسمع

اختلط ريشه بريشي اختلطت صيحاته بصيحاتي

فاجأني وأنا قاعدٌ على حقائبي أنتظر قطارَ الأيام

نسيتُ القطارْ

ونسيت الأيامْ وسافرت معكِ إلى أرض الدهشة.

الرسالة الثالثة:

لماذا أنتِ؟

لماذا أنتِ وحدك؟

من دون جميع النساء

تغيرين هندسة حياتي

وإيقاع أيامي

وتتسللسن حافية

إلى عالم

شؤوني الصغيرة

وتقفلين وراءك الباب

ولا اعترض