تفاصيل جرائم و القبض على “ريتشارد هاكل” الذي اعتدى على 200 طفل

من أكثر مميزات الدول المتحضرة أنها تتمكن من إلقاء القبض على الأفراد المدانين بالجرائم و كشفه هويتهم. من بين هؤلاء المجرمين هناك “ريتشارد هاكل” الملقب بــ” أسوأ متحرش بالأطفال في بريطانيا” و الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد أن اعترف بارتكابه للاعتداء على 71 طفلا رضيعا حسب ما نقلت وسائل الإعلام البريطانية.


المسيحي الملتزم


!


و خلال محاكمة هذا المجرم أصدرت المحكمة في 6 جزيران 2016 22 حكما ضده بالسجن مدى الحياة بعد اعترافه بالذنب في الاعتداء على أطفال في كاليزيا و كمبوديا في حين يبلغ عمر ضحاياه بين 6 أشهر و 12 عاما، و يقول مصدر في الشرطة أنهم يعتقدون أن “ريتشارد هاكل” البالغ 30 عاما اعتدى على 200 طفل و رضيع أغلبهم من الأسر الفقيرة المتواجدة في كمبوديا و ماليزيا.


السلطة الرابعة


و قد شكل الإعلام البريطاني و العالمي “رأس الحربة” في هذه القضية و في الكشف عن ملابساتها. بحيث أثارت وسائل الإعلام ضجة كبيرة للضغط على الدولة في البحث عن المجرم و لم يكتفوا بوضع الحرف الأول من اسم المجرم خوفا من خدش حياء المجرم. و قد قامت الصحف بنشر صور فوتوغرافية لهاكل مع مجموعة مقالات متابعة للجريمة. و قالت المصادر أن هاكل كان يعمل مصورا حرا و أنه خلال التحقيق معه كان يعتبر نفسه مسيحيا ملتزما. و قالت الصحف أن والدا المجرم أصيبا بصدمة كبيرة عندما علما بمجموعة الجرائم التي قام بها ابنهما و لكنها طالبا بسير العدالة و محاكمته على أعماله الشاذة.







وثيقة شر خالص





أطلق هذا الإثم القاضي على دليل قاطع وضعه هاكل من 60 صفحة كانت عن استغلال الأولاد جنسيا. حيث قال هاكل في رسائل نشرها عبر الإنترنت أن الأطفال الفقراء من السهل إغواؤهم أكثر من الأطفال من الطبقة المتوسطة في الغرب. و وصف تصرف فتاة تبلغ من العمل 3 سنوات كان قد اعتدى عليها أنها كانت مخلصة مثل كلبه و أن لا أحد اهتم بالأمر.

الأبشع من هذا أنه خلال مسار التحقيق حسب المصدر نفسه عثر المحققون على أكثر من 20 ألف مقطع فيديو و صور غير لائقة لاعتداءاته على الأطفال بحيث تبادلها مع مستغلي الأطفال جنسيا في كل أنحاء العالم عبر الشبكة العنكبوتية. و قال القاضي “بيتر روك” أن من النادر جدا أن تعرض عليه محاكمة بخصوص انتهاكات جنسية كبيرة لهذه الدرجة من شخص واحد. مؤكدا أنه لم يلق القبض عليه فسيستمر في نفس النهج مستعملا خبرته التي يتباهى بها أمام المنتهكين الآخرين لاستغلال الأطفال جنسيا.


من ماليزيا إلى كامبوديا


الجدير بالذكر أن هاكل اعتدى على ضحاياه في ظرف تسعة أعوام بين آذار 2006 و كانون الأول سنة 2014، كما أن كل الجرائم حصلت في ماليزيا ما عدا الأولى التي كان تفي كمبوديا التي كانت اعتدائه على طفل في 12 من عمره. و قد بدأت القصة عندما سافر إلى ماليزيا لأول مرة و كان يبلغ عمره 18 عاما تقريبا و كان يدعي انه مسيحي ملتزم و يعمل أستاذا للغة الإنجليزية التي تعلمها في المعهد الثقافي البريطاني في ماليزيا و درسها في إحدى المدارس في العاصمة. و بهذا استطاع أن ينال ثقة المسؤولين على دور الأيتام الفقراء في كوالالمبور. ثم أوقع في مصيدته 5 أولاد و بعدها فتاة لم يتجاوز عمره خمس سنوات.


مكر و دهاء


و رغم أن السلطات الماليزية لم تحصل على إثبات قاطع لإدانته إلا أنها توصلت إلى حاسوبه الخاص الذي كانت به 20 ألف صورة فاضحة لأطفال عراة و ألف صورة تكشفه في حالات مخلة بالآداب معهم.

رغم كل ذلك، لم تتمكن السلطات الماليزية من الحصول على إثباتات قاطعة تدين السفاح. لكن السلطات تمكنت من وضع يدها على حاسوبه الخاص ،الذي كان يحوي 20 ألف صورة فاضحة تخدش الحياء لأولاد عراة وأكثر من ألف صور تكشفه في حالات مخلّة للآداب مع الأولاد. ربط علاقات مع العديد من العائلات الفقيرة التي كانت تثق بالغريب بسهولة كما تردد على كنيستين لمتابعة التعرف على الأولاد. و ليبعد الشبهات عليه ادعى انه يحب امرأة هندية و يريد أن ينتقل للعيش معها في الهند.