اعراض وعلاج مرض داء الفيل .. الفيلاريا


داء الفيل –  الفيلاريا Elephantiasis


يسمى داء الفيل أيضا بالفيلاريا الليمفاوية lymphatic filariasis. وهو، يصف المتلازمة التي يتضخم فيها الأرجل والذراعين والأعضاء التناسلية بصورة واضحة للعين إلى أحجام تشبه الأحجام في الفيل, والمرض موجود منذ قرون عديدة وفق ما تشير إليه كتابات فارسية وهندية قديمة, ويقدر عدد الإصابات بالمرض نحو 120 مليون شخص على مستوى العالم وفى أكثر من 83 دولة, وبالرغم من الأبحاث التي استغرقت قرون من الزمان إلا أن العدوى بالمرض مازالت تحدث, ويكون المرض أقل في شدته عند سكان المناطق الاستوائية عنه في سكان المناطق الأخرى عند الإصابة به, ويرجع العلماء ذلك إلى أسباب مناعية, ومع استخدام الدواء تتحسن الحالات المعتدلة وخاصة مع الاستخدام المبكر, أما في الحالات الشديدة فتكون النتائج أقل, ويسبب المرض مجموعة من الديدان الخيطية أو الإسطوانية nematodes تسمى الفيلاريا, تصيب الجهاز الليمفاوي, والذي يعمل كجزء من الجهاز المناعي الذي يحمى الجسم من العدوى, كما يعمل على سحب السوائل الزائدة من أنسجة الجسم. ومرض داء الفيل مرض جلدي مزمن تكثر الإصابة به في المناطق الاستوائية. تسبب هذا المرض دودة اسطوانية طويلة شبيهة بالخيط تنطوي حول نفسها بشكل دائري. وتعيش طفيلية في أجسام البشر والحيوانات. وتكثر في البلدان المدارية وشبه المدارية والذكر يكون عادة أقصر من الأنثى وله ذيل منحنٍ، ويرقات دودة الفيلارية وهي صغار الدودة تولد حية ويمكن رؤيتها في الدم القريب من سطح الجسم العائل وهو الكائن الذي تعيش اليرقات داخل جسمه. وعندما تعض الذبابة مصاصة الدماء أو البعوضة شخصاً مصاباً فإنها تسحب اليرقات مع الدم، وتنمو اليرقات في رأس البعوضة أو الذبابة قريباً من الفم، وعندما تلسع الحشرة كائناً آخر ، فإن اليرقات تنساب عبر الجرح إلى داخل جسمه وبذلك يضم إلى قائمة الضحايا الجدد. ودودة الكيولكس والمعروفة باسم وكريريا بانكروفتي دودة إسطوانية خيطية ضارة جداً بالإنسان وتوجد عادة في أفريقيا وجنوبي أمريكا والشرق الأقصى، ويعيش الدود المكتمل النمو في اللمف وهو سائل جسمي، وعندما يمنع الدود انسياب اللمف ينتج عن ذلك مرض داء الفيل. هناك نوع آخر من داء الفيل أقل شيوعاً يسببه الميكروب المكور العقدي . والأعراض هي الحمى وفقد الشهية والرعشة وتورم في الساق أو الذراع أو الصفن أو الثديين والتهاب الأوعية اللمفاوية واحمرارها وكبر العضو المصاب وخشونة الجلد ويشابه عضو الفيل وجلده ، ومن هنا جاءت التسمية بداء الفيل . لا يوجد للمرض علاج شافٍ حتى الآن ولكن عقار ” الهيترازان ” يفيد كثيراً في وقف تطور المرض ويمنع العدوى حيث انه يقتل يرقات الدودة . كما أن الجراحة تفيد في التخفيف من وطأة المرض. يستطيع مريض هذا الداء الاستمرار في الحياة لسنوات عديدة، ويمكن التخلص من دودة وكريريا بانكروفتي عن طريق التخلص من البعوض الذي ينقل اليرقات بواسطة المبيدات الحشرية وردم أماكن تواجده .


أعراض المرض


. ضخم السيقان والأعضاء التناسلية والصدر والذراعين, وأغلب أماكن الإصابة هى الساق, وعادة تبدأ الإصابة عند الكاحل (رسغ القدم) , ثم تنتشر إلى القدم والساق, وفي البداية تكون الساق المتضخمة طرية عند تحسسها, ولكن مع الوقت تصير صلبة, ويصبح الجلد داكن اللون, وسهل التكسر, و يسمح ذلك للميكروبات والفطريات بإصابة الساق ومضاعفة المرض.

قيلة مائية حول الخصية أو انتفاخ الخصية المائي hydrocoele, والتي تكون شائعة في حالات العدوى بالواشيريريا بانكروفتى, ونادرة في الأنواع الأخرى.

وجود إفراز مبيض مع البول chyluria.

. تضخم الكبد.

تضخم الطحال.


الوقاية


إعطاء دواء ( ثنائي إثيل كاربا مازين) بجرعات وقائية والذي ثبت كفاءته. تجنب عض البعوض باستخدام المواد الطاردة للحشرات insect repellents, والمبيدات الحشرية, و ارتداء ملابس واقية, و استخدام ناموسية. القضاء على أماكن تكاثر البعوض مثل البرك والمستنقعات في الأماكن القريبة من البيوت, وفي الأماكن التي يوجد بها داء الفيل. قبل زيارة الأماكن التي يوجد بها داء الفيل يجب أخذ المشورة الطبية.


اسباب مرض داء الفيل


إعاقة التدفق الليمفاوي أو الدورة الدموية على نحو أدق, وتحدث هذه الإعاقة أو الانسداد نتيجة لعدوى بكتيرية تسبب التهاب للأوعية الليمفاوية والتي تسمى (Streptococcal Lymphangitis)، وعندما يكبر حجم التضخم الليمفاوي يؤدي إلى ضغط خلفي في القنوات الليمفاوية ينجم عنه توسع في الأوعية وبالتالي تورم كبير. وبدون التدخل الجراحي تستمر نفس الدورة حتى تضخم المنطقة المصابة بشكل يصل إلى الحد البشاعة يؤدي إلى موت الأنسجة المحيطة بسبب عدم وصول الدم لها وتسمى بالغرغارينا.


علاج داء الفيل


يتم علاج الفيلاريا على أساس نتائج عزل ديدان الميكروفيلاريا للطفيل المسبب, وتحليل الأجسام المضادة. الأشخاص المصابون بالميكروفيلاريا دون ظهور أعراض يمكن علاجهم بالمنزل. قد يعطى المريض المضادات الحيوية للتغلب على العدوى الميكروبية الثانوية, و مضادات الهستامين, ومسكنات الألم, ومستحضرات الإستيرويدز steroids وذلك حسب حالته. يمكن علاج داء الفيل باستخدام الأدوية, و الدواء المفضل في علاجها هو ثنائي إثيل كاربا مازين diethylcarbamazine – DEC. وتكون الجرعة هي 2 مج / كجم / يوم. لمدة ثلاث أسابيع و يعطى الدواء في صورة أقراص, وهو يقتل الميكروفيلاريا بسرعة وقد يقتل الدودة البالغة ببطء, وإذا لم تموت الديدان البالغة ويظل منها ذكور وإناث فإن استمرار إنتاج الميكروفيلاريا يستمر, ولذلك يجب تكرار إعطاء الدواء على المدى الطويل للتخلص من الطفيل, وقد لوحظ أن هذا الدواء يقلل من تضخم العقد الليمفاوية, وفي الهند يعطى الدواء ضمن ملح طبي للتقليل من انتشار المرض, و تعود التأثيرات الجانبية بعد إعطاء الدواء إلى تفاعلات الجسم الطبيعية مع الديدان الميتة أكثر من التفاعل مع الدواء نفسه, و للتقليل من هذا الأثر الجانبي ولقتل الديدان ببطء تعطى جرعات صغيرة خلال الأيام الأولى قبل إعطاء الجرعة التي تستمر لثلاثة أسابيع, كما يمكن إعطاء الإستيرويدز steroids لتقليل تفاعل الجسم مع الديدان الميتة. دواء آخر هو أيفرمكتين Ivermectin والأبحاث التي أجريت على هذا الدواء بينت أن تأثيره ممتاز كقاتل للميكروفيلاريا, و لكن تأثيره على الديدان البالغة مازال تحت البحث والتحقق. يكون الدواء مؤثر عند استخدامه عقب حدوث العدوى مباشرة.


دراسة عن مرض الفيل


قال الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الشئون الوقائية والمتوطنة بوزارة الصحة والسكان، إن الوزارة أطلقت حملة للعلاج الجموعى ضد مرض الفيلاريا “داء الفيل ” أول أمس السبت ، تستمر لمدة أسبوعين ، ويشارك فيها 198 فريقا صحيا بما يوازى حوالي 600 شخص، مشيرا ان الحملة تستهدف علاج 544 ألف و522 شخص ممن هم فوق عمر سنتين ، فى عدد 24 قرية، بمحافظات المنوفية والغربية والجيزة وكفر الشيخ. وأضاف ” ان الهدف من الحملة هو القضاء على مرض الفيلاريا الليمفاوية وخلو مصر منه بحلول عام 2015 وذلك عن طريق حملات العلاج الجموعى للفئات المستهدفة ضد المرض بالقرى التي يتوطن بها المرض. وأشار قنديل ” ان مرض الفيلاريا مرض طفيلي يسببه نوع من أنواع الديدان الخيطية يسمى طفيل الوشيريريا بانكروفتي ، تعيش في الجهاز الليمفاوي للإنسان مما يؤدي إلى تورم الأوعية الليمفاوية وينشأ عن هذا تورم وتشوهات بالمناطق المصابة خاصة الساقين، وينتقل الطفيل من إنسان إلى إنسان بواسطة لدغة أنثى بعوضة الكيولكس ببيانز ولا تتم العدوى من إنسان إلى إنسان مباشرة. وقال ” ان العلاج الجموعى يتم عن طريق فرق متنقلة من منزل إلى منزل ويعطى العلاج في حضور طبيب الفرقة ويصرف العلاج لكل المتواجدين بالمنزل، عدا الأطفال أقل من عامين، السيدات الحوامل، مرضى الفشل الكبدي والفشل الكلوي، المصابين بمرض شديد، كما يتم إعطاء المستهدفين قرص واحد من البندازول (Albendazole) 400 مجم ويتم صرف عقار دى.إى.سى (DEC) 50 مجم طبقاً لعمر المواطن، وقال قنديل، إن فريق مركزي من وزارة الصحة والسكان وآخر من مديريات الشئون الصحية بالمحافظات والإدارات والوحدات الصحية قام بالإشراف علي فرق العلاج للتأكد من إتباع إستراتيجية الحملة من منزل إلى منزل وإعطاء العلاج للمواطنين أثناء تواجد طبيب الفرقة وتنفيذ التعليمات الخاصة بالتسجيل ومراعاة عدم ترك أي أقراص للمواطنين وذلك خلال مدة الحملة.


دراسة سبب مرض الفيل


هناك بعض الدراسات الحديثة أرجعت سبب هذا المرض إلى التربة الحمراء والسير عليها بدون حذاء أي بين الشعوب العراة القدم مع التربة الحمراء وهذا منتشر في أفريقيا. وتحليل ذلك أن جزيئات صغيرة كيميائية توجد في هذه التربة تتخلل الجلد عند المشي عليها بدون أي وسائل حماية من الحذاء والجورب، وتستقر بعد ذلك في الأنسجة الليمفاوية مما يؤدي إلى تهيجها وهذه الأنسجة أيضاً تكون عرضة للإصابة ببكتريا(Streptococcal).