رسميا ايران تعتذر .. والسعودية ” لا نريد اعتذارا “

يبدو أن قرار مملكة الحزم في عزل السعودية سياسيا واقتصاديا أدى إلى عواقب وخيمة لإيران ، لم يقتصر العزل على السعودية فقط ، بل هناك العديد من الدول التي أيدت قرار المملكة في قطع علاقاتها مع إيران ، فكان أول من بادر في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة التي أيدت القرار وعملت على خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى القائم بالأعمال ، وكذلك هو الحال مع مملكة البحرين التي أعلنت عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران ، والسودان أيضا قامت بطرد السفير الإيراني من بلادها ، وواجهت إيران هجوما عنيفا وتنديدا بما قامت به من اختراقات للبروتوكولات والمواثيق الدولية التي تنص على حماية سفارات الدول ومنسوبي بعثاتها أيا كان خلافها مع الدولة ، إلا أنها لم تكترث إلى هذه المواثيق والاتفاقيات ، فواجهت شجب وندب من معظم المجتمعات والمنظمات الدولية أهمها مجلس الأمن الذي عبر عن استيائه ورفضه التام لاقتحام السفارة السعودية والقنصلية العامة في إيران واعتبرته اعتداء وهجوم سافر ، وتدخل في الشئون الداخلية للسعودية وهذا ما يرفضه قوانين وأعراف مجلس الأمن وكافة المنظمات الدولية .


غضب شعبي ضد حكومة ايران :


لم تواجه إيران كم الغضب الهائل الذي وقع عليها إزاء تصرفاتها العدوانية اتجاه السعودية ، فحتى مواطنيها شنوا هجوما عنيفا ضد النظام الإيراني السافر ، حول التصريحات المعادية والتهديدات التي أطلقها وزير خارجيتها ، وتصرفها اللالا مسئول حول عملية الهجوم على السفارة السعودية والقنصلية والتي أدت إلى قطع العلاقات السعودية والإيرانية وبالتالي حظر سفر مواطنيها إلى السعودية وتوقف الرحلات من وإلى إيران ، وبالطبع هذا أدى إلى ضرر كبير لرجال الأعمال والتجار في إيران والمواطنين على حد سواء ، وكان ذلك واضحا في تعليق عدد كبير من الإيرانيين على موقع وكالة فارس الالكتروني وغيرها من المواقع الالكترونية الفارسية الأخرى حول الإعلان عن خبر قطع العلاقات السعودية والإيرانية ، واعتبروا أن هذه التصرفات من قبل السلطات الإيرانية غير محسوب وتبعات هذا القرار سيؤدي بالضرر على الشعب الإيراني ومصالحه ، وحملوا الحكومة الإيرانية المسئولية الكاملة إزاء مواقفها المعادية للمنطقة .



ايران تعتذر للسعودية :



يبدو أن إيران بدأت تدرك ما مدى خطورة تعديها وهجومها السافر على السعودية بغير وجه حق ، ورأت أن مصالحها ستضرر بشكل كبير إزاء قطع العلاقات مع بعض الدول على رأسها السعودية ، والاستنكار الكبير الذي واجهته أمام مواقفها العدوانية وموقفها اتجاه الهجوم على السفارة السعودية .

فقد أرسلت إيران برسالة إلى مجلس الأمن الدولي ، تعلن فيها عن اعتذارها وأسفها الرسمي للمملكة العربية السعودية حول الاعتداء على سفارة المملكة ، وتعهدت بأنه لن يتكرر هذا الاعتداء على البعثات الدبلوماسية ومبنى السفارة ، كما ذكرت في رسالتها بأنها ستبذل جهدها لاعتقال ومحاكمة كل من تورط في عملية الاقتحام والهجوم من قبل وزارة الداخلية والسلطة القنصلية المختصة ، على أن تقوم بمتابعة القضية من جميع الجوانب .


السعودية .. لا نريد اعتذارا :


أعلن مندوب المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة ” عبدالله المعلمي ” في مؤتمر صحفي عقد في صباح يوم الثلاثاء 5/1/2016 ، أن الهجوم على السفارة السعودية في إيران يعد من أكبر الانتهاكات الإيرانية ، وقد أعرب عن أمله بأن يتم إصدار بيانا من قبل مجلس الأمن يدين به الاعتداءات الإيرانية السافرة على المملكة وتدخلها في شئونها ، كما أضاف قائلا ” لا نريد اعتذارا من إيران ، وإنما نريد أفعالا لوقف الانتهاكات ” وجاء ذلك ردا على اعتذار إيران للمملكة العربية السعودية .


مواقع التواصل الاجتماعي :


اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي فور الإعلان عن خبر اعتذار إيران للسعودية ، وقد أعرب الناشطون عن فرحتهم العارمة إزاء هذا الاعتذار الذي اعتبروه اعتذارا مذلا من إيران وهذا يعد نصرا ساحقا للسعودية ، وذلك من خلال هاشتاق أطلقه المغردون بعنوان ” #ايران_تعتذر_للسعوديه ” ، وقد تصدر الهاشتاق أعلى الوسوم تداولا في السعودية ودول الخليج العربي .