مخاطر سكري الحمل

أظهرت دراسة عن مرض السكري الحملي التي نشرتها المجلة الطبية البريطانية بعض النتائج المتفائلة للمساعدة في تقليل العدد المتزايد من حالات السكري الحملي. وأشارت المجلة إلى أن الباحثون كانوا قد وجدوا أن النساء الحوامل قادرات على الحد من الإصابة بمرض السكري الحملي بمقدار النصف، وأن النساء اللاتي ترغبن في الإنجاب أصبحن قادرات على الحد من الإصابة بهذا المرض بقدر أعلى مما سبق. وسكري الحمل هو حالة الحمل الأكثر شيوعا، حيث تختبر مرض السكري العديد من الأمهات أثناء الحمل، وخلافا لأشكال أخرى من مرض السكري فإنه يحل بعد الولادة. وذكرت الدراسة أن حوالي 8٪ من حالات الحمل في أستراليا تتأثر بسكري الحمل، على الرغم من أنه يعتقد أن العدد آخذ في الازدياد. بينما في الولايات المتحدة الأمريكية يؤثر سكري الحمل على ما يصل إلى 10٪ من جميع حالات الحمل.


ولكن ما المخاطر التي يشكلها سكري الحمل على كل من الأم والطفل؟


يمكن لسكري الحمل أن يحدث بعض الآثار الصحية على المدى القصير والطويل على حد سواء بالنسبة لكل من الأم والطفل. فالنساء اللاتي تعانين من سكري الحمل عرضة لخطر متزايد من

ارتفاع ضغط الدم

الحملي، وتسمم الحمل، ويمكن أن تعانين من داء السكري من النوع 2 في وقت لاحق في الحياة. سكري الحمل يزيد من احتمال وجود مخاطر كبيرة لإجهاض الطفل، وبعض الأطباء قد يصرون على تحفيز المخاض (والتي تزيد من

مخاطر الولادة القيصرية

) قبل تاريخ الاستحقاق (الولادة) المقدر. و يزيد لدى الأطفال خطر المعاناة من اليرقان، وانخفاض مستويات السكر في الدم بعد الولادة، وتطوير داء السكري من النوع 2 في الحياة في وقت لاحق. وإذا أصبحت القيصرية أمراً ضروري فيجب عليك أن تعلمين بأن هناك مضاعفات جراحية إضافية إلى القائمة أيضا.


نتائج الدراسة :

تلك الدراسة التي أجريت على مدار 10 سنوات على عينة قوامها 14.000 إمرأة من السيدات الحوامل مع تتبع الحالة الصحية ونمط الحياة لكل منهن وكان من بينهن  823 حالة من مرض السكري الحملي، أشارت نتائجها إلى أن أعلى عامل للإصابة  بمرض سكري الحمل كان زيادة الوزن (ما قبل الحمل مؤشر كتلة الجسم 25 أو أكثر) ذلك أن نصيب المرأة البدينة في الإصابة بسكري الحمل هو ما يقرب من أربع مرات مقارنة بالنساء التي يتمتعن بمتوسط مؤشر كتلة سليم لأجسامهن. كما وجدت الدراسة زيادة خطر الإصابة بسكري الحمل بالنسبة لأولئك اللاتي في الطرف الأعلى من نطاق مؤشر كتلة الجسم الطبيعي (23-24،9).

وحللت الدراسة كل من الوجبات الغذائية، وكمية النشاط البدني، وحالة التدخين من المشاركين، ووجدت أن كل عامل كان مرتبطا بزيادة خطر الإصابة بسكري الحمل. واعتبرت هذه العوامل جميعاً خطراً كبيراً للإصابة بسكري الحمل حتى بعد أن تم تعديل النتائج لعوامل الخطر الأخرى مثل التاريخ العائلي وعمر الأم.

ووجدت الدراسة أن الأثر التراكمي لعوامل نمط الحياة يساعد على تقليل خطر الإصابة بسكري الحمل؛ حيث كان لدى النساء اللاتي يتبعن نظاما غذائيا صحيا (كما هو مبين في الدراسة)، ويمارسن التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة أسبوعيا، ويتمتعن بمؤشر كتلة الجسم وأقل من 25 عاما، ولا يدخنون، كانوا 83٪ أقل عرضة لتطوير مرض السكري الحملي من النساء اللاتي لم تلبين أي من المعايير نمط حياة صحي.

وخلص الباحثون إلى أن ما يصل إلى نصف جميع حالات سكري الحمل يمكن تجنبها إذا حافظت النساء على نمط حياة صحي قبل الحمل. وبالنسبة للنساء الحوامل بالفعل يمكنهن إجراء تغييرات صحية لنمط حياتهن والتي تؤدي أيضاً إلى انخفاض فرصهن من خطر الاصابة بمرض السكري الحملي. وبالنسبة لهؤلاء النساء فيمكنهن اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية والابتعاد التام عن التدخين من أجل تقليل هذه المخاطر.


ملاحظة مهمة :

قبل أن تقومين بزيادة كمية التدريبات التي تفعلينها أو إذا كنت ترغبين في بدء ممارسة النظام الجديد أثناء الحمل، يجب عليك التأكد أولاً من الحصول على موافقة من طبيبك أو ممرضة التوليد أولا. أيضا يمكن أن يكون نظامك الغذائي غير آمناً خلال فترة الحمل، لذلك إذا كنت ترغبين في تغيير النظام الغذائي الخاص بك، تأكدي من التحدث إلى طبيبك وطلب المشورة من خبير التغذية المؤهلين.

كما يمكنك الاستغناء عن الأطعمة مثل السكر (في كل من المشروبات والأطعمة)، ومنتجات القمح التي قد تم معالجتها على سبيل المثال الخبز والمعكرونة البيضاء والحبوب والبطاطا البيضاء والبسكويت والكعك وغيرها، فكل ذلك يمثل بداية رائعة للمساعدة في تجنب مجموعة من المشاكل الصحية والمضاعفات والتي يتمثل بعضها في حدوث التهابات في الجسم والتي يمكن أن تتداخل مع الهرمونات وتحدث العديد من التأثيرات على الجهاز المناعي.