جزيرة الثعابين في البرازيل

جزيرة الثعابين في البرازيل

تضم جمهورية البرازيل جزيرة الثعابين أو جزيرة الأفعى (بالإنجليزية: Snake Island) أو إيلا دي كيمادا جراندي (Ilha da Queimada Grande) الواقعة قبالة سواحل البرازيل تحديداً، وعلى بُعد حوالي 93 ميل من مركز مدينة ساو باولو، حيث تضم هذه الجزيرة عدداً كبيراً من الأفاعي والثعابين الأشد فتكاً على مستوى العالم، إذ يبلغ متوسط الثعابين من ثعبان واحد إلى خمس ثعابين لكل 1 م²،[١] مع العلم أن جزيرة الثعابين تحتل مساحة صغيرة نسبياً تبلغ حوالي 0.43 كم².[٢] أما من الناحية المُناخيّة فيسود المناخ المعتدل في الجزيرة، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة خلال شهر أغسطس/آب 19°، و 28° في شهر مارس/آذار.[٣]

يظهر في جزيرة الثعابين معلم واحد بارز وهي المنارة (lighthouse)، والتي تم بناؤها في عام 1909م؛ بهدف تحذير السفن القريبة من هذه الجزيرة، وقد جرى في الآونة الأخيرة التحكم بالمنارة بشكل تلقائي وعن بُعد،[٤] بذلك تعتبر الجزيرة من الأماكن غير المأهولة بالسكان أو الحيوانات من الثدييات؛ بسبب التضاريس الصخرية الوعرة جداً، والموقع المنعزل للجزيرة، ووجود المناظر الطبيعية شبه الاستوائية، حيث ساهم عدم وجود مفترسات أو تدخل بشري في تكاثر الأفاعي والثعابين وتفردها في موطنها الخاص.[٥]

ثعابين جزيرة الثعابين في البرازيل

تُعتبر أفعى الرأس أو الرمح الذهبي (Bothrops insularis) نوع الثعابين السائد في جزيرة الثعابين، على الرغم من أنها تُعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض بشكل خطير على المستوى العالمي والمحلي، حيث تُمثّل الجزيرة موطناً لحوالي 2000-4000 أفعى الرأس الذهبي، والتي تُعد النوع الأكثر خطورة على مستوى العالم، حيث تُسبب العضة السامة لشخص ما بموته في غضون ساعة، أو قد تؤدي إلى الفشل الكلوي، ونخر الأنسجة العضلية، ونزيف الدماغ، والنزيف المعوي،[٦][٧] وهي بذلك أشد فتكاً من النوع الآخر للأفاعي في الفصيلة ذاتها التي تُعرف باسم الأفعى الدَّساس، والمتواجدة في البر الرئيسي.[٨]

تتغذى صغار أفاعي الرمح الذهبي الخطيرة بشكل أساسي على الحريشة -مئوية الأرجل- والضفادع والسحالي، في حين يتغذى البالغون -خاصة الإناث- على الطيور المهاجرة في مواسم معيّنة،[٦] وقد يتبادر إلى الذهن كيف وصلت الأفاعي إلى جزيرة محاطة بالمياه، ويعود السبب في ذلك بشكل رئيسي إلى ارتفاع مستويات المياه في البحر قبل أكثر من 10 آلاف سنة، حيث أدى ذلك إلى فصل اليابسة وتحولها إلى جزيرة، فانعزلت الأفاعي التي كانت تعيش على اليابسة مع الجزيرة، ومنها أفاعي الرأس الذهبي التي تطوّرت على مدى آلاف السنين اللاحقة، حيث طوّرت من مدى سميتها لتتمكّن من قتل أي طائر يتسنى لها صيده.[٨]

الذهاب إلى جزيرة الثعابين في البرازيل

تُعتبر زيارة جزيرة الثعابين تهديداً حقيقياً وخطيراً للحياة؛ فقد أدّى التواجد الكبير للثعابين والأفاعي في جزيرة إيلا دي كيمادا جراندي إلى موت الكثير من الناس قبل أن تصبح زيارة الجزيرة محظورة رسميًا؛ سواء كانوا سكاناً محليين أو سياحاً أو باحثين؛ لذلك أصدرت الجهات المختصة في البرازيل قراراً بمنع زيارة الجزيرة إلا بعد الحصول على تصريح قانوني بذلك، ويُمكن للعلماء ذوي الخبرة ممن لديهم تصريح خاص لدخول الجزيرة الاطلاع على ما فيها والمخاطرة بحياتهم في سبيل مشاهدة أحد أخطر الأماكن على وجهة الأرض،[٢] وتشترط الحكومة البرازيلية في أي زيارات مسموح بها قانونيًا وجود طبيب مختص مرافق للوفد؛ خوفاً من حصول أي حادثة لدخ من الأفاعي الخطيرة، وبالتالي التقليل من خطر الموت، كما تقوم البحرية البرازيلية بإيقاف سنوي للزيارات في الجزيرة؛ بهدف صيانة المنارة المتواجدة هناك.[٦]

حقائق أخرى عن جزيرة الثعابين في البرازيل

فيما يأتي ذكر لبعض الحقائق المهمة عن جزيرة الثعابين:[٣]

  • تُمثّل جزيرة الثعابين الموطن الوحيد لأفاعي الرأس الذهبي، حيث لا يُمكن العثورعلى هذا النوع تحديداً في أي مكان آخر على وجه الأرض.
  • تُعتبر جزيرة الثعابين موطناً لأنواع أخرى من ثعابين بالإضافة إلى أفعى الرأس الذهبي؛ فهي تضم أيضاً أفاعي ديبساس البيفرون (Dipsas albifrons)، التي تُعتبر غير سامة وتعيش في الغابات المطيرة.
  • تمثّل جزيرة الثعابين نقطة جذب للمهربين وصائدي الأفاعي، حيث يقوم هؤلاء بصيد الثعابين وبيعها في السوق السوداء بأسعار باهظة قد تتراوح بين 10 آلاف-30 ألف دولار.
  • شهدت جزيرة الثعابين في وقت ما محاولة لصنع الأراضي الزراعية من خلال استخدام أسلوب زراعي يتضمن قطع وحرق النباتات في الغابات المطيرة، وكان من المفترض زراعة منتج الموز، لكن هذا المشروع باء بالفشل.
  • تتمتّع جزيرة الثعابين بمناظر طبيعية خلابة على الرغم من خطورتها؛ لذلك قد يعتقد كل من يراها أنها تعتبر مكان مثالي للسياحة، والاستمتاع بأجواء الشاطئ، والتنزه في الغابات المطيرة، وللتعرّف على السياحة في البرازيل، وأهمّ المدن السياحية فيها، يمكنك قراءة مقالي: السياحة في البرازيل، ومدينة سياحية في البرازيل.

أشهر أساطير جزيرة الثعابين في البرازيل

هناك العديد من القصص والأساطير التي ظهرت عن جزيرة الثعابين، أهمها التي تقول أن الحارس المحلي للمنارة في الجزيرة قد تعرّض للموت برفقة عائلته، وذلك من خلال تسلل الأفاعي والثعابين السامة عبر النوافذ التي كانت مفتوحة، وأسطورة محلية أخرى تقول أن الثعابين المتواجدة في الجزيرة اليوم قد تم تقديمها في الأصل من قبل القراصنة قديماً؛ لحماية الكنوز والثروات المدفونة في الجزيرة،[٨] وأسطورة ثالثة تقول أن هناك صياداً أخطأ قاربه في المسار، فنزل بالجزيرة وأثناء محاولته لقطف الموز، ضرب أفعى كانت على الشجرة؛ فلدغته عدة مرات على الرغم من محاولته الهرب، وهو ما سبّب وفاته.[٣]

ولمعرفة مزيد من المعلومات حول دولة البرازيل، يمكنك قراءة مقال معلومات عامة عن دولة البرازيل.

المراجع

  1. “Snake Island (Ilha da Queimada Grande)”, www.atlasobscura.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  2. ^ أ ب “Ilha da Queimada Grande, Brazil”, www.orangesmile.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Andrew Brethauer (2-12-2018), “25 Things About Snake Island That We Preferred Not To Know”، www.thetravel.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  4. Oishimaya Sen Nag (25-4-2020), “Brazil’s Forbidden Snake Island”، www.worldatlas.com, Retrieved 5-5-2020. Edited.
  5. Sarah Brown (12-12-2016), “Ilha Da Queimada Grande Is The World’s Most Dangerous Island – Here’s Why”، theculturetrip.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت Natasha Geiling (25-6-2014), “This Terrifying Brazilian Island Has the Highest Concentration of Venomous Snakes Anywhere in the World”، www.smithsonianmag.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  7. Otavio A. V. Marquesa, Marcio Martinsb, Pedro F. Develey,And others، ournal of Natural History, Page 1،2. Edited.
  8. ^ أ ب ت Gina Dimuro (26-6-2018), “This Brazilian Island Has So Many Snakes, Humans Aren’t Allowed”، allthatsinteresting.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.