الكويت هي الأفضل توظيفياً وتعليمياً على مستوى العالم

في دراسة حديثة أجريت من قبل مجموعة “بوسطن كونسلتينغ جروب” (BCG) وهي شركة إستشارات إدارية عالمية تهتم بأساليب التحليل الإداري ومقرها الرئيسي في واشنطن ولها أكثر من 42 مكتب في دول العالم المختلفة؛ في دراسة خلصت نتائجها في التقرير الذي أصدرته المجموعة في التفوق الهائل الذي تتميز به دولة الكويت في بعض المجالات على مستوى الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم أيضا ولكنها بحسب الدراسة تتأخر في بعض المجالات مقارنة بدول العالم الأخرىُ.


مقاييس التقييم


جائت هذه النتائج ضمن التحليل الشامل لمستويات الرفاهية والتطور الأقتصادي المستدام بتحويل الثروة إلى رفاهية في عدد 149 دولة أهمها دول الخليج كالإمارات وقطر والبحرين وعُمان والسعودية إضافة إلى باقي دول العالم التي أشارت الدراسة في نتائجها أن أكثر من نصف دول العالم لا تواكب الركب في مجال التطور المستدام.


تتقدم في .. وتتراجع في


بالنسبة للنتائج التي تؤكد تقدم الكويت في بعض المجالات خلصت الدراسة إلى أن الكويت هي الأولى عالمياً في ثلاثة مجالات رئيسية في البنية الفوقية الخاصة بالدولة وهي: مجال الدخل وتساوي الدخل، مجال التوظيف، مجال التعليم.

وعلى النقيض وبحسب الدراسة تتأخر الكويت في عدة مجالات أخرى رئيسية هي: المجالات الخاصة بالبنية التحتية مثل الإستقرار الإقتصادي، المجتمع المدني، الحوكمة، وبعض المجالات في البنية الفوقية مثل الصحة والبيئة.


دراسات مقارنة


هذه الدراسة أجريت بمقارنة دولة الكويت بفئتين أساسيتين: الفئة الأولى هي مثيلاتها من دول الخليج كدبي والسعودية واليمن وغيرها، والفئة الثانية لبقية دول العالم؛ وجدير بالذكر هنا أن تطورها في مجالات التعليم والدخل والتوظيف كانت الأفضل عالمياً بمقارنتها بجميع دول العالم بما فيها دول الخليج، أما تأخرها في المجالات الصحية والبيئية والبنية التحتية والاستقرار الاقتصادي فتتأخر الكويت بمقارنتها بمثيلاتها من دول الخليج بينما ترتفع عن المعدل المتوسط لباقي دول العالم في المجال نفسه.

كما تشير نتائج الدراسة أيضاً إلى أن دول الدخل المتوسط التي حققت بين 1000-6000 دولار سنوياً في عام 2006، أنها تطورت تطوراً هائلاً بحلول عام 2013 من حيث مستويات الرفاهية مقارنة بالدول ذات الدخل المنخفض.


استراتيجية الدراسة


اتبع القائمون على الدراسة استراتيجية في التقييم للتطور الاقتصادي المستدام بقياس مستويات الرفاهية من خلال ثلاثة عناصر هي الاقتصادات والاستثمارات والاستدامة واتبعت في نتائجها المقارنة بين عامين هما 2006 و 2013 في الوضع الحالي للرفاهية ومقدار التطور الراهن بها.


اقتراحات وحلول لنهضة اقتصادية أفضل


وقد قدمت الدراسة بعض المقترحات للقائمين عليها والمشاركين بها حيث اقترح “دوغلاس بيل” الشريك والمدير الإداري في مجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب والمؤلف الشريك في التقرير ضرورة أن تقوم دولة الكويت بالتركيز على عكس التوجه المتراجع في الآونة الأخيرة في عدد من المجالات، وإلا ستواجه خطراً في عدم مواكبة مثيلاتها من الدول الخليجية ملتمساً لها العذر من فترة الركود الاقتصادي التي مر بها العالم مؤخراً ومعززاً بذلك موقفها المتقدم في التعليم الذي سيسعى في نهضة إقتصادها بصورة أساسية.

أما “إنريكيه رودا ساباتار” وهو مستشار أول في مجموعه بوسطن كونسلتينغ جروب والمدير الاستراتيجي السابق في البنك الدولي فقال بأن الدراسة تقترح النظر إلى النمو الاقتصادي عبر عدسة الرفاهية يكوّن رؤية جديدة على الأنماط الدولية بدلاً من حصر الرؤية على الناتج المحلي فقط، لأن الأنماط الدولية تتسائل على ما يجب القيام به للاستفادة المثلى من الثروة الاقتصادية وطريقة توظيفها لتخدم المجتمع بصورة كبرى تسعى في نهضته وتنميته بصورة أفضل.

كما يؤكد علماء الاجتماع أن البنية التحتية للمجتمع تؤثر في وتتأثر بالبنية الفوقية الخاصه به ويجب أن تتطور البنية التحتية حتى تتطور البنية الفوقية للمجتمع والعكس.