التراث المعماري المميز في مسجد يافوز سليم


تشتهر تركيا بكثرة المساجد التاريخية في جميع أنحاءها خاصة في مدينة اسطنبول التراثية الحضارية بصفتها حاضرة الخلافة الإسلامية لسنوات طويلة مما جعلها عاصمة للسياحية التاريخية والإسلامية، تتمتع مدينة اسطنبول بعدد من المباني ذات التصاميم المبدعة والتراثية على الطراز العثماني أهم عمائر على الإطلاق كانت المساجد لذلك نجد عدد من المساجد لا يفوق جمالها أي مكان أخر بالعالم مثل الجامع الأزرق وجامع السليمانية والسلمية ومسجد ابو ايوب الأنصاري واليوم سوف نأخذ جولة في أحد أجمل المساجد التراثية من حيث التصميم المعماري هو مسجد يافوز سليم


.


مسجد سليم الاول فوق هضبة اسطنبول


من ضمن اجمل المساجد العثمانية نعرف جميعًا أن الطراز العثماني في البناء اختلف عن جميع حواضر الدول الاسلامية التي سبقت بسبب برودة الجو وهطول الأمطار بتركيا مما جعل المعماريون يتفننون في البناء المساجد المغلقة ذات القباب العالية لجودة التهوية لذلك نجد ان المساجد جميعها مغلق عكس التراث المعماري الذي كان سائدًا من قبل من اجمل المساجد ذات الطراز المعماري العثماني ذلك مسجد يافوز سليم أو مسجد السلطان سليم الأول


Yavuz Selim Camii


هو من المساجد ذات التراث التركي العثماني المغلق تم بناءه على هضبة اسطنبول يطل بشكل مباشر على خليج اسطنبول أو المرفأ الذهبي بسبب ضخامة حجم المسجد وموقعه الجغرافي شديد التميز جعله من أهم المعالم السياحية التاريخية داخل مدينة اسطنبول ، حيث يعد المسجد من أقدم المساجد في العهد العثماني هو حقًا اقدم مسجد ملكي عثماني تم بناءه بأمر من السلطان العثماني سليمان القانوني لإحياء ذكرى والده السلطان سليم الأول يقال أن المعماري معمار سنان هو الذي اشرف على التصميم والبناء او على الأقل شارك في بناءه ولكن المسجد قديم تاريخيه يرجع لما قبل معمار سنان بسنوات يقال ان البناء كان في بداية القرن السادس عشر من عام 1520-1527 استغرق حوالي سبع سنوات في التصميم والبناء والتشييد


.


مسجد سليم الاول من الداخل


تم بناء المسجد في مكان قديم يطل على الخزانات الرومانية القديمة في مدينة اسطنبول قديمًا كانت الساحة الامامية للمسجد مرصوفة بعدة أعمدة مبنية من الرخام الخالص والجرانيت مازالت موجودة إلى اليوم يحيط بالمسجد مئذنتين يوجد اعلى البناء قبة كبيرة وعدد من القباب الصغيرة ذات التصميم المعماري الفريد حقًا المئذنتين ليست على البناء بل بجوار البناء من هنا جاءت غرابة التصميم المعماري العثماني ، اما من الداخل فالمسجد مخطط بشكل فريد يتكون من غرفة مربعة وبسيطة التركيب طولها 24.5 متر ولكنها ليست كروية هي شبة مسطحة ارتفاعها 32.5 متر والنوافذ مزخرفة بالزخارف الاسلامية النباتية والوحدات التكرارية والخزف والأجار يعلوها كلمتين الله تعالى ومحمد صل الله عليه وسلم باللغة العربية، كان العثمانيون يهتمون بالزخارف باللغة العربية يكاد يكون كل المساجد بها لوحات مكتوبه باليد على يد امهر الخطاطين باللغة العربية لغة القرآن الكريم ، يوجد شمال الغرفة الرئيسية عدد من الممرات المسقوفة حوالي اربع غرف مسقوفة ويعلوها القباب الصغيرة كانت تستخدم في القدم كنزل للعاكفين والدراويش


..


الغرف الصغيرة داخل مسجد سليم الاول


البناء في غاية الفخامة والإبداع من غرابته غير المعتاد عليها انه بني مقام مثمن الشكل اما حديقة المسجد فإنها تطل على منطقة القرن الذهبي ذات اطلالة جميلة مميزة للمسجد شرفة مصنوعة من الإجار ويوجد مقام أخر مثمن تم النحت علية بعدة كتابات يضم أربعة قبور لأبناء السلطان سليمان القانوني ومقام ثالث لسلطان عبد الحميد الثالث ولكنه تم بناءه عام 1861 قبل الوفاة ، تقام بالمسجد صلاة التراويح في رمضان في اجواء رمضانية جميلة، المسجد مناسب لمحبي التاريخ والآثار التاريخية الحيه وباحثون التاريخ والمصورين


..