ما هي حصوة المرارة

حصوة المرارة

تُعرّف حصوات أو حصى المرارة (بالإنجليزية: Gallstones) على أنها جسيمات صلبة تنشأ داخل المرارة (بالإنجليزية: Gallbladder) نتيجة تبلور عصارة المرارة أو ما يُسمّى بالعصارة الصفراوية أو الصفراء (بالإنجليزية: Bile) وهي سائل يُفرَز من الكبد (بالإنجليزية: Liver) ويخزن في المرارة، ثم ينتقل إلى القناة الهضمية عن طريق القنوات الصفراوية إلى الأمعاء بهدف المساعدة على هضم الدهون،[١] ويتراوح حجم هذه الحصوات بين حصوات صغيرة بحجم حبيبات الرمل إلى أخرى كبيرة بحجم كرة الغولف، وقد تنشأ لدى البعض حصوة واحدة بينما تظهر لدى البعض الآخر حصوات عديدة، وبالحديث عن المرارة فهي عضو يشبه في شكله شكل فاكهة الإجاص أو الكُمّثرى وتوجد في الجزء الأيمن من البطن تحت الكبد مباشرةً،[٢] وهي جزء من الجهاز الصفراوي (بالإنجليزية: Biliary system) إلى جانب القنوات الصفراوية،[٣] وبحسب دراسة نُشِرت في مجلة (Advances in Clinical Chemistry) عام 2013 م، تمت الإشارة إلى أنّ حصوات المرارة تُعدّ من أكثر اضطرابات النظام الصفراوي شيوعًا على مستوى العالم وذلك بنسبة تتراوح بين 5.9-21.9% في المجتمع الغربي ونسبة 3.1-10.7% في قارة آسيا.[٤]

أنواع حصوات المرارة

توجد ثلاثة أنواع رئيسية لحصوات المرارة، نذكرها فيما يأتي:[٥]

  • حصوات المرارة المختلطة: (بالإنجليزية: Mixed stones)، وهي أكثر أنواع الحصوات انتشارًا وتنشأ عادةً على شكل مجموعات، وهي خليط من الكوليستيرول والأملاح.
  • حصوات الكوليسترول المرارية: (بالإنجليزية: Cholesterol stones)، ومن اسمها يتضح أنّ هذه الحصوات تتكون بشكل أساسي من الكوليستيرول، وباستطاعة هذه الحصوات أن تكبر لحجم تسدّ فيه القنوات الصفراوية.
  • حصوات المرارة الصبغية: (بالإنجليزية: Pigment stones)، عادةً ما تكون حصوات المرارة الصبغية صغيرة الحجم ولكنّ عددها كبير، وتظهر بلون بني مخضر نتيجة صبغات معينة توجد في العصارة الصفراء،[٥] وهي أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية معينة مثل تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis) أو أمراض الدّم مثل فقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle cell anemia).[٦]

أعراض حصوات المرارة

تبدأ أعراض حصوات المرارة بالظهور عندما تتسبب بحدوث انسداد في المرارة أو في القنوات الصفراوية ويُطلَق على هذه الحالة التحصي الصفراوي (بالإنجليزية: Cholelithiasis)، وأهمّ أعراض هذه الحالة الشعور بألم حادّ في الجزء العلوي الأيمن من البطن أو وسطه، وقد يمتدّ ليصل إلى الكتف الأيمن أو إلى ما بين لوحي الكتف (بالإنجليزية: Shoulder blades)، ويستمرّ ما بين عدّة دقائق إلى عدّة ساعات، وقد يرافقه شعور بالغثيان والتقيؤ، وعسر في الهضم، ووجود انتفاخ في البطن، وزيادة التعرق ويُطلَق على هذه الأعراض مجتمعةً اسم المغص المراري (بالإنجليزية: Biliary colic)، وقد يُحفّز ظهور هذه الأعراض عند تناول وجبة دسمة غنية بالدهون،[١][٧] ومن الجدير بالذكر أنّ أغلب حالات حصوات المرارة لا تسبّب انسدادًا في القنوات الصفراوية، وبالتالي لا يعاني المصاب من أي آلام ولا تستوجب الحالة اللجوء لأي نوع من أنواع العلاجات، وتُسمّى هذه االحالة حصوات المرارة الصامتة (بالإنجليزية: Silent gallstones).[٨]

ولمعرفة المزيد عن أعراض حصوات المرارة يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هي أعراض حصوات المرارة).

الأعراض التي تستدعي التدخل الطبي

يجب على المصاب الذي يشكّ بإصابته بالمغص المراري المذكورة أعراضه سابقًا مراجعة الطبيب، وذلك تجنباً لأيّ مضاعفات قد تحدث.[٧] هذا وقد تظهر على المصاب بحصوات المرارة أعراض تتطلب التدخّل الطبي العاجل في حال ملاحظتها، ومنها:[٧]

  • الحمّى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • القشعريرة.
  • ألم البطن المستمر.
  • الغثيان والتقيؤ الشديدين.
  • اصفرار العينين أو الجلد، أو ظهور أي أعراض أخرى تدل على الإصابة باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice).
  • ضربات القلب السريعة.
  • الحكّة.
  • ظهور البراز بلون فاتح.
  • ظهور البول بلون غامق.
  • التشوش والارتباك.

أسباب حصوات المرارة

تنتج حصوات المرارة بشكل عام بسبب وجود خلل في توازن بعض المواد الكيميائية الموجودة في العصارة الصفراوية في المرارة مثل الكوليستيرول، أو بيليروبينبنات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium bilirubinate)، أو كربونات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium carbonate)،[٩] وفيما يأتي تفصيل مسبّبات حصوات المرارة:[١٠]

  • احتواء الصفراء على نسبة عالية من الكوليستيرول، حيث تذيب بعض المواد الكيميائية الموجودة في الصفراء الكوليستيرول في الحالة الطبيعية، ولكن عند إفراز الكبد لكمية كبيرة من الكوليسترول تفوق قدرة الصفراء على استيعابها يبدأ الكوليستيرول بالتبلور وتكوين الحصوات في نهاية المطاف.
  • احتوء الصفراء على نسبة عالية من البيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin)، أذ ينتج البيليروبين بسبب تحطيم الجسم لكريات الدّم الحمراء (بالإنجليزية: Red blood cells)، وفي بعض الحالات الصحية ينتج الكبد المزيد من البيليروبين، ومن هذه الحالات، تشمّع الكبد، أو عدوى القنوات الصفراوية، أو بعض أمراض الدّم، حيث يسبب هذا الفائض تكون حصوات المرارة.
  • مواجهة مشكلة في إفراغ المرارة لمحتوياتها؛ فقد تُصبح الصفراء أعلى تركيزًا بسبب عدم تفريغ المرارة لمحتوياتها بشكل كامل أو بشكل كاف، وهذا من شأنه المساهمة في تشكّل حصوات المرارة.

ولمعرفة المزيد عن أسباب حصوات المرارة يمكن قراءة المقال الآتي: (ما أسباب تكون حصوة المرارة).

عوامل خطر تكون حصوات المرارة

تتشارك العديد من العوامل في رفع خطر الإصابة بحصوات المرارة، ومن الجدير بالذّكر أنّه حصوات المرارة قد تتشكّل لدى البعض دون وجود أيّ من العوامل التي سنأتي على ذكرها، ولكن وجود عامل أو أكثر منها يزيد من احتمالية الإصابة بها بشكل عامّ، وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١١]

  • النوع؛ إذ إن الإناث وخصوصًا اللواتي لديهن أطفال أو اللواتي يأخذن حبوب منع الحمل المركبة (بالإنجليزية: Combined pills) أو اللواتي يخضعن لعلاج يحتوي على جرعة عالية من الإستروجين (بالإنجليزية: Oestrogen)، أكثر عرضة للمعاناة من حصى المرارة.[١٢]
  • العمر؛ إذ ترتفع فرصة تكون حصوات المرارة لدى الأشخاص الذين تجاوزت أعمراهم 40 عامًا.[١٣]
  • الوزن الزائد.[١٣]
  • وجود إحدى المشاكل الصحية التي تؤثر في تدفّق الصفراء مثل تشمّع الكبد، أو التهاب القنوات الصفراوية المصلب الأولي (بالإنجليزية: Primary sclerosing cholangitis)، أو الركود الصفراوي في الحمل (بالإنجليزية: Obstetric cholestasis).[١٢]
  • الإصابة بحصوات المرارة في الماضي.[١١]
  • وجود تاريخ مرضي للإصابة بحصوات المرارة لدى أحد أفراد العائلة.[١٣]
  • فقدان الوزن مؤخراً، سواءً الناتج عن اتّباع حمية غذائية أو الجراحة.[١٢]
  • تناول بعض أنواع الأدوية مثل: بعض الأدوية الخافضة للكوليستيرول مثل الفايبرات (بالإنجليزية: Fibrates).[١١]
  • التغذية الوريدية الكلية أو التغذية الكاملة بالحقن (بالإنجليزية: Total parenteral nutrition).

تشخيص حصوات المرارة

تتشابه الأعراض المرافقة لحصى المرارة مع أعراض العديد من المشاكل الصحية، لذلك لا يمكن الاعتماد عليها لتشخيص الإصابة بحصى المرارة، ولكن ظهورها يثير الشكوك حول وجود حصى في المرارة، لذلك يطرح الطبيب على المريض العديد من الأسئلة ويطلب خضوعه للعديد من الفحوصات بهدف تأكيد التشخيص واستبعاد أيّ مشاكل أخرى غير مرتبطة بحصوات المرارة،[١٤] ومن هذه الفحوصات والإجراءات الطبية نذكر ما يأتي:[١٥]

  • الفحوصات المخبرية: قد يطلب مقدّم الرعاية الصحية فحصاً للدّم وذلك بهدف الكشف عن وجود أيّ اعراض تدلّ على وجود عدوى أو التهاب في القنوات الصفراوية، أو المرارة، أو البنكرياس، أو الكبد.
  • الفحوصات التصويرية: يتم إجراء هذه الفحوصات إمّا في مكتب الطبيب أو في العيادات الخارجية، وفيما يأتي ذكر هذه الفحصوصات:
    • التصوير بالموجات فوق الصوتية: (بالإنجليزية: Ultrasound)، يُعتبَر أفضل الطرق المستخدَمة في تشخيص حصوات المرارة، حيث تظهر فيها الحصوات إنْ وُجدت حتى أنّه من الممكن أحيانًا الكشف عن حصوات المرارة الصامتة بهذه الطريقة.
    • الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب: (بالإنجليزية: CT scan)، حيث يتمّ الاستعانة بأشعة إكس (بالإنجليزية: X-rays) وجهاز حاسوب لمشاهدة وتكوين صور لداخل الجسم بما في ذلك المرارة.[١٦]
    • تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالرنين المغناطيسي: (بالإنجليزية: Magnetic resonance cholangiopancreatography)، حيث يمكن من خلال إجراء هذه التقنية تكوين صور للجسم من الداخل تتضمن الكبد والمرارة.[١٦]
    • تصوير ومضاني صفراوي: (بالإنجليزية: Cholescintigraphy)، يتمّ في هذا الفحص حقن مادة مشعة (بالإنجليزية: Radioactive) آمنة ثم يتم تتبع حركتها إلى حين وصولها للمرارة، وذلك لتشخيص تقلصات غير طبيعية في المرارة.[١٦]
    • تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع: (بالإنجليزية:Endoscopic retrograde cholangiopancreatography) يدخل الطبيب في هذا الفحص منظار رفيع ومرن يحتوي على كاميرا عن طريق الفم باتجاه الأمعاء الدقيقة، كما يحقن صبغة لجعل القنوات الصفراوية ظاهرة للكشف عن وجود أي حصوات فيها عند استخدام أشعة أكس (X-Ray)، ومن مزايا هذا الإجراء أنه في بعض الحالات يتمكّن الطبيب من إخراج الحصوات الموجودة داخل القنوات الصفراوية أثناء إجراءه.[١٦]
    • تصوير تنظيري بالموجات فوق الصوتية: (بالإنجليزية: Endoscopic ultrasound)، يتمّ في هذا الفحص الدمج بين التصوير بالموجات فوق الصوتية مع التنظير.[١٦]

علاج حصوات المرارة

يلجأ إلى علاج حصوات المرارة في حالات التهاب المرارة (بالإنجليزية: Gallbladder inflammation)، أو انسداد القنوات الصفراوية، أو في حال انتقال حصوات المرارة من القنوات الصفراوية إلى الأمعاء،[٩] ومن خيارات العلاج المتاحة ما يأتي:[١٧]

  • الجراحة: يلجأ الطبيب إلى استئصال المرارة (بالإنجليزية: Cholecystectomy) عند تكرار تكوّن حصوات المرارة لدى المريض.
  • العلاجات الدوائية: قد تساعد الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم على إذابة حصوات المرارة ولكن هذا قد يتطلّب وقت طويلاً يقدر بأشهر وسنوات، ومن الجدير بالذكر أنه يحتمل تشكّل هذه الحصوات مرة أخرى عند توقف العلاج، ولذلك يمكن القول إنّ علاج حصوات المرارة بالأدوية غير شائع ولكنها تبقى خيارًا متاحًا لأولئك الأشخاص الذين لا يمكنهم الخضوع للجراحة.

ولمعرفة المزيد عن علاج حصوات المرارة يمكن قراءة المقال الآتي: (كيفية علاج حصى المرارة).

ولمعرفة المزيد عن تفتيت حصوات المرارة يمكن قراءة المقال الآتي: (تفتيت حصى المرارة).

نصائح للحد من حصوات المرارة

يُنصَح باتّباع النصائح العامة الآتية بهدف تقليل فرصة ظهور حصوات المرارة:[١٨]

  • المحافظة على وزن صحي لكونها أكثر الطرق فعالية للوقاية من تكوّن حصوات المرارة، وخسارة الوزن الزائد بشكل تدريجي والتنبيه على عدم خسارة الوزن بشكل مفاجئ لأنّ هذا قد يزيد من احتمالية تكوّن الحصوات.
  • الالتزام بنظام غذائيّ صحيّ وذلك بتجنّب تناول الدهون الضارة كالدهون المشبعة (بالإنجليزية: Saturated fats) والاستعاضة عنها بالدهون غير المشبعة (بالإنجليزية: Unsaturated fats) وغيرها، إلى جانب الحرص على احتواء الغذاء على الألياف والخصار والفواكه وتجنب تناول السكريات والكربوهيدرات.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

المراجع

  1. ^ أ ب “Gallstones”, www.radiologyinfo.org,2018-2-10، Retrieved 2020-1-28. Edited.
  2. Mayo Clinic Staff (2019-8-8), “Gallstones”، www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-1-28. Edited.
  3. “NCI Dictionary of Cancer Terms”, www.cancer.gov, Retrieved 2020-1-28. Edited.
  4. Chuang SC, Hsi E، Lee KT (2013)، “Genetics of gallstone disease”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-1-28. Edited.
  5. ^ أ ب “Gallbladder – gallstones and surgery”, www.betterhealth.vic.gov.au,2014-8، Retrieved 2020-1-28. Edited.
  6. “What causes gallstones?”, www.webmd.com, Retrieved 9-2-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت “(Symptomatic Cholelithiasis (Gallstones”, ada.com, Retrieved 2020-1-30. Edited.
  8. “Definition & Facts for Gallstones”, www.niddk.nih.gov,2017-11، Retrieved 2020-1-30. Edited.
  9. ^ أ ب Adam Felman (2017-12-4), “Everything you need to know about gallstones”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-1-30. Edited.
  10. “Gallstones”, www.drugs.com,2019-8-8، Retrieved 2020-1-30. Edited.
  11. ^ أ ب ت “Risk Factors for Gallstones”, www.winchesterhospital.org, Retrieved 2020-1-30. Edited.
  12. ^ أ ب ت “Causes -Gallstones”, www.nhs.uk,2018-10-10، Retrieved 2020-1-30. Edited.
  13. ^ أ ب ت Cleveland Clinic medical professional (2019-10-7), “Gallstones”، my.clevelandclinic.org, Retrieved 2020-1-31. Edited.
  14. Jerry R. Balentine (2019-8-12), “Gallstones”، www.emedicinehealth.com, Retrieved 2020-1-31. Edited.
  15. “Diagnosis of Gallstones”, www.niddk.nih.gov,2017-11، Retrieved 2020-1-31. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث ج “Gallstones (Cholelithiasis)”, www.webmd.com, Retrieved 10-2-2020. Edited.
  17. Mayo Clinic Staff (2019-8-8), “Gallstones”، www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-1-31. Edited.
  18. Hedy Marks (2018-12-3), “4 Ways to Prevent Gallstones”، www.everydayhealth.com, Retrieved 2020-1-31. Edited.

فيديو عن حصوات المرارة

يتحدّث الفيديو عن حصوات المرارة وأعراضها.