مدينة نابل

حضارة الرومانيين

تعتبر حضارة الرومانيين من الحضارات المهمّة التي بسطت سيطرتها على الكثير من الدول وخصوصاً تلك التي تُشرف على البحر الأبيض المتوسط، ومن بين هذه الدول هي تونس الخضراء التي تَحتضن مدينة نابل العريقة التي كانت تُعتبر مستعمرةً رومانية. حافظت نابل على أصالة عاداتها وموروثاتها الحضارية واليوم ترتبط بأصالة وشرف صناعة الخزف التونسي، ولنابل حكاية لا بدّ من التعمق للمعرفة أكثر عن هذه المدينة العريقة التي تعتبر أكبر مدينة سياحية في تونس.

موقع مدينة نابل

تقع مدينة نابل شمال شرق تونس على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبعد مسافة سبعين كيلومتراً عن العاصمة تونس، وحافظت هذه المدينة على اسمها من أيام عهد الرومان التي كانت تسمى نيابوليس وهي المدينة الجديدة أو الجنة الصغيرة حسب ما أسماها الرحالة الأوروبيين، وتُسمّى أيضاً بريفرا أفريقيا وهي مقصد مهمٌّ للأغنياء والمشاهير للاستجمام فيها بسبب موقعها الساحر المطل على البحر وطبيعتها الخضراء التي تزيّنها أشجار النخيل.

أبرز ما تشتهر به نابل

الخزف والفخار النابلي

صناعة الخزف هي إحدى الحرف التقليدية القديمة التي حافظ عليها سكان مدينة نابل منذ آلاف السنين، وبالتالي هو موروث تقليدي تتوارثه الأجيال وتحافظ عليه، وقد عرفت نابل بمدينة الخزف بسبب وفرة وكثرة إنتاج الخزف والفخار، والخزف النابلي أجود الأنواع في العالم، ولا بدّ أنّه على السائح عندما يزور هذه المدينة التسوّق وشراء أحد قطع الفخار الذي يتم صنعه بألوانٍ وأشكال وأحجام مختلفة يستطيع الزائر الاختيار حسب ذوقه.

الحمامات

تبعد الحمامات الموجودة في نابل مسافة ستين كيلومتراً شرق العاصمة، وتشتهر نابل بالمياه المعدنية الحارة التي يقصدها الزوار بقصد الاستشفاء من الأمراض الجلدية، ونتيجة لذلك تشتهر المدينة بالمطاعم والفنادق التي تُلبّي حاجة الزائر.

الآثار التاريخية والمعالم الحضارية

من أبرز الآثار فيها هي نابل القديمة التي تضم الموقع الأثري لنيابوليس الروماني؛ فالشواهد الرومانيّة حاضرةً في المدينة لمن يبحث عن التاريخ، وكذلك آثار الأندلسيين المسلمين، ويُمكن مشاهدة المُتحف الأثريّ الجهوي، والنصب التذكاري للشهداء ويقع في ساحة الشهداء بالمحفر، والمساجد النوريّة والسبتية والمقامات، والأسواق التجارية كسوق البلغة وسوق الذهب.

الحرف التقليدية

بجانب صناعة الفخار هناك حرف أخرى تبرع بها نابل، وهي صناعة الحصير الذي يُصنع من مادة السمار، وصنع الحصير بألوان متعدّدة ومخصص لفرش الأرضيات، وأيضاً صناعة النحاس الذي يزداد الطلب عليه كأحد أهم أدوات جهاز العروس، والتطريز الذي يحافظ عليه التونسيون في مناسبة الأفراح وتجهيز العروس، وتقطير الزهر لصنع ماء الورد الذي يُستخرج من زهر شجر النارنج، وكذلك صنع العطور.