مفهوم الصراع وطبيعته

مفهوم الصراع

هو حالةٌ تحدثُ عند وجود الأفراد في موقفٍ معينٍ يختلفون فيه بالرأي، أو وجهات النظر، أو الحُكمِ على شيءٍ ما، وقد يبدأُ الصراع من مجرد كلامٍ عاديٍ يتطوّرُ بعد ذلك حتى يتحولَ لصراخٍ مرتفع، وأيضاً يُعرفُ الصراع بأنه تنافسُ مجموعةٍ من الأشخاص معاً على اتخاذ قرارٍ معيّنٍ، قد يرتبطُ بهم بشكلٍ شخصي، أو في بيئة العمل، أو في شيءٍ مؤثرٍ على أشخاصٍ، أو أشياءٍ تُؤدّي نتيجةُ الصراع إلى التأثير عليها تأثيراً واضحاً، ومن التعريفات الأخرى للصراع، هو اختلافٌ بين طرفين، أو أكثر على فكرةٍ ما ويسعى كُلُّ طرفٍ لتأكيد أنّه على حقّ، ويظلُّ الصراعُ مستمراً طالما لم يتوصل أيّ طرفٍ من الأطراف إلى حلٍّ يساهمُ في التوقفِ عن الصراع، وقد يكون هذا الحلُ سياسيّاً، أو اجتماعياً، أو اقتصادياً.

طبيعة الصراع

هي الحالة، أو الهيئة التي تظهرُ ضمن الحوار، أو الموقف الذي يُؤدّي إلى حدوث الصراع بين الأشخاص، وتعتمدُ طبيعة الصراع على جانبين الأولُ إيجابي، والثاني سلبي، فيرتبطُ الجانب الإيجابي للصراع بأنه قادرٌ على توجيه الأفراد من أجل العمل على إيجادِ حلولٍ للمشكلات من خلال الاعتماد على الحوار، أما الجانب السلبيّ للصراع فهو ما يؤثر تأثيراً سلبياً على الحوار، ويحوله من مجردِ حوارٍ لمُناقشةِ الأفكار إلى نوعٍ من أنواع محاولة تدمير الأطراف لبعضها البعض، وحرص كُلِ طرفٍ على فرضِ رأيه على الطرف الآخر.

إنّ تميّز طبيعة الصراع بالعقلانية، والموضوعية، والشفافيّة يعتمدُ على المبادئ، والأُسس التي يعتمدُ عليها أطراف الصراع في التعامل معاً، فإذا كانت هذه المبادئ تعتمدُ على الجانب الإيجابيّ للصراع عندها سوف يتمّ الوصول إلى نتائج مفيدة، ولكن في حال كان الاعتمادُ على الجانب السلبي للصراع، فعندها لن يتمّ الوصول إلى نتائج مفيدةٍ، وسيستمرُ الصراع لوقتٍ طويلٍ جداً.

أشكالُ الصراع

الاختلافات

هي عدمُ اتفاقٍ بين الأفراد على شيءٍ ما، وهي جُزءٌ من الطبيعة البشرية؛ إذ ينظرُ كُلُّ إنسانٍ إلى الأشياء المحيطة به بنظرةٍ خاصةٍ فيه، ويتعاملُ مع المواقف التي يوجدُ في بيئتها بأسلوبِهِ الخاصّ؛ لذلك ينتجُ غالباً عن الاختلافات حدوث صراعٍٍ يسعى فيه كُلّ شخصٍ إلى إثباتِ أن نظرتُهُ، وأسلوبه هما الصحيحان، ومن الممكن أن ينتهي الخلاف مع تفاهم كافّة الأطراف للوصولِ إلى نتيجةٍ مناسبة.

النزاعات

هي عبارةٌ عن مجموعةٍ من الاختلافات التي ترتبطُ بوجود أسبابٍ تؤدي، أو ترفض رأياً، أو قراراً ما، وتؤدي بشكلٍ مباشرٍ إلى حدوث الصراعات بين المتنازعين، ويعتمدُ النزاع على المجادلة، والنقاش الذي يجبُ أن يقترنَ بوجودِ حالةٍ من الغضبِ الشديد ضمن جلسة النزاع، مما ينتجُ عنه زيادةٌ في حدةِ الصراع، ولا يُؤدّي للوصولِ إلى أيّ نتائج، أو قرارات يتمّ الاتفاق عليها بين الجميع.

الأزمات

هي الكوارث، والمشكلات التي تحدثُ على نطاقٍ دوليّ، فتؤدي إلى اندلاع الصراع بين مجموعةٍ من الدُول بصفتها أطراف للأزمات، وغالباً تؤدي إلى حدوث حُرُوبٍ دوليّةٍ، فتسعى كافّة الأطراف إلى محاولةِ إيجادِ حلولٍ للأزمات، بالاعتمادِ على وجودِ طرف محايدٍ للتقريب بين وجهات النظر، من أجل الحيلولة دون تفاقمِ الصراع، ومن الأمثلة على هذه الأزمات: الحروب العالمية.