19 قتيلاً حصيلة فيضانات الريفييرا الفرنسية
أدت العواصف العنيفة و الفيضانات التي عرفها جنوب شرقي فرنسا إلى مقتل 19 شخصاً و فقدان أربعة أشخاص آخرين بينما وجد مفقود آخر حيا بعد الإعلان عن فقدانه، حسب ما اكدته السلطات الفرنسية. وغرق ثلاثة من الأشخاص المسنين بعدما غمرت مياه الفيضانات ملجأً للمسنين في مدينة “أنتيب”. و توفي آخرون بعدما علقت أجسادهم تحت الأنفاق في سياراتهم، أو في مترو الأنفاق، عند ارتفاع مستوى المياه.و من بين 19 من الموتى هناك شخص من بريطانيا و آخر من إيطاليا و آخر من البرتغال.
و قد صرح الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند” في بيان له بأن “كارثة طبيعية” قد ضربت منطقة الريفييرا الفرنسية، و قدم الشكر لرجال الإنقاذ، موضحا الدعم الذي تقدمه البلد للمناطق المتضررة من جراء الفيضانات. و أعلن هولاند عن تعازيه لأهالي الضحايا، و زار داراً للمسنين في بلدة “بيو”، حيث نصح سكان الملجأ بملازمة الحيطة و الحذر، ذلك لأن الحادث لم ينته بعد حسب قوله.
و كانت قد نزلت أمطار غزيرة على الريفييرا الفرنسية المتواجدة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، في الحدود مع إيطاليا. و انهمرت نسبة تقدر بحوالي 10% من معدل الامطار السنوية في يومين فقط، و من جهة اخرى فاض نهر “براغ” و وصلت مياهه إلى البلدات و المدن المجاورة. و ظهرت المياه المتدفقة في شوارع “كان” في صور نشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
و أفادت مواطنة من مدينة “كان” لبي بي سي أن مشهد الفيضانات كان مرعبا، و أنهم كانوا سيخرجون لكن بسبب مشهد الامطار أقلعوا عن الأمر ثم ارتفع منسوب المياه بشكل سريع جدا. بينما قال عمدة “كان” ديفيس لينسار أن المياه جرفت بعض السيارات المتوقفة في الشارع إلى البحر، و أنهم عملوا على إنقاذ العديد من الأشخاص و انهم يعملون الآن على تأمين المدينة و مواجهة أي أعمال للسرقة مفترضة.
و استمرت العاصفة الرعدية إلى صباح يوم الإثنين 5 من اكتوبر، و مازالت السلطات تعمل على إيجاد الأشخاص المفقودين، و إصلاح خطوط الكهرباء و الإتصال التي تضررت من فعل الفيضانات .
الريفيرا الفرنسية
عرفت قديما لدى العرب باسم “سبتمانيا” و هي منطقة تتواجد في جنوب شرق فرنسا على ضفة البحر الأبيض المتوسط، و من أشهر مدن هذه المنطقة نجد مدينة نيس، كان، سانتروبيز، تولون و مارسيليا. و هي مدن مشهورة بالمنتجعات السياحية.
سميت المنطقة بـاسم “كوت دازيور” نسبة إلى الكتاب الذي أصدر الكاتب ستيفان ليغار “Stephen Liégeard”، والذي أطلق عليه إسم “Cote d’azur” في سنة 1887م.
تمتد المنطقة من كاسي “بوشي دو رون” على الحدود الإيطالية، و هي جزء من جهة “ألب كوت دازور” وتحدها الحدود الساحلية و إمارة موناكو. و من أشهر مواقعها هناك “سان تروبيه” و “أنتيب” و “كان” و “نيس” و موناكو مينتو”. و نجد في مناطقها النائية جبال الألب البحرية و كتلة “ديمور” الصخرية الجبلية، و تتميز المنطقة بالصخور الحمراء على الخط الساحلي.
يسكن في المنطقة العديد من الشخصيات البارزة الفرنسية و العالمية، و تعرف بعدد كبير من السكان المتقاعدين، كما تضم عدة مناطق شعبية للترفيه للسياح من فرنسا و من خارجها منذ القرن الثامن عشر. و تعرف اكتظاظا كبيرا أثناء موسم الذروة سواء في المدن أو الشواطئ، فتشهد المدينة العديد من الاختناقات المرورية. و تعتبر كوت دازور هي المنطقة التي يوصى بها كمقصد سياحي في المواسم المنخفضة.