ألا يا نائم الليل كيف المنام يطيب

ألا يا نائم الليل كيف المنام يطيب، يتساءل الكثير من الأشخاص على محركات البحث مواقع الانترنت حول قصيدة الموت للمنشد الديني محمد حيدر عواضة، وهو منشد ديني لبناني الجنسية، وهو منشد مميز اشتهر بصوته العذب والجذاب، وقصيدة الموت غناها المنشد محمد عواضة وتمحور الحديث فيها حول الموت وما يحدث للإنسان حين وفاته وما يحدث حوله من أهله وأقاربه، وهنا في هذا المقال في السطور المقبلة سوف نوافيكم بكلمات القصيدة كاملة مكتوبة كتابة، تابعوا معنا.

ألا يا نائم الليل كيف المنام يطيب

يــــارب صـل وسلـــــم دائــمــــا أبــدا  *** عـلى الـذي حـبـه ينجـي مـن الفتـن

لا تنهــرن غـــريباً طـالــت غــــــربتــه 

و الدهـر ينهــره بالــذل و الحــــزن

ألا يا نائــم الليــل كيـــف المنـــام يطيب

المــوت حــق ولكـن الفراق صعيب

تغـــربت عــن أهلــي وطالــت غربتـــي 

يا أسفاه كيف يموت الغريب غريب

ليس الغريب غريب الشام واليمـــــــــن

إن الغريب غـــريب اللحـــد والكفن

تمـــــــر ساعـــات أيامــي بـــلا نـــدم 

و لا بكاء و لا خوف و لا حـــــزن

سفــــري بعيد وزادي لا يبلغنــي 

و قسمتي لم تزل و الموت يطلبني

ما احلم الله عـني حيـث أمهلنــي 

و قد تماديت في ذنبي و يسترنــي

أنا الذي أغلق الأبــواب مجتهــدا

علي المعاصي وعـين الله تنظرنـى

يا زلــة كُتبت يا غفلــة ذهبـــت 

يا حسرة بقيت في القلـب تقتلنــي

دع عنك عذلي يا من كان يعذلني 

لو كنت تعلم ما بي كنت تعذرنــي

دعني أنوح علي نفسي و أندبهـا 

وأقطع الدهر بالتذكـار و الحــزن

دعني أسوح دموعا لا انقطاع لها 

فهل عسى عبرة منها تخلصنــي

كأنني بيــــن تلك الأهــل منطرح 

عـلى الفــراش و أيديهــــــم تقلبــي

وقــد آتــــــو بطبيـب كــي يعالجنــي 

ولم أرى مـــــن طبيب اليوم ينفعنـي

وأشتد نزعي وصار الموت يجذبهــا 

من كل عــرق بلا رفـــــق ولا وهـن

واستخرج الروح منى في تغرغرهـا 

وصار في الحلق مراً حين غرغرني

وغمضوني وراح الكل و انصرفــــو

بعــد اليأس جــدو في شـــــــرا كفني

و قام من كان أولى الناس في عجـل 

إلى المغســـــل يــــأتينــــي يغسلنـي

وقــال يا قـوم نبغـي غاسلاً حذقـــــا 

حــــراً أديبـا أريبـا عـارفــــا فطـــن

فجاءنــي رجـــل منهــم فجـردنــــــي 

مــــن الثيـــاب و أعراني و أقعــدني

واطرحــوني عـلى الألواح منفــــردا 

و صــــار فوقـــى خرير الماء ينظفني

و أسكب الماء من فوقي وغسلنـــي 

غســـلا ثلاثـــا ونـادي القوم بالكفنِ

وقدموني إلى المحراب و انصرفــوا 

خلـــف الإمـــام فصلــى ثم ودعنـي

صلوا عليّ صــلاة لا ركوع لهــــــــا 

و لا سجــــــود لعـــــل الله يرحمنــي

و أنزلوني في قبــرى على مهــــــل 

و أنزلــو واحــداً منهــــــم يلحــــدنـي

و كشف الثوب عن وجهي لينظرني 

وأسبل الدمـــع من عينيــــه أغرقني

فقـــام محتـزما بالعــــزم مشتمــــلا 

و صفـــف البنيان من فوقي وفارقني

و قال هلوا عليه التراب و اغتنمــوا 

حسن الثواب من الرحمن ذي المننِ

و أودعوني و لجو في سؤ الهمــوا 

مالي ســـواك إلهـــي مـــن يخلصني

في ظلمة القبر لا أم هنـــاك ولا أب 

ولا أخ شقيـــــق ليــــؤنسنـــــــــــي

مالي ســـواك إلهـــي مـــن يخلصني

وهالنى صورة في العين إذا نظرت 

من هول مطلع ما قد كان أدهشنــــي

من منكــر و نكيــر مـا أقـــل لهمــا 

إذ هالـنــي منهمــا ما كــان أفزعــنـي

مالي ســـواك إلهـــي مـــن يخلصني

فامنـن عليّ بعفـــو منــك يــــا أملــي 

فإننـي مـوثـق بالـذنب مـرتهــــــــن

تقاسم الأهل مالـي بعدمـــا انصرفـوا

وصار وزري على ظهري فأثقلنـــي

فــلا تغرنــــك الــدنيــــــا و زينتهــــا

و أنظر إلى فعلها في الأهل و الوطن

و أنظر إلى من حوى الدنيا بأجمعهـا 

هل راح منهــا بغيـــر الزاد و الكفـن

خذ القناعة من دنياك و أرضَ بهـــا 

و لو لم يكــن لك إلا راحــــة البـــدن

يانفسي كفي عن العصيان و اكتسبي 

فعـــلا جميـــلا لعــــلّ الله يـرحمنــي

ألا يا نائــم الليــل كيـــف المنـــام يطيب 

المــوت حــق ولكـن الفراق صعيب