تسمى النرجيلة و الشيشة و الهوكا مهما كان اسمها فقد تم حظرها في مدينة تورنتو الكندية بسبب انتشارها الكبير في البلاد نتيجة لانتشار المهاجرين العرب في كندا. و قد أصبح اسم الأركيلة أو الهوكا مرتبطا بالعرب ارتباطا وثيقة حتى أصبح يعتقد الكنديون أن كل العرب يدخنون إن لم يكن اغلبهم و هذا فعلا ما يلاحظوه في شوارعهم بين أبناء الجالية العربية في كندا. هذا الانتشار الواسع للأرجيلة جعل الكثير من المواطنين الكنديين يجربونها مما دفع السلطات الصحية إلى إصدار قرار خاصة في مدينة تورنتو في مقاطعة أونتاريو المعروفة بالتواجد الكثيف للعرب بمنع تدخين الشيشة في الأماكن العامة .
خوفاً على الشباب
و طرح هذا القانون أمام الجهات الصحية و البلدية للتصويت عليه و هو ينص على منع الشيشة في كل الأماكن العامة بعد أن تبين للجهات الصحية الكندية مدة خطورتها على صحة الفرد و بالضبط على الشباب الذين يعتبرون أكثر مدخنيها. و في هذا الصدد يصرح “ديفيد ماكيون” المختص في الشؤون الطبية في مدينة تورنتو لوكالة سي بي سي الكندية أن خطرها يهدد صحة البشرية و هو ما جعل الجهات الكندية المعنية تصدر هذا القانون المانع لها. و تنتشر الهوكا بشكل كبير في الأسواق الكندية خاصة في المتاجر العربية كما يمكن شراؤها من خلال مواقع الإنترنت علما أن أسعارها مختلفة و تبدأ من 50 دولار كندي على الأقل.
هل هي أقل ضرراً من السجائر؟
“سارة بدر” هي طالبة سعودية مبتعثة في كندا في تخصص الطب الوقائي و كان جزء من دراستها للماجستير في كندا عن موضوع مخاطر التدخين و طريقة الإقلاع عنه. و قد صرحت أنه من خلال ما درسته و عملت به في مركز لندن اونتاريو للصحة و بالضبط في قسم مخاطر التدخين، وجدت أن هناك انتشار كبير للشيشة أو الأرجيلة بين شباب الجالية العربية في كندا و هو ما جعلها تنتقل للمجتمع الكندي سواء تعلق الأمر بالكنديين الذين تعلموها من المهاجرين العرب أو من الكنديين العاملين في الدول العربية الذين تعلموا استخدامها. و قالت انه في إطار الدراسات في مركز الصحة في لندن اونتاريو تبين للخبراء مدى الخطورة الكبيرة التي تشكلها الشيشة و التدخين بصفة عامة، مؤكدة أن المجتمع الكندي حريص على الابتعاد عن كل ما يضر بصحة أفراده.
مدخّن مؤيّد للقرار
!
يقول المهندس “ماهر بدر” و هو فلسطيني عامل في شركة للهندسة في كندا، أنه رغم كونه يدخن الأرجيلة خصوصا في الرحلات إلى الحدائق العامة إلا أنه يؤيد هذا القرار مائة بالمائة، حيث انه لا يروق له دخول المطاعم التي يدخن فيها البعض الشيشة رغم كونها مرخصة خاصة و انه يكون برفقة عائلته مؤكدا علمه بخطورتها على صحة الإنسان حتى و إن كان ممن يدخنونها أحيانا لكنه قرار صائب خاصة في المقاهي و المطاعم حسب تعبيره.
تاريخ الشيشة
لا توجد وثائق تثبت تاريخ الأرجيلة، فقد اختلفت الروايات بين من يقول أن أصلها عربي و بين من يقول أن أصلها هندي، و لكن أكثر الروايات تأكيدا هي تلك التي تقول أنها أصلها من شبه الجزيرة العربية، حيث كان يتم صنعها من ثمار و لحاء جوز الهند لتدخين نبات القنب الهندي الذي دخنه الهنود من قبل. و قد انتقلت إلى شبه الجزيرة العربية من خلال رحلات التجارة المفتوحة مع الهند. لكن انتشارها الواسع جاء على يد الدولة العثمانية التي كانت تحكم المنطقة لوقت طويل، و بسبب ارتباطها بالدول الأوروبية بحكم موقعها في ذلك الوقت. هذا الأمر هو الذي جعل الأرجيلة تنتقل إلى أوروبا ثم إلى الأمريكيتين.