يعجز اللسان عن تجميع أي كلمات لكل متحدي الإعاقة في العالم والذين قد تمكنوا أن يسطروا قصة كفاحهم في الحياة بحروف من ذهب حتى استطاعوا أن يبخروا كل من حولهم بإصرارهم وإرادتهم القوية التي قد حباهم بها الله سبحانه وتعالي تعويضا لهم عن إعاقتهم، فالنماذج المشرفة لمتحدي الإعاقة كثيرة جدا خاصة في المملكة، ولكن قصة كفاح اليوم هي قصة رائعة تجعل جميع الأصحاء يفكرون جيدا في أنفسهم وكيف لهؤلاء المعاقين أن يقوموا بما لا يقوم به الأصحاء على الرغم من قدرتهم على ذلك، فقد تواردت أنباء اليوم عن وفاة قاهر الإعاقة وهو الشاب طارق الوادعي الذي حفظ القرآن كاملا خلال خمس سنوات فلم يلتفت إلى إعاقته بل تحداها في سبيل حفظ وقراءة القرآن الكريم، فدعونا نبحر في قصة حياة طارق الوادعي والتي أبكت الملايين من الأصحاء.
وفاة طارق الوادعي
أكدت جمعية روح لتحفيظ القرآن الكريم بسراة عبيدة خبر وفاة الشارب طارق مطلق الوادعي في منزله صباح يوم الأحد 18 ذو القعدة 1437هـ – 21 أغسطس 2016م الساعة السابعة صباحا بمنزله بقرية آل عائذ 11 كيلو عن محافظة سراة عبيدة وكانت الوفاة طبيعية.
من هو طارق الوادعي
الوادعي هو شاب سعودي توفي اليوم عم عمر يناهز ال35 عاما من محافظة سراة عبيدة بعسير ، استطاع أن يتحدى إعاقته ويحفظ القرآن الكريم كاملا في مدة لم تتجاوز الخمس سنوات وذلك على يد معلما كان يأتي إليه المنزل ليحفظه القرآن كما درس أيضا أسباب النزول وقواعد اللغة العربية والمعاني الأدبية والبلاغية في القرآن الكريم، وتتمثل إعاقته بأنه لا يستطيع التنقل بين غرف المنزل حيث يعاني من إعاقة في رجليه ويديه بسبب معاناته من ضمور في العضلات وانحناء في العمود الفقري ولكي يتمكن من الانتقال إلى غرف المنزل يقوم بالزحف على جسمه، وكان ينام على بطنه وصدره ويشرب بأسنانه ويأكل بفمه في مكان مرتفع قليلا عن الأرض.
طارق الوادعي يتحدى إعاقته ليقرأ القرآن
نشر النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان خبر وفاة طارق الوادعي فيديو يظهر مدى تحدي طارق لإعاقته في سبيل أن يقرآ القرآن الكريم حيث لم يستطع أن يتحرك ولكنه استخدم فمه وأسنانه في تقليب صفحات المصحف وهي نفس الطريقة التي استخدمها أيضا في حفظ القرآن الكريم كاملا ، وكان طارق أيضا محترف في استخدام الحاسب الآلي والجوال ووسائل التواصل الاجتماعي حيث يقوم بالضغط على الحروف بأنفه ولسانه ويتواصل مع علماء الشريعة عبر الإنترنت ولديه شهادات من بعض علماء المملكة.
ردود مواقع التواصل الاجتماعي
حالة من الحزن الشديد انتابت مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان خبر وفاة طارق الوادعي حيث أطلقوا التغريدات المعبرة عن حزنهم داعين الله عز وجل أن يغفر له ويرحمه برحمته الواسعة فكان خير مثال يجب أن يحتذى به، كما قالوا أن قصة حياته وتحديه لإعاقته تشعر الكثير من الأصحاء بالخجل من أنفسهم لأنهم لم يقوموا بجزء مما قام به طارق الوادعي الذي استطاع أن يحول إعاقته إلى قوة تساعده في تحقيق ما يريد، وقد أطلقوا هاشتاق #وفاة_طارق_الوادعي وعبروا عن فخرهم بتواجد مثل هذه النماذج في المملكة.
نهاية
رحمة الله على المرحوم طارق الوادعي ونحن أسرة المرسال نقدم التعازي لأسرة الفقيد وندعو الله لهم الصبر والسلوان وأن يسكنه الله عز وجل فسيح جناته، فقد ضرب طارق الوادعي أروع مثال في الجد والاجتهاد في حفظ كتاب الله عز وجل خلال خمس سنوات على الرغم من إعاقته في الحركة إلا أن حلمه في أن يصبح معلما للقرآن الكريم جعلته يتحدى كل شئ فقد قدم قصة كفاح حقيقية أصبحت نبراسا لكل معاني الجد والاجتهاد فهو حقا قاهر الإعاقة وقد تم تكريمه في شهر رمضان الماضي من قبل جمعية روح لتحفيظ القرآن الكريم .