تفاصيل مقتل النائبة البريطانية “جو كوكس” الداعمة للمسلمين

توفيت النائبة البريطانية عن حزب العمال جو كوكس البالغة من  العمر 41 عاما بعد أن أطلق شخص متعب النار عليها، ثم غادرت ليتركها تنزف في بيرستال شمال انجلترا. الشخص الذي أطلق النار هو المعارضين لبقاء بلاده ضمن الإتحاد الأوروبي، في حين هي كانت تؤيده و قبل أن يقتلها قال لها “بريطانيا أولا” و هي آخر ما سمعته قبل وفاتها.

و جاءت هذه الجريمة في أجواء مشحونة سادت قبل الاستفتاء المنتظر تنظيمه يوم 23 من الشهر المقبل، بعد أن رجحت الاستطلاعات الجديدة للرأي أن الغالبية هم من معسكر مؤيدي خروج البلاد من الإتحاد الأوروبي، بينما تطلق أوساط المال تحذيرات من عواقب خطيرة من الناحية الاقتصادية المحلية و العالمية لهذا الخيار.


من هو قاتل النائبة؟


صرحت منظمة الدفاع عن الحقوق المدنية أن القاتل الذي نفذ جريمته باغتيال النائبة البريطانية جو كوكس الذي أوقفته الشرطة هو “توماس ماير” و هو من مجموعة أنصال النازيين الجدد التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقرا لها. و كشفت منظمة “ساذرن بوفرتي لو سنتر” أ نالرجل الذي قالت وسائل الإعلام أنه يدعى توماس ماير لديه تاريخ كبير مع التيار القومي الأبيض، و أضافت انه حسب الوثائق التي توصلت بها فإن ماير كان من الأنصار الأوفياء للتحالف الوطني  الذي بقي لشعرات السنين أكبر منظمة للنازيين الجدد في أمريكا.

و قالت نفس المنظمة أن ماير أنفق ما يزيد عن 620 دولار في أعمال تابعة لمجموعة التحالف الوطني التي تهدف إلى بناء أمة مؤلفة فقط من البيض و إلى التخلص من الشعب اليهودي. و الجدير بالذكر أن الرجل يبلغ من 52 عاما و قد تم إيقافه من طرف الشرطة، فيما قال شقيقه “سكوت ماير” أنه كان يعاني من اضطرابات نفسية و كان يخضع للعلاج مؤكدا عدم قدرته على تصديق ما جرى. فيما لم تعرف بعد دوافع القاتل، بينما أشار الإعلام البريطاني أنه قال “بريطانيا أولا” أمام النائبة التي تعرف بدفاعها على التنوع و مساندة قضية اللاجئين.


jo cox


تعاطفها مع المسلمين والقضية السورية


كانت للبرلمانية جو كوكس العديد من المواقف الداعمة للمسلمين، و أعربت في أكثر من مناسبة عن تعاطفها مع القضايا العربية. و قد أوضحت كوكس على أنها مناضلة ملتزمة بقضية اللاجئين ، حيث تحالفت في شهر أكتوبر الماضي مع وزير  التنمية الدولية السابق أندرو ميتشيل المنتمي لحزب المحافظين في تدوين مقالة في صحيفة The Observer و دعت فيها إلى زيادة التحرك البريطاني من اجل مساعدة الأسر البائسة في المنطقة، كما قامت بترؤس و إطلاق اسم على مجموعة برلمانية تسمي نفسها “أصدقاء سوريا”. من ناحية أخرى امتنعت جو كوكس عن التصويت في مجلس العموم البريطاني بخصوص الضربات الجوية في سوريا،مؤكدة أنها ليست ضد هذه الضربات لكنها لا يمكن أن تدعم شيئا بفعالية و هو ليس من ضمن الخطة.


francois hollande jo cox


لهذا انتقدت أوباما وكاميرون


صرحت جو كوكس سابقا أنها من أشد المعجبين بالرئيس أوباما و بطبيعة الحال عملت في حملته الانتخابية الأولى سنة 2008 لكنها سرعان ما عادت و انتقدته هو و ديفيد كاميرون لأنهما قالا أن المشكلة السوريا تعتبر من القضايا الصعبة جدا.

و قال كوكس أن هذا الأمر أدى على تأزم مشكلة اللاجئين الكبرى في أوروبا و ظهور تنظيم الدولة الإسلامية أيضا. كما طالبت كوكس بتعديل اللورد دابس الذي يستلزم قبول بريطانيا لحوالي 3000 طفل لاجئ بدون ذويهم. و قالت كوكس لصحيفة Yorkshire Post في شهر ديسمبر الماضي أن عملها في إطار الإغاثة جعلها تضع أسس ألوية لحملتها من اجل دعم سوريا في البرلمان.