الاكتئاب الذهاني ،

يتمثل في أعراض الاكتئاب الرئيسية وهو يصيب نسبة تقدر ب15%-19% من مرضى الاكتئاب الرئيسي ، ويعد من الحالات النادرة جدا التي تصيب النساء في اكتئاب ما بعد الولادة والتي لا تتعدى 1% من الحالات ، تزداد حدة الاكتئاب الذهاني عندما تصبح أعراض الاكتئاب أكثر حدة وخاصة في الحالات التي تتعرض لخطر الانتحار ، التوهم ،مع مخاوف أخرى وضعف الإدراك .

يدعي بعض الأطباء أن الاكتئاب الذهاني ليس نوع من أنواع الاكتئاب الرئيسي إنما هو اضطراب منفصل استناد على الاختلافات العصبية الواضحة بين الحالتين ، فيما يرفض البعض الآخر هذا الرأي ويرى الصلة بين الاضطرابات المزاجية والنفسية في الحالتين .

أعراض الاكتئاب الذهاني :

تنقسم أعراض الاكتئاب الذهاني لتشمل الأعراض التي تتطابق مع الصفات الاكتئابية مثل فقدان القدرة على الكلام ، الاهمال الذاتي الشديد ، أنواع الوهم التي تتطابق مع الشعور بالحزن واليأس ، وأعراض أخرى ذهانية تتناقض مع الأعراض الاكتئابية مثل الشعور بالعظمة والقوة المفرطة , بالإضافة لعدة أعراض هي :

–

تقلب المزاج بشدة .

–

الهلوسة والوهم .

–

سماع ورؤية أشياء لا وجود لها .

–

القلق .

–

الاضطراب العقلي .

–

أحلام مرعبة متكررة .

–

أرق مزمن .

–

الإمساك .

–

الإعاقة الفكرية .

–

اللامبالاة وعدم الاهتمام .

–

التعب المفرط والجمود الجسدي .

–

زيادة مفرطة أو نقص في الدافع الجنسي .

–

الميول الانتحارية بين الحين والآخر .

–

عدم التعبير عن المعاناة والأعراض التي تصيب المريض مما يصعب التشخيص .

التشخيص والعلاج :

يشكل الاكتئاب الذهاني تحديا كبيرا للعلاج فيما يتعلق بالتشخيص والقدرة على التمييز بين الاكتئاب الذهاني وحالات الفصام المختلفة ، إذ تتشابه أعراض الاكتئاب مع الأعراض الذهانية إلى جانب الأعراض السريرية لانفصام الشخصية ، لذا يعد التشخيص الصحيح للاكتئاب الذهاني مما يحدد العلاج واحتمالات الشفاء ، كما يرتبط بنوع العلاج الذي يعتمد على دمج الأدوية المضادة للذهان مع الأدوية المضادة للاكتئاب والتي يتم وصفها بالتعاون مع طبيب الأمراض النفسية ، إلى جانب العلاج بالصدمات الكهربائية ، أو الجلسات النفسية .

قد لا تستجيب حالة الاكتئاب الذهاني للعلاج لعدة مرات بالرغم من حدوث تحسن مؤقت والذي يتبعه تدهور الحالة ، مع احتمالية اقدام المريض على الانتحار مما يستوجب دخول المريض لإحدى المستشفيات النفسية لفترات مختلفة والتدخل العلاجي السريع ، وخاصة في حالات الاكتئاب الذهاني التي تصيب اكتئاب ما بعد الولادة والتي تحتاج للعلاج بشكل مصيري قلقا على الأم وسلامة الطفل .

علاج الاكتئاب الذهاني :

العلاج الدوائي :

يحتاج مريض الاكتئاب الذهاني للعلاج المكثف في المستشفى تحت المراقبة الطبية المناسبة ، وينقسم العلاج إلى قسمين مختلفين : الدواء والعلاج الكهربائي المتشنجة ، وتتمثل الأدوية العلاجية في العقاقير المضادة للاكتئاب والمضادة للذهان ، والتي تكون فعالة في الجمع بين أعراض هذا الاضطراب ، والتي لابد أن تكون تحت اشراف طبي صارم ومتابعة الأعراض الجانبية الخاصة بكل منها .

العلاج بالصدمات الكهربائية ECT :

وتستخدم عند فشل العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للذهان والتي لم تحقق النتائج المرجوة منها ، وتطبق باستخدام أقطاب كهربائية لتوصيل التيار الكهربائي على فروة الرأس مما يسبب تشنجات ، والتي تقوم باطلاق مواد كيمائية عصبية في الدماغ ، وتستمر هذه الجلسة الكهربائية 30-90 ثانية ، ويتم تكرارها من 6-10 مرات ويتم تطبيقها تحت التخدير لتقليل الألم ، وتعد من الخيارات العلاجية الأسرع والأكثر فعالية في حالة الاكتئاب الذهاني ، والتي تعمل على السيطرة على فقدان الذاكرة الذي يصيب المريض على المدى القصير عادة وهو ما يعمل على انتعاش الذاكرة عند متابعة العلاج الذي يستغرق نحو عام تقريبا .

العلاج بالتحفيز المغناطيسي TMS :

يتم تحفيز عصب مسارات محددة بتطبيق مجال كهرومغناطيسي على القشرة ، ويعد هذا العلاج البديل المناسب للعلاج بالصدمات الكهربائية ، والذي يتميز بعدم وجود آثار جانبية مثل فقدان الذاكرة على المدى القصير والذي ينتج عن العلاج الكهربائي .