قصة الممرضة ” اميرة اسماعيل ” التي انقذت 7 اطفال في حريق مستشفى جازان
كثيرة هي قصص البطولة التي نسمع عنها بين الرجال ، فطبيعة الرجل وأخلاقياته تحتم عليه بأن يسارع إلى مد يد العون لمن يحتاج إليه ، فتكوينه البنيوي وجرأته وقوته التي يتصف بها ويتميز بها عن المرأة تجعله قادرا لخوض تجارب بطولية قد تكون خارقة في بعض الأحيان ، وفي المملكة يتميز رجالها بالشهامة والشجاعة ، حيث نجدهم في أوائل الصفوف عند طلب المساعدة ، يحاولون إنقاذ الأشخاص من مخاطر قد تصيبهم ، وهذا مألوف لدى الرجل السعودي ، ولكن ما هو ليس مألوف أن نتفاجأ بقصص بطولية لنساء سطرت شجاعتهن وجرأتهن في التاريخ ، فالمرأة السعودية تثبت يوما عن يوم بأن لديها القدرة لأن تتساوى مع الرجل في مهامه وشجاعته ، وفي السنوات الأخيرة صرنا نسمع عن قصص بطولية كان أبطالها من النساء ، فمنذ أسابيع قليلة فقط سردنا قصة المعلمة التي أنقذت شبان إثر حادث سير تعرضوا له ، وقبلها سمعنا عن ممرضة أنقذت حياة أحد المصابين جراء طلق ناري في إحدى المولات التجارية ، وهناك العديد من القصص المشرفة لنساء سعوديات أصبحن حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لشجاعتهن وأعمالهن البطولية .. وقصة اليوم ، مشاهبة لتلك القصص البطولية ، فهي قصة بطلة تدعى ”
اميرة اسماعيل
” غامرت بسلامتها وحياتها من أجل إنقاذ أطفال من نيران الحريق الذي شب في مستشفى جازان العام والذي أسفر عن العديد من الوفيات والمصابين ، إلا أن هذه الممرضة البطلة استطاعت وبكل شجاعة وحزم من إنقاذ هؤلاء الأطفال دون أن تكترث لأي مخاطر قد تتعرض لها من النيران التي كانت منتشرة في كل مكان ، فأثبتت بالفعل بأنها ” ملاك الرحمة ” كما يطلق على مهنة الممرضات .. إليكم تفاصيل القصة كاملة في مقالنا أدناه .
الممرضة اميرة إسماعيل تنقذ 7 أطفال من النيران :
تعمل الممرضة أميرة إسماعيل ممرضة في قسم الحضانة بمستشفى جازان العام ، وقد كانت متواجدة أثناء اندلاع الحريق الهائل الذي التهم أقسام من مستشفى جازان فجر يوم الخميس في الساعة الواحدة ليلا ، وقد كانت الممرضة أميرة جالسة بجانب زميلاتها في المستشفى قبيل الحريق ، وأخبرتها صديقتها بأنها تشم رائحة دخان في المكان إلا أن أميرة لم تعر ذلك انتباها لاعتقادها بأن زميلتها يتهيأ لها ذلك ، ولكن بعد تكرار كلام صديقتها وإلحاحها بأن هناك رائحة فعلا منبعثة بالدخان ، خرجتا للتأكد وإذ بهما يشمان رائحة الدخان تخرج من غرفة عاملات النظافة التي يوجد بها أدوات النظافة كاملة ، وفجأة شاهدنا حارسات الأمن يصرخن بأن هناك حريق وأمرن بأن يخلي الجميع المكان .
وعندها ، نظرت أميرة إلى غرفة حضانة الأطفال فوجدت بأن هناك حريق خلف زجاج الحضانة والدخان يغطي الزجاج بالكامل ، فلم تتمالك نفسها وأخذت تبكي كثيرا ورفضت أن تخرج قبل أن تنفذ الأطفال الذين بداخل الحضانة ، فطلبت من الأمن كسر باب الحضانة ودخلت لتخرج الأطفال الذين كان عددهم سبعة حيث تصرفت بسرعة وذكاء وفقا لما يتطلبه الموقف وغطت أربعة أطفال بشرشف وكأنه مهاد ، وطلبت من المتواجدين إخراجهم بسرعة من المستشفى ، ثم حملت طفل آخر وأعطته لمزيتها والثاني أعطته لأحد الموظفين ، والثالث حملته بنفسها وأخرجته من الحضانة ، ثم سارعت فورا إلى العناية المركزة وتفاجأت بأن الباب مغلق ولم يكن لدى الطاقم الطبي أي علم بالحريق ! ، فطرقت الباب عليهم وأخردت الطفل الذي كان يرقد بالعناية المركز .
عن صحة الأطفال :
لقد خرج الأطفال جميعهم بفضل الله تعالى وبفضل الممرضة أميرة إسماعيل وهم في كامل صحتهم الجدية ولله الحمد ، حيث استطاعت الممرضة من إنقاذهم قبل أن تصلهم نيران الحريق ودخانه .
رد فعل أميرة بعد الحادثة :
وعن تجربتها حول الفاجعة التي شاهدتها بعينها ، تقول أميرة في حوال لها عر إحدى الصحف بأنها لن تنسى المنظر المأساوي التي شاهدته للمصابين والمرضى من كبار السن يصرخون وهم بداخل النيران ويطالبون بالنجدة ، وقد أثر هذا الموقف في نفسها كثيرا وحتى الآن لم تتمكن من نسيان ما شاهدته وتستحضره يوميا وكأنه حدث للتو .
ابطال الحد الجنوبي يكرمون أميرة إسماعيل :
في لفتة رائعة من قبل أبطال الحد الجنوبي جنود الوطن البواسل ، قاموا بتكريم الممرضة أميرة إسماعيل بطريقتهم الخاصة ، نظير عملها البطولي في إنقاذ الأطفال السبعة من حريق جازان ، حيث دونوا على سبعة مقذوفات خاصة لردع الميلشيات الحوثية اسم الممرضة أميرة إسماعيل ، وقد كُتب عليها ” اميرة إسماعيل بطلة كارثة جازان ” .