لوحة طريق الحرير التي اهداها الأمير محمد بن سلمان للرئيس الصيني

” لوحة طريق الحرير ” هي من أكثر اللوحات المتداولة خلال الأيام القليلة الماضية وهي اللوحة التي أهداها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال منتدى الأعمال الصيني السعودي الذي انعقد مؤخرا في العاصمة الصينية بكين، وهذه اللوحة والتي تعني لقاء الشرق بالشرق والتي تحاكي طريق الحرير ورؤية المملكة 2030 ، والتي جسدت تاريخ المملكة مع الصين ، وقد جاءت فكرة هذه اللوحة من وزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي وبتوجيه من الأمير محمد بن سلمان الذي رأى أن للفن دور رئيسي في الرحلات الرسمية الدولية وقد قام برسمها الفنان التشكيلي أحمد ماطر والذي أبدع في رسمها حتى استطاعت أن تلفت إليها أنظار العالم لأنها قد عبرت عن تاريخ كامل بين السعودية والصين وقد جاءت مندرجة تحت مبدأ ” اطلبوا العلم ولو في الصين “


ولي ولي العهد محمد بن سلمان


لوحة طريق التحرير أثناء التحضير


لوحة طريق الحرير


استطاع الفنان التشكيلي السعودي أحمد ماطر أن يبدع في رسم ” لوحة طريق الحرير ” هذه اللوحة التي تستغرق رسمها حوالي أربعة أشهر حتى استطاع أن يجمع في ذاكرته طريق الحرير الذي هو ليس مجرد جزء من ماض أسطوري فهي لوحة نصفها تاريخي والنصف الآخر أسطوري والذي حاول فيها أن يسترجع شكل قوافل البر والبحر والتي سلكت طريقا متعرجا عبر الصحاري والجبال والبحار في آسيا إلى الجزيرة العربية، وقد عبر أحمد ماطر عن ذلك قائلا “لكن طريق الحرير ليس مجرد جزء من ماضٍ أسطوري، فهو سمة مهمة من سمات المستقبل الحاضر اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وفنياً، وتوضح اللوحة حوار الشرق بالشرق مستحضرة التكامل بين كل من طريق الحرير ورؤية المملكة ٢٠٣٠ عن طريق لوحتين متقابلتين في إطار واحد بأسلوب المنمنمات الشرقية التي كان تاريخ تطورها عبر طريق الحرير، تعبيراً عن الحوار والتبادل وإحياء الطريق الجديد الذي لن يقتصر فقط على التبادل التجاري بل يمتد إلى تبادل حضاري ثري ومتكامل”.


لوحة طريق الحرير


مضمون لوحة ” طريق الحرير “


استخدم التشكيلي أحمد ماطر في لوحة ” طريق الحرير ” تقنيات المنمنمات وهي التقنيات الشهيرة في الفن الإسلامي والتي كان تاريخ تطورها عبر طريق الحرير والتي تعتبر عن الحوار والتبادل وإحياء الطريق الجديد الذي لم يقتصر فقط على التبادل التجاري بل تبادل حضاري وثقافي ثري ومتكامل، وقد ظهرت اللوحة على شكل لوحتين مقابل بعضهما في اللوحة الأولى باخرة الرحالة الصيني المشهور باسم ” حجي محمود شمس ” وهو من أسرة صينية مسلمة مكتوب عليها ” طريق الحرير” بالأحرف الصينية وهو الرحالة الذي قام بالكثير من الرحلات في جنوب آسيا وإفريقيا ووصل لمنطقة البحر الأحمر وقد زار مكة المكرمة وقد قام بسبع رحلات بحرية خلال حياته وتاجر بالمنسوجات الحريرية والمجوهرات والعقاقير الطبية الصينية ، أما اللوحة الأخرى والتي تظهر فيها قوافل الحجاج والتجار الذين يقطعون دروبا كبيرة متجهين إلى الكعبة وكتب عنوان اللوحة ” اطلبوا العلم ولو في الصين ” وقد نفذت اللوحة على ورق به رسومات مأخوذة من ستار الكعبة والتي قد استخدمها والحجيج والقوافل التجارية كعناصر أساسية للوحة.


نبذة عن أحمد ماطر


أحمد ماطر هو فنان تشكيلي وطبيب سعودي من مواليد مدينة تبوك عام 1979 وقد تميز بتقديم الأعمال الفنية سواء الرسم أو التصوير التي تحكي عن التحولات الكبرى في الجزيرة العربية بالإضافة إلى خلق النقاش حول التاريخ والثقافة الإسلامية من زوايا فنية وجمالية، وقد درس الطب في جامعة الملك خالد في أبها ثم انضم إلى قرية المفتاحة الفنية ليبدأ طريقه الفني من خلال الحصول على مرسمه الخاص عام 1999 ، وقد تتلمذ على يد الكثير من أساتذة الفن كعبد الحليم رضوي والدكتور حسن عبيد والدكتور أحمد باقر والدكتور راشد دياب والدكتور مصطفى عبد المعطي ، وقد شارك في العديد من معارض الرسم التقليدي والمعاصر وفاز بالعديد من الجوائز منها جائزة أبها الثقافية للفنون الجميلة والتصوير كما شارك في مجموعة من معارض الفن والمتاحف حول العالم.