نبي الله إبراهيم عليه السلام

دائما يرسل الله الى عبادة رسول من عنده يدعوهم الى الهدى و من بين هؤلاء الانبياء ابراهيم عليه السلام .. باللغة العربية ” أبراهام ” بمعنى الأب الرفيع .. و بعد ذلك سمى باسم إبراهيم ..  و شخصية نبي الله ابراهيم عليه السلام  ذكرت في الديانات الإسلامية و المسيحية و اليهودية ،  و لقد ذكر سيرة حياته في كل من سفر التكوين و في القرآن الكريم ، بينما المؤرخين اللادينيين يذكرون و يصفون كل من  العقائد الإسلامية و المسيحية و اليهودية بالديانات الإبراهيمية و هذا لتاثر اعتقاداتهم  بمعتقد إبراهيم عليه السلام . كما ذكر ان ابراهيم كان مباركا من الله في كتاب الانبياء و التوراة و القرأن .


أصل إبراهيم عليه السلام

في شجرة النسب من نوح نجد والد إبراهيم هو العاشر ، و كان لتارح  ثلاثة أبناء  ”  إبراهيم  و ناحور و هاران  ” ، و هناك بعض الروايات ذكرت أن إبراهيم ولد في حران ، بينما الاكثر شيوعا انه و لد في عهد نمرود بن  كنعان في أور القريبة من بابل ، اما تاريخ مولده يقال انه ينحصر في الفترة بين ” 2324-1850  ” .


زوجات النبي ابراهيم

لقد تزوج إبراهيم عليه السلام من السيدة سارة و السيدة هاجر و السيدة قطورة …  و قام ابراهيم بالتزوج من  سارة في أور و كان هو اكبر منها بعشر سنوات و لقد انجبت له اسحاق ، اما هاجر القبطية فتزوجها و أنجبت له  إسماعيل ، و السيدة  قطورة هي التي أنجبت له ستة أبناء ” زمران ، يقشان ، مدان ، مديان ، يشباق ، شوحا ” .


زيارة الملائكة للنبي ابراهيم

في هيئة بشر نزلت الملائكة على نبي الله  إبراهيم عليه السلام  لتبشره بأن الله سيرزقه بطفل اسحاق و كان هناك سبب اخر لزيارتها له و هو  قوم لوط الظالمين و اهلاكهم .


إبراهيم و إسماعيل


لقد كان ابراهيم عليه السلام دائما يدعوا الله ان يرزقة الولد .. فاحست سارة برغبتة الشديدة في الانجاب فقالت له : يا ابراهيم, إني عاقر , أحب أن يرزقك الله بولد ولذلك فإنني سأهب لك جاريتي هاجر لكي تتزوجها , فقد يرزقك الله بل و يرزقنا جميعاً منها ولداً تقر به أعيننا .. فكان ابراهيم عليه السلام رده عليها انه صمت برهه قليلة من الوقت ثم قال لها و هو  يحذرها من الغيرة اذا أتمّ هذا الأمر , فقالت سارة في ثقة و اطمئنان تعودان إلى عاطفة و حنان متدفقين منها .. و لكن بنهاية هي أنثى كحواء التي دائما تحكم الأموربعاطفتها في الغالب وليس بقلبها  .. و اجابته سارة  قائلة ” لا تخف يا ابراهيم , لا تخف  .. و بالفعل تزوج ابراهيم عليه السلام من السيدة  هاجر التي انجبت لابراهيم ولده الذي اسماه اسماعيل . و فرح ابراهيم بولده اسماعيل كثير و ظل يشكر الله على ما منحه .


التضحية بإسماعيل

حتى الانبياء لم يسلموا من الالم .. بعد ان اهدا الله لى ابراهيم اسماعيل الذي فرح به كثير ، رأى ابراهيم في منامه  أن الله يأمره بذبح ولده إسماعيل و بالطبع كل رؤيا الأنبياء على حق فهي جزء من نبوتهم و لقد تكررت روئيته 3 مرات فصارح ابراهيم ابنه اسماعيل قائلا له ” يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى .. فاجابه ابنه  قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ” و كان هذا ابتلاء من الله عز وجل و عندما عزم ابراهيم على تنفيذ امر الله اخذ اسماعيل الذي كان يهون على أبيه  ابراهيم أمر الله  .. قائلا له ”  يا أبت اشدد وثاقي وأحكم رباطي حتى لا أضطرب ، واكشف عني ثيابي حتى لا يصيبها شيء من دمي ، واشحذ شفرتك وأسرع إمرارها على حلقي ، ليكون أهون علي.. ” فبعد ان سمع ابراهيم هذه الكلمات من ابنه احتتضنه بشدة قائلا له ” نعم العون أنت يا بني على أمر الله ” و عندما اخذ ابراهيم السكين و وضعها على رقبة ابنه و لكن رحمة الله به ان الله سلب من السكين خاصية القطع مثل ما سلب من قبل من النار خاصية الحرق عندما القى فيها إبراهيم  عليه السلام ، و هنا ظن إسماعيل  عليه السلام أن عاطفة ابوة  قد غلبته فخاف عليه من الله  فقال له ”  يا أبت كبني على وجهي ،  فإنك إذا نظرت إلي ، أدركتك رحمة ربي ، تحول بينك وبين أمر الله ” و بالفعل قام ابراهيم بتحريك السكين مرة اخرى على ولده وحركها و ظغط عليها فلم تقطع و عند ذلك  ناداه ربه ” وناديناه أن يا إبراهيم ، قد صدقت الرؤيا ، إنا كذلك نجزي المحسنين ” و عند ذلك نظر ابراهيم بجانبه وجد  كبشاً عظيماً فقام  و ذهب اليه بنفس السكين و ذبحه و عندها علم انها فداء لاسماعيل ابنه .. و ذكر في قول الله سبحانه و تعالى ” وفديناه بذبح عظيم “


مغارة المكفيلة

مغارة المكفيلة هي عبارة عن مغارة قام ابراهيم بشرئها من عفرون بن صوحر الحثي حتى تكون له  و لأسرته قبرا بعد وفاته و كان شرئها مقابل أربع مئة شاقل فضة ، اما كلمة مكفيلة فهي تعتبر كلمة سامية و تشير الى معنى ” مزدوجة ” و هذا لان هذه المغارة منقسمة الى جزئين .


دعوة ابراهيم عليه السلام


– تحطيم الأصنام


كان ابراهيم منذ البداية غير مقبل للاصنام وعبادتها .. و كان يتامل دائما في الكواكب و اذا رائها يقول هذا ربي و عندما يختفي الكوكب يقول لا أحب الآفلين  … و بعد ها ظهر القمر فقال هذا ربي و عندما اختفى القمر قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين … و عندما رأى الشمس قال هذا ربي ثم غابت الشمس فقال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ..

لم يتوقف ابراهيم عليه السلام عند ذلك قرر أن يجعل قومه ينتبهوا بان الاصنام لا تضر ولا تنفع ولا قادرة حتى على حماية انفسها فخرج الى المعبد و اخذ معه فأسا و قام بتحطيم كل الأصنام ماعدا  كبير الأصنام فاخذ الفاس و وضع عند قدمه حتى ينتبهوا القوم بانه لم يستطيع ان يحمى الاصنام الفأس .. و عندما و جدو القوم هذا الحدث قالوا لابراهيم لماذا فعلت هذا بالهتنا فقال لهم ابراهيم لقد فعله كبيرهم هذا مشيرا الى الصنم الاكبر فسألوه لماذا .. فذهل القوم ولم يجدوا ماينطقون به ردا على كلام ابراهيم .


النار الكبرى


بعد حادثة الاصنام غضب قومه من و قرروا أن يحرقونه بالقائه في النار و بالفعل جمع القوم حطب كثيرا و اشعلوا  و كانت نار عظيمة  جدا  من شدة لهبها و حرارتها لم يستطيعوا ان يقتربوا ويلقوا ابراهيم فالقوه بواسطة المنجنيق و لكن قدرة الله سبحانه وتعالى كانت اقوى من افعالهم و ارادتهم فامر الله النار ان تكون بردا و سلاما على ابراهيم عليه السلام.