جزيرة خارج

جزيرة خارج

تكمن أهميّة جزيرة خارج، أو كما يُطلق عليها حسب اللغة الإيرانيّة جزيرة خارک، في موقعها الجغرافي، والّذي تتميّز به لكونها متاخمة وقريبة من الحدود العراقيّة، وأهميّتها الاقتصاديّة الكبيرة نظراً للدور الهام في تصدير النفط الإيراني، حيث لعبت هذه الجزيرة دوراً بارزاً عبر تاريخها الطويل، في تسهيل العمليات التجاريّة بين بلاد الهند، ومنطقة الخليج العربي، إضافة لشواطئ البحر الأبيض المتوسّط.

الموقع

تقع جزيرة خارج – وهي إحدى الجزر التّابعة للدولة الإيرانيّة – في ركن الخليج العربي الشّمالي الشّرقي، وتحديداً في الجهة الّتي تُقابل مدينة بوشهر، حيث تتبع لهذه المُحافظة، وتبعد عن سواحل إيران ما يقدّر بحوالي خمسة وعشرين كيلومتراً، وتحدّها من الجهة الشماليّة جزيرة خويرج، وترتفع عن مستوى سطح البحر بما يُقدّر باثني عشر متراً. وإنّ عدد سكّان جزيرة خارج يُقدّر بحوالي عشرين ألف نسمة فقط.

التاريخ

عُرفت جزيرة خارج من قيام الدولة الساسانيّة – التي أسّسها أردشير بن يابك – بجعل هذه الجزيرة إحدى الولايات التابعة لها. ظلّت هذه الجزيرة عبر تاريخها الطويل، مكان إقامة قسريّة، حيث يُنفى إليها المثقّفون والذين يقومون بمعارضة النظام في بلادهم.

اتّفق في عام ألف وسبعمئة واثنين وخمسين للميلاد البارون نيبهاوزن، مع ناصر الزعابي حاكم مدينة ريق لامير، على أن يُعطيه وثيقة يُقرّ فيها بحقّ الهولنديين أن يتملّكوا جزيرة خارج، واستطاع البارون أن يقنع السلطات الهولنديّة بمدى الأهميّة في إقامة وكالة هولنديّة تجاريّة في هذه الجزيرة، وما أن أتى عام ألف وسبعمئة وثلاثة وخمسين للميلاد حتّى كانت شركة الهند الشرقيّة الهولنديّة قد أقامت وكالتها هناك، وتمّ بناء قلعة لهم لتحصين مركزهم فيها، وتمّ تزويد هذه القلعة بإحدى الحاميات العسكريّة الهولنديّة.

بالرّغم من كلّ التحصينات التي اشتغلت عليها الوكالة، استطاع الأمير مهنا بن ناصر الزعابي والي بندر ريق الأمير من طردهم منها في عام ألف وسبعمئة وأربعة وستين للميلاد، واستولى عليها.

الأهمية الاقتصادية والاستراتيجيّة

لجزيرة خارج أهميّة اقتصاديّة واستراتيجيّة، حيث تحتوي هذه الجزيرة على خزانات للنفط، وفيها موانئ عديدة تُعنى بتصديره وآليّة شحنه، لتكون بذلك أهمّ المنافذ النفطيّة في البلاد، وتعتبر من أهم المرافئ في إيران لتصدير النفط إلى كافة دول العالم.

تقدّر طاقة خارج التصديرية بأكثر من تسعمئة وخمسين مليون برميل من النفط في العام الواحد، وتُعدّ حقول نفط جساران أهمّ الحقول التي أقيمت فيها إحدى القواعد الأساسيّة من أجل تصدير النفط منها. يوجد في جزيرة خارج مطار هامّ يُستخدم للأغراض العسكرية.