نجاة فالو بلقاسيم أول و أصغر وزيرة مغربية للتربية في فرنسا

ولجت نجاة فالو بلقاسيم الساحة السياسية من بابها العريض للحزب الاشتراكي في فرنسا. فسطع اسمها كالبرق و تمكنت بحنكتها أن تحصل على الدعم الخاص من الرئيس فرانسوا هولاند و ثقته المطلقة في قدراتها. و لكن ما هو السر الحقيقي في نجاح نجاة فالو بلقاسيم التي تعتبر أول امرأة تصعد إلى عرش وزارة التربية في فرنسا و تحصل على المركز الثالث في ترتيب حكومة مانويل فالس؟ إن السر هو أن بلقاسيم لم تقبل يوما بالمرتبة الثانية، كما وصفها معلموها في المدرسة الرسمية بأنها كانت ذات نظرة مستقبلية تخطط دائما و لا تتهاون في حقوقها المدنية في فرنسا.




متى جاءت الفكرة ؟


يقول رفاق نجاة انها قطعت عطلتها مع أصدقائها في إسبانيا سنة 2002 حين عرفت أن “جان ماري لو بان” ترشح لدورة إنتخابية ثانية. لم ترغب بأن تكون محايدة بل توجهت إلى الصناديق و صوتت لجاك شيراك. تقول نجاة بهذا الصدد أنها منذ ذلك الوقت شعرت أنها لا يمكنها أن تبقى متابعة فقط للانتخابات بل يجب عليها أن تنخرط فيها إلى أقصى درجة.


ماذا عن حياتها الخاصة؟


ولدت نجاة سنة 1977 لوالد مغربي و أم جزائرية في بلدة تسمى “بني شيكر” في إقليم الناظور. ترعرعت نجاة فالو بلقاسيم في جبال الريف المغربي في إحدى المزارع الكبيرة المعزولة التي لم يصلها يوما الماء أو الكهرباء و ترجع لملكية جدتها و عاشت بها مع أعمامها و أسرهم. أما والد نجاة “أحمد” فهو ثالث الأبناء ين إخوانه. قرر الأب أن يهاجر للبحث عن لقمة العيش في مدينة أميان في شمال فرنسا، وترك خلفه زوجته و ابنته نجاة و اختها فتيحة و 5 أبناء ذكور. في سنة 1980 استطاع أن يؤمن عملا في مجال البناء فانتقلت الأسرة للعيش معه في فرنسا. ولجت نجاة مدرسة رسمية و كانت بعد الظهر تذهب إلى مركز للتطريز و الخياطة و هي فرصة لنساء المهاجرين للإندماج في المجتمع الفرنسي.


كيف دخلت عالم السياسة ؟


لم تحصل بلقاسيم على فرصة لولوج المعهد العالي للإدارة في فرنسا. لكنها بعد أن حصلت على الجنسية في سن الرشد التحقت بمعهد العلوم السياسية في باريس سنة 2000 بعد إتقانها للغة الفرنسية. تعرفت على بوريس فالو وتزوجته سنة 2005 وانجبا توأما هما لويس و نور. و قبل هذا و في سنة 2002 التحقت بالحزب الإشتراكي الفرنسي في حين كان يشغل فالو منصب الأمين العام في منطقة “سون إيلوار” و مدير ديوان مكتب وزير الإقتصاد الأسبق أرنو مونتبورو. عمل فالو بصمت و حاول قدر الإمكان تسليط الضوء على زوجته التي عملت بعد التحاقها بالحزب كمستشارة في ديوان رئيس بلدية ليون،”جيرار كولومب” الذي كان حينها عضوا في مجلس الشيوخ. كلفها كولومب بمهمات لتعزيز الديمقراطية في الأحياء الشعبية لمدينة ليون و مقاومة التمييز العنصري و البحث عن مساكن للشباب و توفير فرص عمل لهم. تعرفت بعدها إلى سيغولين رويال و أصبحت ثالث متحدثة رسمية بإسم حملتها ثم اختارها فرانسوا هولاند كناطقة رسمية لحملته الانتخابية سنة 2012.


كيف وصلت إلى قصر الإليزيه ؟


في سنة 2012 تم تعيينها كوزيرة لحقوق المرأة و الناطقة الرسمية باسم حكومة جان مارك إيرولت. وضعت نجاة بلقاسيم نصب عينيها و هي تجذب الفرنسيين بشخصها و قدرتها على القيادة، قائمة لتحقيق المساواة بين الرجل و المرأة و منع التحرش و العنف الأسري و الدعارة و هو الذي أثار حولها ضجة لدى البعض. في سنة 2014 تم تعيينها كوزيرة لحقوق المرأة و الرياضة و الشباب في حكومة مانويل فالس. واجهت عاصفة استقالة لثلاث وزراء من اليمين ببرودة أعصاب أثار إعجاب الكثيرين. عندما بلغت 37 عاما تم تعيينها وزيرة للتربية. هكذا دخلت لقصر الإيليزيه و هي اليوم مسؤولة عن أكثر من 12 مليون طالب و مليون مدرس و موظف و 64 ألف مدرسة. و تعمل الآن على إعداد جيل نخبوي يجيد عدة لغات و يحب القراءة.