شعر عن دمشق

دمشق

دمشق هي عاصمة سوريا، وهي من أقدم المدن في العالم، وتتميز بجمال خلاب وساحر، وسُمِّيت بدمشق الياسمين نسبة إلى كثرة أشجار الياسمين بها، ولقد جمعت دمشق بين كل الثقافات والحضارات، ولقد تغنّى الكثير من الشعراء بجمالها وعروبتها في قصائدهم، وفي هذا المقال سنقدم لكم أجمل الأشعار عن دمشق.

قصيدة نزار قباني عن دمشق

ينطلق صوتي هذه المرة من دمشق

ينطلق من بيت أمي وأبي

في الشام تتغير جغرافية جسدي

تصبح كريات دمي خضراء

وأبجديتي خضراء

في الشام ينبت لفمي فم جديد

وينبت لصوتي، صوتٌ جديد

وتصبح أصابعي قبيلةً من الأصابع

أعود إلى دمشق

ممتطياً صهوة سحابة

ممتطياً أجمل حصانين في الدنيا

حصان العشق

وحصان الشعر

أعود بعد ستين عاماً

لأبحث عن حبل مشيمتي

وعن الحلاق الدمشقي الذي ختنني

وعن القابلة التي رمتني في طستٍ تحت السرير

وقبضت من أبي ليرة ذهبية

وخرجت من بيتنا

في ذلك اليوم من شهر آذار عام 1923

ويداها ملطّختان بدم القصيدة

من جهة باب البريد حاملاً معي

عشرة أطنانٍ من مكاتيب الهوى

كنت قد أرسلتها في القرن الأول للهجرة

ولكنها لم تصل إلى عنوان الحبيب

أو فرمها مقص الرقيب لذلك.. قررت أن أحمل بريدي على كتفي

لعل التي أحببتها..

وهي تلميذةٌ في المدرسة الثانوية

قبل خمسة عشر قرناً

لا تزال ترسب في امتحاناتها

تضامناً مع ليلى العامرية

ومريم المجدلية

ورابعة العدوية

وكل المعذَّبات في الحب في هذا العالم الثالث أو لعل الرقيب الذي كان يغتال رسائلي

قد نقلوه إلى مصلحة تسجيل السيارات

أو أدخلوه إلى مدرسةٍ لمحو الأمية

أو تزوج ممن كان يقرأ لها رسائلي

منتحلاً اسمي..

وإمضائي..

وجرأة قصائدي

شعر جميل عن دمشق

أغوى بنفسكَ أمْ هوى و غرام

أَمْ تيمتكَ بغوطَتيها الشام

يا هائماً بهوى الشام وحبها

لا يخذنّك في هواكَ هيامُ

ما أنت وحدكَ في هواها هائمُ

يا ما كمِثلك من هواها هاموا

يا ما كمِثلِكَ هائمون بحبها

حبُّ الشامِ سلامةٌ وسلام

هذي دمشق الياسمين بطيبها

وبسحرِها الفيحاء والإلهام

هذي عروس الشرق شمس عروبتي

لولا سناها ما استنار ظلامُ

هي جنة الدنيا وروض جنانها

فعَلامَ من يهوى الشام ملامُ

دعني أقبِّل ترابها و أشمُّهُ

فبِهِ لنَا للأعظمينَ عظامُ

ولنا به آيات مجدٍ ساطعٍ

كتبَ الوليدُ سطورها وهشامُ

فسَلِ الزمان عن الشام و مجدَها

وسلِ المكانَ ومن بِه قد قاموا

يُخبركَ كلٌّ منهما متفاخراً

أنّ الشام على حِماهُ وِسامُ

فكم استطاب بطيبها علمٌ لهُ

وَبطُبِّها كم طُبِّبَتْ أسقامُ

من ياسمين الشام كم طابت حِمَى

في العالمينَ و طابَ مِنْه أنَامُ

أوليسَ من طيب الشام تطيّبت

عرب الأنامِ وتَطَيب الإسلامُ

تِيهي دمشقُ بأقْدَمَيْكِ على الدُنَى

لولاك ما كانت لها أقلامُ

تِيهي دمشقُ على العروبة أنّها

من دَولتّيْكِ لها استقام مقامُ

أنت العروبة يا دمشق وحصنها

بِذا وذلك تشهد الأيامُ

لولا سيوف الشام ما كانت لها

تلك البنودُ وهذهِ الأعلامُ

حَيِّ الشام و قاسيونَ صُمودِها

والغوطتين و من بَنوا و قاموا

حَيِّ الشامَ و قِفْ أمامها خاشِعاً

إنَّ الشام محارِم وحرامُ