مفهوم العبودية الحديثة

بالطبع جميعنا نعتقد ان زمن العبودية وشراء الرقيق انتهى ولكن في الحقيقة هذه اكبر كذبة يمكن الاقتناع بها فهناك ما يزيد عن 36 مليون شخص حول العالم يعيشون في العبودية تحت مسمى ” العبودية الحديثة ” … العبودية تحت اي مسمى سوء العبودية قديما او العبودية الحديثة فجميع المسميات تعبر عن حال واحد فقط وهو ان يسلب من الشخص حريته ويصبح مصيره في يد مالكه او الشخص الذي اشتراه او مدين له باموال …الان في ظل ان جميعنا نرى الحياة باللون الوردي ونتفاخر ونتبهى باننا تحررنا من الرق والعبودية يوجد 2 مليون باكستاني يعيشون في عصر العبودية الحديثة …. حيث ان هناك مجموعة كبيرة من الاطفال تعرضوا الى العبودية بسبب انهم يسعون الى سداد ديون اهلهم او احيانا ديونهم الخاصة ومثال على ذلك هؤلاء الاطفال الذين يعملون في مصنع مفتوح على أطراف حيدرآباد التي تقع على بعد مسافة 144 كيلومتر عن شمال كراتشي .. هؤلاء الاطفال مُجبرين على الوقوف أمام المداخن التي يصدر عنها انبعاثات ضارة جدا تؤدي بحياتهم من اجل وضع كثل الطين بداخل قوالب مستطيلة ومن ثم يقومون برصها في صفوف .



قصة رانجان الذي يعاني من العبودية الحديثة


ومن اشهر الاشخاص التي تعرضت الى العبودية الحديثة طفل يدعى ” رانجان “… هذا الطفل استدان مبلغ من المال من مدير الفرن الذي كان يعمل به ولكن لم يستطيع رانجان ان يقوم بسداد هذا الدين فاجبره المدير على العمل بداخل الفرن لمدة 40 عام من عمره وكان عمله عبارة عن صناعة 1000 طوبة بالطريقة السابق ذكرها مقابل دولار واحد فقط وكان رانجان يقوم بسد دينه من هذا الدولار لانه كان مستدان بمبلغ 800 دولار … ومن اصعب ماقاله رانجان انه لن يتخلص من هذا الدين وسوف يظل عليه حتى ان يموت وبذلك فهو لن يترك حياة العبودية ابدا .



ابحاث حول العبودية الحديثة


طبقا للابحاث التي تمت من خلال حملة أسترالية وهي حملة ” Walk Free Foundation ” … اتضح ان اكبر نسبة من العبودية الحديثة توجد في باكستان حيث ان باكستان تحتل المركز الثالث بين الدول التي يوجد بها نسبة كبيرة من العبودبة … معظم الاشخاص الذي يتم استعبدهم يعملون في ” صناعة الطوب ، و الزراعة. ” ..

هناك عديد من المنظمات حثت على التخلص من العبودية الحديثة والعمل على تقلصها وقامت بتقديم نصائح الى الحكومة ان تتولى امر مصانع الطوب والافران وان تضع حد للعبودية وتسن قوانين لها وان تعمل على رفع اجور العمال الذين يعملون في مجال الطوب والزراعة .

تم تأسيس نقابة من اجل الاهتمام بالاشخاص الذين يتعرضون الى العبودية الحديثة في كل انحاء العالم … قام بتأسيس هذه النقابة ” بونو بيل ” وهذا المدير اكثر شئ اثار انتباه هو ان الاشخاص التي تعمل في مجال صناعة الطوب لم يكن لهم اسماء بل يطلقوا عليهم مجموعة من الارقام وعندما سأل احدى الاشخاص عن اسمه قال له رقم ومن ثم قال له أسال المدير عن اسمي …وهذا الشئ اغضبه كثيرا خاصة لان هؤلاء الاشخاص سلب منهم حتى اسمائهم اي ابسط شئ يمتلكه اي شخص .


معلومات خطيرة عن العبودية الحديثة


هناك منظمات كثيرة تعاطفت مع العبودية الحديثة وحاولت ان تقوم بالحد من العبودية التي وصل عددها الى 36 مليون شخص … ومن ابرز هذه المنظمات منظمة ” فلتمشِ بحرية ” وهي من اهم المنظمات التي تم انشائها خصيصا من اجل مشكلة العبودية الحديثة … من خلال الاحصاءات التي قدمتها هذه المنظمة اتضح ان نسبة العبودية الان زادت اضعاف عن نسبة العبودية قديما … ولعل من اهم الاسباب التي يرجع اليها ظهور العبودية مرة اخرى هو ” زيادت اعداد السكان بشكل ضخم وخصوصا في الدول النامية … التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي الى الهجرة … انتشار الفساد الحكومي ” .

هناك معلومات كثيرة تؤكد على ان هناك ارتباط كبير جدا بين العبودية و الحكم الروماني و المزارع الأمريكية ولكن هذا كان قديما … أما الان فأن هناك ارتباط كبير بين كلمة العبودية الحديثة وكل من ” هاييتي، والهند، وباكستان ” و المزعج في الامر ان العبودية في هذه الدول يعاني منها الاطفال بشكل كبير جدا .

هناك دول عديدة في جنوب الصحراء الأفريقية تعاني ايضا من العبودية الحديثة حتى ان نسبتها وصلت الى 0.7% من السكان ..أما في اوربا الشرقية وجنوب شرق آسيا فلقد انتشرت ايضا العبودية والمتاجرة بالنساء و الاطفال .