لماذا تم اختيار إنتحاري مولود بالسعودية لتنفيذ الهجوم الإرهابي في اسطنبول ؟

أعلنت الصحف و وسائل الإعلام التركية بأن منفذ الهجوم الانتحاري في مدينة

اسطنبول

يوم الثلاثاء 12 يناير هو نبيل الفضلي ويبلغ من العمر 28 عاما و هو سوري مولود في السعودية. فيما أفاد مكتب محافظ اسطنبول بأن حصيلة التفجير الذي هز صباح الثلاثاء ميدان السلطان أحمد في قلب المدينة و أبرز معالم تركيا السياحية، وصلت إلى حوالي 10 قتلى و 15 مصابا.


من المستهدف في العملية ؟


و صرح مكتب محافظ اسطنبول بأن التفجير وقع على الساعة العاشرة و الربع صباحا، و مازالت التحقيقات مستمرة لمعرفة نوع المادة المتفجرة التي استخدمت و العبوة الناسفة و تحديد هوية مرتكبي الجريمة الآخرين. وفي هذه الأثناء كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد على وجود عدد من السياح الأجانب بين القتلى العشرة في التفجير ، الذي كان يستهدف السياح وسط ميدان السلطان أحمد و ساحته في اسطنبول بينما اكد أن منفذ العملية هو انتحاري سوري الجنسية.


الانتحاري نبيل الفضلي


من المتهم في هذه العملية الإرهابية؟


لم يوجه أردوغان أصابع الإتهام إلى جهة معينة لكنه صرح بأنه لا يفرق بين داعش و حزب العمال الكردستاني و أي تنظيم إرهابي. و خلال كلمته التي بثها التلفزيون التركي اكد أنه يدين هذ الهجوم الإرهابي الذي نفذ من طرف انتحاري سوري الأصل.


من المصابين الذين تأكدت هويتهم ؟


أكد وزير الخارجية الألماني “فرانك فالتر شتاينماير” بأن من بين الجرحى هناك مواطنين ألمان، فيما تأكدت القنصلية الكورية الجنوبية أن أحد رعاياها على الأقل من ضمن المصابين في العملية الإنتحارية. و من جهة أخرى أكدت وزارة الخارجية النرويجية بأن أحد المصابين في الهجوم حامل للجنسية النرويجية.

و في نفس اليوم تم نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة كما قامت الشرطة التركية بفرض طوق أمني حول الميدان و منعت كل المواطنين و السياح من الإقتراب منه. فيما طلبت وزارة الخارجية الألمانية من رعاياها الألمان المتواجدين في تركيا إلى الامتناع عن زيارة الأماكن المكتظة في اسطنبول و زيارة المعالم التاريخية تفاديا لأي إحتمال إرهابي.


ساحة السلطان أحمد


لماذا تحدث أردوغان عن الازمة في وقت الهجوم ؟


الجميع سيطرح السؤال، لماذا تم اختيار انتحاري سعودي المولد في ظل الأزمة التي تعيشها المنطقة بسبب الخلاف بين السعودية وإيران؟ و هل يعقل أن يكون الأمر مجرد صدفة ؟ ألا تبدو العملية محاولة إيرانية لجر الدولة التركية إلى صفها في ظل التزام أردوغان الصمت تجاه أزمة نمر النمر ؟

ربما يكون الجواب في تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخير الذي جاء بعد هجوم اسطنبول. حيث صرح الرئيس التركي بأن إيران تحاول أن تشعل عملية خطيرة جديدة في المنطقة و رحج أن تكون الازمة الأخيرة بين إيران و السعودية جزءا من استراتيجيتها لخلق أزمة في المنطقة. و في نفس الكلمة التي ألقاها أمام مؤتمر للسفراء الأتراك في دول العالم و الذي انعقد في أنقرة، قال أن طهران تحاول استغلال الإختلافات الدينية لتحويلها إلى نزاع إقليمي.


ما علاقة روسيا بالأزمة الإقليمية ؟


و لم يتوقف أردوغان عند هذا الحد بل اتهم روسيا كذلك بسبب قصفها لمناطق للأبرياء و ليس داعش كما تدعي، كما اتهمها بمحاولة إقامة دولة في اللاذقية و استهداف المقاتلين التركمان. و يذكر أن تركيا سبق لها أن استدعت السفير الإيراني في أنقرة بسبب تقارير إعلامية إيرانية تتحدث عن الدور المزعوم لأردوغان في الإعدامات التي قامت بها السلطات السعودية في حق متهمين بالإرهاب بما فيهم الداعية نمر النمر المناصر للشيعة.

و من جهة أخرى قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “جون كيربي” بأن بلاده لن تقوم بتهدئة السعودية بعد الأزمة الدبلوماسية التي تواجهها مع إيران، لأن من حق السعودية الدفاع على منشآتها و لأن أمريكا تدين الإعتداء على الممتلكات الدبلوماسية السعودية في إيران.