أجمل أبيات الشعر الفصيح

يعرّف الشّعر بأنّه فنٌّ موزون، ويتحدّث عن عدّة مواضيع، منها: الحب، والاشتياق، والهجاء، والرثاء، وعُرف كثيرٌ من الشعراء الّذين تحدّثوا عن هذه المواضيع، وسنذكر لكم في هذا المقال بعض الأبيات الشعريّة الجميلة.

أبيات شعريّة من ديوان (لأنّ)

لأنّ التسامح نقطة ضعفي

فما زلت تحظى بودّي ولطفي

وما زلت تطعنني كلّ يومٍ

فلا يتصدّى لطعنك سيفي

أداوي جراحي بصبري الجميل

فلا القلب يساو ولا الصّبر يشفى

وأسأل ما سرّ هذا الثّبات

على عهد حبّي فيشرح نزفي

لو أكن يا شقائي الضّيف

رحيماً غفوراً لأشقاك عنفي

فلا تتخيّل بأنّك أقوى

وأنّي صبورٌ على رغم أنفي

أنا هو بأس العواصف فأفهم

لماذا أصونك من هوى عنفي

لأنّك لا تستطيع الصّمود

إذا غاب عنك حناني وعطفي

أبيات شعريّة من معلّقة امرؤ القيس

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلٍ

بسقط اللوى بين الدّخول فحومل

ويوم عقرت للعذارى مطيّتي

فيا عجبا من كورها المتحمّل

فظلّ العذارى يرتمين بلحمها

وشحب كهداب الدمقس المفتل

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة

فقالت لك الويلات إنّك مرجلي

تقول وقد مال الغبيط بنا معاً

عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل

فقلت لها سيري وأرخي زمامه

ولا تبعديني من جناك المعلّل

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع

فألهيتها عن ذي تمانم محول

إذا ما بكى من خلفها انصرفت له

بشقّ وتحتي شقّها لم يحوّل

ويوماً على ظهر الكثيب تعذّرت

عليّ وآلت حلفة لم تحلل

أفاطم مهلاً بعض هذا التدلّل

وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

أبيات شعريّة من قصيدة (نالت على يدها)

نالت على يدها ما لم تنله يدي

نقشاً على معصم أوهت به جلدي

كأنّه طرق نملٍ في أناملها

أو روضة رصّعتها السحب بالبرد

كأنّها خشيت من نبل مقلتها

فألبست زندها درعاً من الزّرد

مدّت مواشطها في كفّها شركا

تصيد قلبي به من داخل الجسد

وقوس حاجبها من كلّ ناحية

ونبل مقلتها ترمي به كبدي

وخصرها ناحل مثلي على كفل

مرجرج قد حكى الحزّان في الخلد

أنسية لو رأتها الشمس ما طلعت

من بعد رؤيتها يوماً على أحد

سألتها الوصل قالت لا تغرّ بنا

من رام منّا وصالاً مات بالكمد

فكم قتيلٍ لنا بالحبّ مات جوى

من الغرام ولم يبد ولم يعد

فقلت: أستغفر الرّحمن من زلل

إنّ المحبّ قليل الصّبر والجلد

قالت وقد فتكت فينا لواحظها

ما إن أرى لقتيل الحبّ من قود

قد خلّفتني طريحاً وهي قائلة

تأمّلو كيف فعل الظبي بالأسد

قالت لطيف خيالٍ زارني ومضى

بالله صفة ولا تنقص ولا تزد

فقال: خلفته لو مات من ظمأ

وقلت: قف عن ورود الماء لم يرد

قالت: صدقت الوفى في الحبّ شيمته

يا برد ذاك الّذي قالت على كبدي

واسترجعت سألت عنّي فقيل لها

ما فيه من رمق دقت يداً بيد

وأمطرت لؤلؤاً من نرجسٍ وسقت

ورداً وعضت على العناب بالبرد

وأنشدت بلسان الحال قائلةً

من غير كره ولا مطل ولا مدد

والله ما حزنت أخت لفقد أخ

حزني عليه ولا أم على ولد

فأسرعت وأتت تجري على عجل

فعند رؤيتها لم أستطع جلدي

وجرّعتني بريقاً من مراشفها

فعادت الرّوح بعد الموت في جسدي

هم يحسدوني على موتي فوا أسفي

حتّى على الموت لا أخلو من الحسد

أبيات شعريّة من ديوان (لماذا؟)

لماذا

مضى عنّا زمان الودّ حتّى

تحوّل حسنه فينا لقبح

وليس يفيدني منك اعتذار

ولا يجدي التّراجع والتنحّي

ولست مبدلاً حبّي لكره

ولا عزّ الجبال بذل سفح

سأمضي راحلاً مافي ضميري

مشاعر مبغض أو شعر مدح

معاركنا انتهت أفلا تراني

رميت مهنّدي وكسرترمحي