اهمية باب المندب جغرافياً و اقتصادياً

باب المندب ، اسم يتردد كثيرا في الفترة الأخيرة وخاصة بعد انطلاق عملية عاصفة الحزم ، فقوات التحالف العربي التابعة لعمليات عاصفة الحزم العسكرية ، تحرص كل الحرص على حماية باب المندب من الأطماع الحوثية وأنصار علي عبدالله صالح التي تحاول بشتى الطرق الوصول إليه والسيطرة عليه ، فلماذا له هذه الأهمية الكبيرة عربيا وعالميا ، هذا ما سنعرفه في مقالنا لليوم .


جغرافيا باب المندب :


باب المندب ، هو مضيق أو ممر مائي ، ويعتبر همزة الوصل مابين البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب ، نشأ نتيجة تباعد أفريقيا عن آسيا في الحركة البنائية للصدع السوري والأفريقي الذي كونه البحر الأحمر في الحقبة الجيولوجية الثالثة بين عصري الميوسين والبليوسين .

يقع باب المندب على الحدود البحرية لكل من اليمن وأريتريا وجيبوتي ، عرضه حوالي 32 كيلو متر ، وينقسم المضيق إلى قناتين تفصلهما جزيرة بريم اليمنية ، فالقناة الشرقية تسمى ” باب اسكندر ” يبلغ عرضها 3 كلم ويبلغ عمقها 30 م ، والقناة الغربية تسمى ” دقة المايون ” يبلغ عرضها 25 كم وعمقها 310م ، كما يوجد بالقرب من الساحل الإفريقي للمضيق جزر الأشقاء السبعة وهي جزء صغيرة ، وفي القناة الشرقية يوجد تيار سطحي يجري داخليا فيها ، أما القناة الغربية فتيارها عميق وقوي يجري خارجيا .

تعتبر مياه باب المندب دافئة إلى حد ما حيث تصل درجات الحرارة فيها مابين 24-32.5 درجة مئوية ، والتبخر فيها كبير حيث يصل مابين 2200 إلى 3000 مم سنويا ، ولهذا السبب يفقد البحر الأحمر كميات كبيرة من المياه إلا أن مياه خليج عدن تعوض هذا الفقدان حيث تصله مياه عدن في فصل الشتاء ، أما في فصل الصيف فتخرج مياه سطحية من البحر الأحمر . درجة ملوحة مياه باب المندب تصل إلى 38 بالألف ، أما عن حركة المد فيه فهي تصل إلى متر تقريبا .


الأهمية الاقتصادية :


بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869 ، أصبح لباب المندب أهمية اقتصادية استراتيجية كبيرة ، فهو يربط مابين البحر الأحمر والبحر المتوسط ، ولذلك أصبح من أهم الممرات المائية في العالم ، فهو همزة الوصل في حركة النقل والمعابر عن طريق البحر التي تربط بين البلدان الأوروبية وبلدان البحر المتوسط مع بلدان المحيط الهادي وشرق أفريقيا ، كما ازداد من أهمية باب المندب اقتصاديا هو عرض القناة الخاصة بعبور السفن والتي تقع مابين جزيرة بريم والبر الإفريقي والتي تبلغ 16 كم بعمق 100-200 مم ، وهذا من شأنه أن يسمح لكبرى السفن والناقلات النفطية من العبور في الممر بسهولة على محورين متعاكسين ومتباعدين ، وقد تبلغ نسبة النشاط الملاحي البحري في باب المندب حوالي 38% من عمليات الشحن في العالم كله ، وعمليات شحن النفط تبلغ حوالي 9% أي ما يعادل أكثر من 21 ألف سفينة ، وهنا تكمن أهمية باب المندب الاستراتيجية .


أهمية باب المندب لمنطقة الخليج العربي :


ارتبطت أهمية باب المندب بأهمية نفط الخليج العربي ، حيث أن ناقلات النفط العملاقة تمر من خلاله باتجاهين حيث تمر أكثر من 21000 قطعة بحرية سنويا أي معا يعادل 57 قطعة في اليوم الواحد . وإذا تم إغلاقه لأي سبب سيؤدي إلى أضرار كبيرة على الحركة التجارية العالمية بالأكمل ، لأنه سيمنع وصول ناقلات النفط من دول الخليج إلى قناة السويس وخط سوميد الذي ينقل من خلاله النفط من البحر الأحمر غلى البحر المتوسط ، وهذا يجعل الناقلات تأخذ مسارا آخر وهو الإبحار من الجنوب إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب قارة أفريقيا لتصل إلى الأسواق الامريكية والاوروبية وهذا سيؤدي إلى تكاليف باهظة وبالتالي سيؤدي إلى خسائر كبيرة لدول الخليج وبالأخص للمملكة العربية السعودية لأنها أكثر الدول المنتجة والمصدرة للنفط في العالم واقتصادها يعتمد على النفط بشكر كبير .


أهمية باب المندب لمصر :


ولباب المندب أهمية كبيرة في مصر حيث أنه مرتبط بقناة السويس وبمضيق هرمز من حيث بقائهما مفتوحين أمام حركة الملاحة للناقلات البترولية وخلافه ، فقناة السويس تدر أكثر من 5 مليارات دولا سنويا ، حيث أن أكثر من 98% من السفن تدخل إلى قناة السويس وتمر عبر باب المندب .

ونظرا لأهمية باب المندب في التجارة العالمية وحركة النقل للنفط والبضائع ، فقد تم إنشاء قواعد عسكرية بالقرب من المضيق ، ففي عام 1982 عملت الأمم المتحدة لتنظيم الممرات المائية الدولية عبر اتفاقية جامايكا ، والولايات المتحدة الأمريكية تمتلك قاعدة عسكرية في جيبوتي من جهة الضفة الغربية للمضيق ، وفرنسا كذلك لها حضور عسكري قوي منذ القدم في جيبوتي .


عاصفة الحزم :


تعرض باب المندب للكثير من المحاولات من قبل الميليشيات الحوثية للسيطرة عليه إلا أن جميعها باءت بالفشل ، وقد تمكنت قوات التحالف العربي التابعة لعاصفة الحزم من إجبار سفن حربية إيرانية الانسحاب من المنطقة المحيطة بباب المندب وذلك بعد محاولتهم اعتراض أربع قطع بحرية مصرية من الوصول إلى مضيق باب المندب حيث أطلقت السفن الإيرانية النيران على القطع البحرية المصرية إلا أن قوات التحالف العربي ردت عليها بإطلاق قذائفا باتجاهها فاضطرت السفن إلى الفرار ، كما تمكنت اللجان الشعبية اليمنية من مقاومة سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب . ومازالت الميليشيات الحوثية بمساعدة أنصار علي صالح وإيران تحاول السيطرة على باب المندب وقوات التحالف تصدها بكل حزم .