من المنتظر أن تقوم شركة بريطانية بتفعيل سياسة “الدورة الشهرية” التي تعطي فيها إجازة للمرأة خلال الدورة الشهرية. و الهدف من هذه المبادرة الجديدة هي احترام حاجيات المرأة الطبيعية العاملة من أجل الحصول على مناخ عمل أكثر نشاطا و إنتاجية. و من الممكن أن تكون شركة ” Coexist ” هي أول شركة من نوعها التي تقوم بتفعيل هذه المبادرة الجديدة، حسب ما أعلنت صحيفة “دايلي ميل” البريطانية في تقرير تم نشره هذا الأسبوع.

ما الدافع لهذه المبادرة؟

و من أهداف مديرة الشركة بيكس باكستر التي يعمل لديها 31 موظفا من بينهم 7 رجال في مجموعة “Coexist” أن يتم تغيير الحساسية التي تحيط بقضايا النساء خصوصا. حيث قالت بيكس البالغة 40 عاما أنها عملت لمدة سنين طويلة في إدارة الكثير من العاملات، و شاهدت أن النساء يقمن بعملهن رغم شعورهن بآلام شديدة تنتج عن الدورة الشهرية. و رغم هذا فإنهن لا يوافقن على العودة إلى المنزل لأنهن لا يحسبن أنفسهن مريضات.

تفهم الرجال لآلام النساء

و تقول بيكس أن عمل شخص يشعر بآلام ليس منصفا، ففي مجموعتها كو إكزيست متفهمون للغاية. فعندما يشعر احد الأشخاص بآلام كيفما كان نوعها يشجعونه على العودة إلى المنزل، مما يستلزم وجود سياسة تمنح المرأة الحق في الحصول على إجازة أثناء دورتها الشهرية دون أن يتم وضع الحالة في إطار مرضي.

أغلب العاملين في كو إكزيست الموجودة في بريستول هن نساء، و اتفقت المجموعة على إقرار الآلام الشهرية التي تتعرض لها الكثير من النساء، و تهدف بذلك إلى تحقيق زيادة في الإنتاجية. و رغم أن هناك مفهوم خاطئ يتجسد في أن الحصول على إجازة ينقص من الإنتاجية إلا أن الواقع في الأمر أن هذه المبادرة تعمل على تحقيق التوافق بين العمل و الدورات الطبيعية لجسم الإنسان.

سخاء نحو المريض

عندما تكون المرأة في دورتها الشهرية فمن الطبيعي أن تشعر بالخمول ، مما يستلزم أن تحصل على الدفء و التغذية حسب بيكس. و تكون قمة إنتاجية المرأة في نهاية الدورة حيث تصل إلى 3 أضعاف المعتاد. و تقول بيكس أن الموضوع متعلق بالقلب، فهي تعاني من تقلصات شهرية مؤلمة. و تضيف أن فريقها شديد السخاء حيث أنها تستطيع أن تحصل على إجازة عندما تحتاج ذلك و لكنها تعوضها في المرة القادمة. و رغم عدم وجود أي خطوط رسمية للمبادرة إلا أن العاملون لديها من كلا الجنسين رحبوا بالفكرة و تحمسوا لها.

و تقول بيكس أن هناك حضرا لفترة طويلة على الدورة الشهرية، حيث أن لديها نساءا من العاملات في الشركة يشعرن بالخجل من الاعتراف بآلام الدورة. لذلك تريد أن تقضي على الخجل و تستبدله بالإيجابية خصوصا بعد تحمس كل من الرجال و النساء للفكرة خاصة الشباب منهم.

العمل دون ألم يفيد العمل

و يصرح أحد العاملين لدى شركة بيكس أنه لو كان الرجال يعانون من آلام الدورة الشهرية لكانت تمت مناقشة هذه السياسة بشكل سريع، ذلك أن الأمر لا يتعلق بحصول الشخص على إجازة بسبب الألم فقط بل تشجيع العاملات على الظهور بالصورة المثلى. فإذا كان الشخص يعمل على طبيعته فسيتمكن من استثمار إبداعاته و ذكاءه بشكل أكبر و هو ما يزيد من مردودية العمل بشكل أكبر.

إجازة مدفوعة الأجر

هذه ليست أول مرة تظهر فيها هذه المبادرة، فقد بدأت إجازات الدورة الشهرية في اليابان سنة 1947، كما أصدرت كل من كوريا الجنوبية و تايوان و إندونيسيا قوانين تمنح المرأة الحق بالحصول على إجازة من العمل عندما تتعرض للدورة الشهرية. في حين وافقت مقاطعة أنهوي الصينية على منح النساء إجازة شهرية مدفوعة الأجر عند تقديمه لتقرير طبي يوضح ذلك. كما تعتبر شركة “نايك” للملابس الرياضية الشركة الوحيدة التي تعطي إجازة رسمية للعاملات في فترة الدورة الشهرية كقانون اجتماعي منظم للعمل في الشركة.