ولاية فلوريدا

ولاية فلوريدا

ولاية فلوريدا هي إحدى الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، حيث تقع في المناطق الجنوبيّة، وتُعتبَر من أكثر الولايات الأمريكيّة جذباً للسياحة، وهي مقصد مُهمّ للمُتقاعدين، والراغبين في النزهة، والاستمتاع؛ بسبب مناخها الدافئ، والمُشمس، ووجود العديد من الجُزر، والمعالم الخلّابة، وفي الآونة الأخيرة ازداد عدد سُكّان الولاية بشكل ملحوظ، كما نما الجانب الاقتصاديّ فيها بشكل سريع، وأصبحت من أكثر الولايات تطوُّراً في الاتّحاد.[١]

عاصمة الولاية

عاصمة ولاية فلوريدا هي مدينة تالاهاسي، وقد تمّ إعلان ذلك في عام 1824م، حيث تبلغ مساحة المدينة ما يُقارب 254كم2، وهي تضمُّ العديد من التضاريس الجبليّة، وأحواض البُحيرات، مثل بُحيرة جاكسون، وبُحيرة لافاييت، كما تُوجَد فيها العديد من المُؤسَّسات التعليميّة من جامعات، ومدارس، وتضمُّ مبنى الكابيتول، والمحكمة العُليا، وقصر الحاكم، وغُرفة التجارة، بالإضافة إلى انتشار أماكن الترفيه من متاحف، ومسارح، ومعارض فنِّية، ومُتنزَّهات، وغيرها من الأماكن، والمعالِم الترفيهيّة التي يقصدها الزوَّار من داخل المدينة، وخارجها.[٢]

الموقع الجغرافيّ والمساحة

تُوجَد ولاية فلوريدا في المنطقة الواقعة في أقصى الجهة الجنوبيّة الشرقيّة للولايات المُتَّحدة الأمريكيّة، وتحدُّها المُسطّحات المائيّة من ثلاث جهات؛ فمن الجهة الشرقيّة يحدُّها المحيط الأطلسيّ، ويحدُّها من الجانب الغربيّ خليج المكسيك، ومن الجهة الجنوبيّة يحدُّها مضيق فلوريدا، أمّا من الجهة الشماليّة فتحدُّها كلٌّ من ولاية ألاباما، وولاية جورجيا. وتُقدَّر المساحة الجغرافيّة للولاية بنحو 170,300كم2. ويلعب الموقع الجغرافيّ دوراً مُهمّاً في مناخ الولاية؛ حيث يسود في الجزء الشماليّ المناخ شبه الاستوائيّ، ويسود المناخ الاستوائيّ الحارّ، والرطب في جنوب الولاية، وعلى الرغم من ارتفاع درجة الحرارة نسبيّاً، إلّا أنَّها تُعتبَر من أكثر المناطق هطولاً للأمطار من بين الولايات الأمريكيّة، وتشتهر الولاية أيضاً بكثرة الأعاصير المُدمِّرة.[٣]

السكان

يبلغ عدد سُكّان ولاية فلوريدا ما يُقارب 20,271,272 نسمة، ويحتلُّ السكان البِيض الغالبيّة العُظمى من سُكّان الولاية؛ حيث يُشكِّلون ما نسبته 78.1% من إجماليّ السكّان، ويأتي العِرق الأفريقيّ في المرتبة الثانية بنسبة بلغت نحو 16.7% من مجموع السكّان، ويحتلُّ السكّان من الأصول الآسيويّة حوالي 2.7%، أمّا السكّان الأصليّون فيشكِّلون أقلّية من مجموع السكّان بنسبة تُقدَّر بنحو 0.5%، علماً بأنّ مُعظم سُكّان الولاية يتركَّزون في بعض المناطق الحضريّة، مثل: مدينة جاكسونفيل، وتالاهاسي، وساراسوتا، وتامبا، وميامي، وأورلاندو، وسانت بيترسبرغ.[٣]

التضاريس

تَضمُّ ولاية فلوريدا حوالي 30 ألف بُحيرة ضحلة، والعديد من الينابيع الكبيرة، والصغيرة، حيث يحتوي بعضها على المياه العذبة، بالإضافة إلى عدَّة أنهار طويلة، عِلماً بأنَّ أطول أنهار الولاية هو نهر سانت جونز بطول يصل إلى نحو 450كم، أمّا أكبر البُحيرات فهي بُحيرة أوكي تشوبي التي تحتلُّ مساحة تُقدَّر بنحو 1,750كم2، وتحتلُّ المرتبة الثانية في الاتّحاد بعد بُحيرة ميشيغان، وتُعتبَر بُحيرة أوكي تشوبي هي أكبر مُسطَّح طبيعيّ للمياه العذبة ضمن حدود الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، كما تُوجَد في ولاية فلوريدا العديد من الغابات، والخلجان المُهمّة التي تشمل مُدن شارلوت هاربر، وسان كارلوس، وساراسوتا، وتامبا، بالإضافة إلى خليج بيسكين الذي يُوجَد في المنطقة الجنوبيّة من مدينة ميامي.[١]

الجانب الاقتصاديّ

تتعدَّد الأنشطة الاقتصاديّة في ولاية فلوريدا، وبالأخصّ قطاع تجارة الجملة، والتجزئة، مثل: تجارة السيارات، والنفط، والحمضيّات، وتعليب الحمضيّات، كما تنتشر متاجر البقالة، ويشغل هذا القطاع ما يُقارب 27% من إجماليّ الأيدي العاملة في الولاية، كما يعمل حوالي 25% من العُمّال في مجال الخدمات الاجتماعيّة، والشخصيّة، مثل: إدارة مُتنزَّهات الملاهي، والمُستشفَيات، والفنادق، والمدارس الخاصّة، ووُرَش التصليح، كما تضمُّ الولاية العديد من مُؤسَّسات التأمين، والمصارف الماليّة، خاصّة في مدينتَي جاكسونفيل، وميامي، وتحتوي فلوريدا على بعض المناطق الصناعيّة في كلٍّ من تامبا، وجاكسونفيل، وأورلاندو، إلّا أنَّ أهمّها هي المنطقة الصناعيّة التي تُعرَف ب(ميامي فورت لاودردال) الواقعة في مدينة ميامي، وتتخصَّص هذه المنطقة بإنتاج معدّات طيران الفضاء، ووسائل الاتّصال العسكريّ، ويتميّز قطاع الزراعة بنشاط كبير في الولاية؛ حيث تنتشر زراعة الطماطم، والخضروات الطازجة، وقصب السكّر، كما تشتهر الولاية بإنتاج محاصيل البيوت المحميّة، والمشاتل.[١]

الجانب السياحيّ

يَقصِد ولاية فلوريدا الملايين من الزوَّار، والسيَّاح كلّ عام، حيث يزور مدينتَي ميامي، وأورلاندو وحدهما حوالي 60 مليون سائح كلّ عام؛ بهدف الاستجمام، والاستمتاع بالطقس الدافئ، والشواطئ الخلّابة، والمُنتجَعات الترفيهيّة المُمتِعة، وتضمُّ جزيرة إميليا العديد من المواقع السياحيّة، ومن المعالِم البارزة: حصن كاستيلو دي سان ماركوس الذي يُعتبَر أقدم حصن أمريكيّ، وهناك أيضاً مركز كينيدي للفضاء، ومُنتجَع أورلاندو العالَميّ، وعالَم والت ديزني الترفيهيّ، وحديقة إيفرغلاديس الوطنيّة التي تُعتبَر محميّة بيئيّة مناسبة لعيش الأسماك، والطيور، والزواحف، وتشتهرُ ولاية فلوريدا أيضاً بوجود العديد من الشواطئ الخلّابة، مثل: شاطئ كليرووتر، وشاطئ دايتونا بيتش، وميامي بيتش، وبالم بيتش، وبنما سيتي، وجزيرة سانيبل.[٣]

نبذة تاريخيّة

عاش السكّان الهنود قبل آلاف السنين في المنطقة التي تقع فيها حاليّاً ولاية فلوريدا، والدليل على ذلك الرُّكام الذي تمّ العثور عليه في منطقة الساحل الغربيّ لفلوريدا، ويعود الفضل في اكتشاف فلوريدا إلى المُكتشف الإسبانيّ (خوان بونثي دي ليون) الذي دخل المنطقة في عام 1513م، وتوالى بعد ذلك نُشوء المُستعمَرات في المنطقة من قِبَل الفرنسيّين، والإسبان، والإنجليز، وتنازلت إسبانيا عن فلوريدا لصالح بريطانيا في عام 1763م، لكنّها سرعان ما استعادتها بعد الثورة الأمريكيّة عام 1775م، واستمرّت النزاعات في المنطقة إلى أن تمكَّنت الولايات المُتَّحِدة من السيطرة على فلوريدا بشكلٍ رسميّ في عام 1821م، وفي العام الذي بعده تمّ تنظيم أراضي إقليم فلوريدا من قِبَل مجلس الشيوخ الأمريكيّ، ثمّ أصبحت فلوريدا في 25 من حزيران/يونيو عام 1868م إحدى الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية )، السعودية : مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 510-512، جزء السابع عشر. بتصرّف.
  2. “What Is the Capital of Florida?”، www.worldatlas.com، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت “فلوريدا ..”ولاية الشمس المشرقة””، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2018. بتصرّف.