ما هي عاصمة المغرب

المغرب

المغرب، وتُعرَف رسميّاً باسم المملكة المغربيّة (بالإنجليزية: the Kingdom of Morocco)، هي دولةٌ عربيّةٌ تقع في الجزء الغربي من شمال أفريقيا؛ حيث تطلّ على البحر الأبيض المُتوسط من الشمال، وعلى المحيط الأطلسي من الغرب، ويفصِل بينهما مضيق جبل طارق.

تتمتّع المَغرب بموقعٍ استراتيجي مُميّز؛ حيث تحُدها من الشرق دولة الجزائر، وموريتانيا من الجنوب. يبلُغ عدد سُكّان المغرب 33,848,242 مليون نسمة، وذلك وفق التّعداد السُكاني لعام 2014.[١] بينما تبلُغ المساحة الإجمالية للمملكة 446,300 كم2.[٢]

عاصمة المغرب

عاصمة المغرب هي مدينة الرَّبَاط (بالإنجليزية: Rabat)؛ حيث حسب اللفظ المغربي الشائع فهي الرَّباط بتشدّيد الراء وفتح الباء وتسكين الطاء، ويَعتبِر البعض أنّ الاسم الصحيح للمدينة هو رِّبَاط الفتح على الرّغُم من عدم استخدام هذا الاسم حديثاً.[٣] تُعدّ مدينة الرباط مثالاً ينبض بالحياة للعواصم التي بِطراز وتراث تاريخيّ مُميّز، كما أنّها تحوي مجموعة مشاهد طبيعية تخلب الأبصار، وكذلك فهِي مَحطّةٌ لقِيام نَشاطٍ اقتصاديّ فعّال ومُتنوّع، كَما أنّها تتميز إلى جانب ذلك بتطوّراتٍ حضاريّة بشكل مُتوازن، فكان مِن الطّبيعي على المَسؤولين إجراء تخطيط لزيادة نموّها وتجديد منظور التقدم العمراني والبيئي ضمنها، وذلك بِمنظور يَتوافق مع المَنحى السياسي للمَدينة والدور الاقتصادي.[٣]

الجغرافيا

الموقع

تَقع الرّباط في الجزء الشمالي الغربي للبلاد، على فسيح مُنبسط واقع على المحيط الأطلسي؛ حيث يقع على الضفّةِ اليُسرى منها مصب نهر أبي رقراق أو بورقراق، حيث يفصلها عن سلا، وهي المدينة القديمة.[٤] يُشكِّل المصب مَنحاً مشتركاً بين المدينتين المتجاورتين “الرباط وسلا”، ويتميّز المصب بثرائه البيولوجي وتَعدّد مظاهره الطبيعية. تمتدّ إحداثيّات المدينة بين ′2 °34 شمالاً، و ′50 °6 غرباً، وتطُلّ المدينة على ساحل المُحيط الأطلسي، وتحُدّها من الشرق مدينة سلا، ومن الغرب مدينة الدار البيضاء، أو كازابلانكا.[٥]

السُكّان

يبلُغ عدد سكان الرباط 577,827 ألف نسمة، وذلك وفق إحصاءات عام 2014م.[٦] تعتنق الأغلبية العُظمى من السكان ديانة الإسلام بمذاهب متعددة، بينما تضُم المدينة عدد من اليهود كذلك.[٤] يتحدَّث السكان اللغة العربية كلُغة رسمية، بالإضافة إلى اللغة الأمازيغية واللغة الفرنسيّة، والتي يتم تعليمُها في المدارس إلى جانب اللغة العربية.[٧]

المُناخ

تتمتع الرباط بمُناخٍ حارٍ وجاف صيفاً، وشتاء مُعتدِل، وبسبب موقعها الجغرافي على الساحل، فتسُود المُناخ نسبة رطوبة عالية. يصِل مُتوسّط درجات الحرارة في فصل الصيف °22 درجة سيليزية، بينما يصل مُتوسط درجات الحرارة في فصل الشتاء °13 درجة سيليزية، ولا تَشهِد المدينة تساقُطاتٍ مَطَرِية مُتكرّرة، ولذلك يَصل مُعدَّل الهبوط المَطَري السنوي إلى 554.9 مم.[٨]

الاقتصاد

موقع مدينة الرّباط الاستراتيجي جعلها عبر الزمن مَحطّةً مُهمّة للرَبط بين المشرق العربي والعالم الخارجي، مما جعلها ميناءً رئيسياً للاستيراد والتصدير، الأمر الذي انعكسَ إيجاباً على الازدهار الاقتصادي للمدينة، ومن أهمّ المواد التي يتم تصديرها الحمضيات، والسمك، والفوسفات، والأسمدة، وغيرها،[٩] بالإضافة إلى التجارة. تعتمِد المَدينة على الصناعات بشكل كبير أيضاً؛ حيث اشتهرت بصناعة النسيج، إلى جانب بعض الصناعات التقليدية التي تشمل صناعة الخشب، والجلود، والفخار.[٤]

التاريخ

تمّ تأسيس المَدينة في القرن الثاني عشر من قِبَل عبد المُؤمن الكومي بهَدَف استخدامها كَمَقَر للاستعداد لشنّ حملة عسكرية في إسبانيا، ومن هُنا اكتسبت اسمها رباط الفتح. بعد انتهاء الحملة غادَر المغربيّون إسبانيا وتوافَدوا الى المدينة من بلدة تُدعى هورناتشوس واستقرّوا في المنطقة، كما تَوافَدَ عدد من الأندلسيين إلى المدينة كذلك.

استَمرّت الحروب بين الأندلسيين والإسبانيين فيما بَعد؛ حيث عانت المَنطقة من عدم الاستقرار السياسي وانتشار القرصنة عبر الساحل، وفي القرن الثامن عشر اكتسبت المدينة سُمعةً جيّدةً، مما أدى الى ازدهار التجارة في المدينة، وخاصةً في ميناء الرباط، حيث توافَدَ العديد من الأوروبيون إلى المَدينة للعمل في التجارة.[٣]

في عام 1912م كان الجنرال الفرنسي هوبير ليوطي يَسعى لإيجاد مُعسكرٍ أقوى دفاعاً للمُستعمرات الفرنسية؛ فاحتلّ المَدينة وحوّلها إلى عاصمتُه. استمَرَ الاحتلال الفرنسي للمَدينة والمنطقة حتى الثاني من شهر مارس لعام 1956م؛ حيث نالت المملكة المغربية وجميع مُدنها استقلالها بشكل كامل، واستَلَم السلطان محمد الخامس الحُكم، وأسّس مملكة ديموقراطية عاصمتها الرباط.[٣][٧]

السياحة

تضُم الرباط العَديد من الأماكن السياحيّة الجذابة، والمعالم الحضارية الغنيّة بالتاريخ والتي تعود للحضارات القديمة التي نشأت على أرض الرباط، بالإضافة الى الشواطئ والإطلالات الساحلية الأخّاذة، ممّا يَجعلها مَقصَد الكثير من السُيّاح. في عام 2012م تمّ إدراج مدينة الرباط على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، لما تحويه من مبانٍ تراثيّة وذات قيمة تاريخية، أبرزها مسجد الحسن الثاني الذي يعود لعام 1184م، وأبواب وأسوار المدينة المُميّزة.[١٠]

يُقام في صيف كل عام مَهرجان موازين الثقافي والفنّي في العاصمة تحت رعاية الملك محمد السادس، والذي يَستقطِب المَواهب الفنيّة من جميع أنحاء العالم، بهَدف المشاركة الثقافية والانفتاح على الآخر، لما يشملُه من فئات فنيّة مُختلفة، وثقافات دُولية متنوعة، ومواهب مُتعددة، ويُعتَبَر المهرجان جاذباً سياحيّاً واقتصاديّاً رئيسيّاً للمدينة.[١١]

المراجع

  1. “POPULATION LÉGALE AU MAROC 2014”، المندوبية السامية للتخطيط، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2016.
  2. “Land area (sq. km)”, TheWorldBank, Retrieved 3-12-2016.
  3. ^ أ ب ت ث Janet L. Abu-Lughod (2014), Rabat: Urban Apartheid in Morocco, New Jersey: Princeton University Press, Page 3.
  4. ^ أ ب ت “الرباط”، الجزيرة ، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2016.
  5. “GeoHack – Rabat”, GeoHack, Retrieved 3-12-2016.
  6. “legal population from the results RGPH 2014 the Official Bulletin No. 6354”, المندوبية السامية للتخطيط, Retrieved 3-12-2016.
  7. ^ أ ب Raphael Chijioke Njoku (2006), Culture and Customs of Morocco, London: Greenwood Publishing Group, Page 7.
  8. “Rabat Climate & Temperature”, ClimaTemps, Retrieved 3-12-2016.
  9. “Key Figures, 2015 “، hcp، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2016.
  10. “Rabat, Modern Capital and Historic City: a Shared Heritage”, UNESCO, Retrieved 3-12-2016.
  11. “كل شيء عن موازين”، مهرجان موازين إيقاعات العالم، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2016.