تلقى “بريان كادوجان” عمدة بلدة كاتينغاندا في نيوزيلندا، أكثر من 10 آلاف طلب توظيف من دول العالم، حيث توصل على هاتفه المحمول بأكثر من 5 آلاف رسالة، إضافة إلى آلاف الرسائل في بريده الإلكتروني و جزء كبير منها على شبكات التواصل الاجتماعي. و جاء هذا الكم من الطلبات مباشرة بعد 48 ساعة فقط من إعلان البلدة الصغيرة في نيوزلندا عن مشكلتها التي تتمثل في وجود فرص عمل كثيرة و منازل كثيرة مقابل عدد قليل من السكان المحليين، أما الآن فتستقبل البلدة عشرات الآلاف من الطلبات من أجل العيش فيها من مختلف أنحاء العالم.
ما هي أكثر الجنسيات التي طلبت التوظيف ؟
و نقل خبر في صحيفة الغارديان البريطانية يوم الجمعة 1 يوليوز عن العمدة قوله أن وجود الكثير من الطلبات رفع من معنويات السكان المحليين، و لكن لحد الآن لا يعلمون كيفية التعامل مع الموضوع حيث أنهم غير مستعدين لهذا العدد الكبير. و قد استقبل السكان المحليون العديد من الطلبات من كل أنحاء العالم و لكن أغلبها كان من سوريا و بولندا و الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا، و ذكر سكان هذه الأخيرة أن سبب رغبتهم في الانضمام إلى نيوزيلندا هو انفصال بريطانيا عن الإتحاد الأوروبي.
بلدة زراعية ريفية
كاتيغاندا هي بلدة زراعية ريفية توجد في جنوب جزيرة نيوزيلندا و يتوفر لديها ألف منصب شغل ، و العديد من المنازل و 800 ساكن يقومون بمبادرات لتقديم العون للأسر التي تصارع الحياة في نيوزيلندا. و منذ عدة سنوات كان السكان المحليون غير قادرين على الاستجابة لمتطلبات الأعمال الصناعية المحلية مما اضطرهم إلى الاستعانة باستقدام عمال من المناطق القريبة مثل دوندن التي تبعد بحوالي ساعة عن البلدة.
و صرح إيفان ديك الذي يشتغل في محال الألبان، و هو من الجيل الثالث في البلدة، و يعمل كذلك على تقديم عروض المنازل و الأراضي انه تلقى العديد من الطلبات من كل أنحاء العالم معبرا عن رغبته في أن يقوم النيوزيلنديون بنفس الأمر و يأخذوا زمام المبادرة للقدوم إلى قلب الحياة الريفية. و قال أنهم اخذ أم و طفليها قدموا حديثا للبلدة إلى قسمهم الخاص و كانوا مندهشين و لم يصدقوا بأن كل هذا لهم. لذلك يعتقد إيفان أن الحيوية و الإيجابية ستتدفق في البلدة و هو غير مصدق أن كاتينغاندا ستظهر يوما على خارطة العالم.
و بسبب هذه الطلبات الكثيرة قرر المشرفون على حملة التوظيف أن يعقدوا اجتماعا مع لجان من المجتمع المحلي و الشركات للتخطيط عن كيفية إدارة هذه الطلبات كلها التي يريد أصحابها العيش في بلدتهم المتواضعة التي توجد في منطقة خصبة و ساحرة في مقاطعة كلوثا.
شعور الثقة لدى السكان
قال جويس بيك و هو احد سكان كاتينغاندا أنه جد متحمس لمعرفة كيف سيكون الحال بعد عام من الآن و انه متشوق لتقديم الوجبات للسكان الجدد. مؤكدا أنهم توصلوا بالكثير من الطلبات من بلدان بعيدة من اجل ترتيبات الفيزا أو توفير كلفة للمجيء إلى البلدة لكنهم ليس باستطاعتهم القيام بذلك، كل ما يعدهم به هو تقديم كل أنواع المساعدة للناس و استقبالهم عندما يصلون إليها. أما المحامية المسؤولة عن توزيع الأراضي آليس والكر فقد توصلت بنحو 20 ملف لأجانب يريدون الاستثمار في البلدة. مؤكدة أن الكثير من البلدات الصغيرة يتغاضى الناس عنها بحجة أن لا يوجد بها شيء مهم و لكن الحملة جذبت قدرا كبير من الاهتمام الإيجابي.
