” من عاش خادما تحت أقدام أمه عاش سيدا فوق رءوس قومه ” هكذا تتلخص قصة نجاح سعيد الشهراني ، هذا الشاب السعودي المكافح الذي فضل البقاء بجوار أمه المريضة على أن يعمل بعيدا عنها على الرغم من تراكم الديون عليه إلا أنه كان قلبه مفعما بالأمل لأنه لم يفكر في شئ سوى أمه المريضة على الرغم من الظروف القاسية التي كان يعيش فيها آنذاك ، فمن هذا سعيد الشهراني ؟ وما قصة نجاحه ؟
سعيد الشهراني ما هو إلا شاب بسيط عاش في أسرة بسيطة ، ترك وظيفته واستقال منها لأنها بعيدة عن مقر عمله ليبقى بجانب أمه وفي الوقت ذاته قد انفصل عن زوجته ليبقى وحيدا ، ليس أمامه أي خيار للحصول على أموال ليسدد بها ديونه التي بلغت أكثر من 300 ألف ريال سوى أن يشترك في برنامج ” زد رصيدك 4″ هذا البرنامج الشهير على قناة ” بداية ” وهو برنامج مسابقات حتى يحصل على جائزة قيمتها 500 ألف ريال ، ولكن كانت خيبة الأمل حينما خرج سعيد من البرنامج دون أن يربح أي أموال تساعده على قضاء دينه ، ولكن الله لا يغفل عن مثل هذا الرجل أبدا إذ كانت المفاجأة بربحه ضعف جائزة البرنامج حتى وصل المبلغ إلى مليون ومائتين ألف ريال .
فكان الشاب سعيد الشهراني نعم الشباب في هذه المسابقة حيث علق كل القائمين على برنامج زد رصيدك على مدى تسامح وأخلاق الشهراني العالية والتي استطاع من خلالها أن يربح حب وتعاطف السعوديين وكل العرب حتى قدم إليه أصحاب الأيادي البيضاء هذه الجائزة ليظل هذا الموقف شاهدا على مدى طيبة وعطاء أبناء المملكة السعودية على بعضهم البعض وتلاحمهم وتكاتفهم لحل أي مأزق يقع فيها أي سعودي مثل عجز سعيد الشهراني عن سد ديونه وبقاءه بجانب أمه .
فإن الله لن يضيع أجر من أحسن عملا فهذا الشاب بعد خروجه من المسابقة بخفي حنين كان مؤمنا أن كل شئ من عند الله هو خير له وأنه لم يتعلق بجائزة البرنامج ولكن تعلق برب الوجود الذي قادر أن يعوضه خير منها وأن الله سيفتح له أبواب رزق لم يكن يتخيلها ، فاليقين الذي ملأ قلب سعيد الشهراني كان سببا في تحقيق أمانيه فلم يحصل على مبلغ مليون و200 ألف ريال فقط بل حصل أيضا على عقد في شركة استدامة لتكون باب رزق جديد إليه .
فكانت قصة هذا الشاب هي قصة مهمة جدا لكل شاب لأن من تعلق بالله عوضه الله بالخير ومن تعلق بالأسباب دون رب الأسباب خسر كثيرا جدا ، فكانت رسالة سعيد الشهراني هي التعلق برب الأسباب لأن الخير هو ما اختاره الله لك لأنه وحده مسبب الأسباب ، فتحققت أمنية سعيد في ليلة وضحاها حيث انتشرت قصته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر لتصل إلى ترند عالمي على الرغم من أنه وضع لنفسه وقت 10 سنوات حتى تكلل قصته بالنجاح .